رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 27 أبريل، 2015 0 تعليق

بعد الحـزم.. يعود الأمـل

     في مقالتي السابقة التي كانت بعنوان: (الطريق الممهدة إلى صنعاء) كنت استشعرت أملا في حلحلة الأزمة اليمنية، واقتراب الحل ولاسيما أنها قد قاربت الشهر؛ حيث تمكنت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية من استهداف معاقل الحوثيين المهمة ومعهم أتباع علي عبدالله صالح، ودكت جميع التحصينات التي كانت تهدد أمن الخليج العربي عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً.

     بداية عاصفة الحزم في 26/3 واكتمالها في 21/4  وكان قرارا خليجياً صرفا؛ لذا استغرب المراقبون توقيت البدء كما استغربوا توقيت الانتهاء، ولكن دول الخليج العربي وحدها تدرك أهمية ذلك القرار؛ لأنها خططت بدقة لموعد البدء وموعد النهاية، وقد أدارت الأزمة بحنكة واقتدار تمثل في القدرة على الحشد الإقليمي والدولي، والمفاجأة في أداء القوات الجوية للتحالف بإصابة أهدافها بصورة دقيقة، فضلاً عن التصدي للحملات الإعلامية المناهضة،  مما هيأ الرأي العام لأهمية المرحلة؛ وأحدث توافقاً وتأييداً شعبياً وارتياحاً في الشارع الخليجي، فضلاً عن تأييد العلماء وأهل الرأي منهم،  وكان الأسلوب المتميز في نقل وقائع الأحداث من خلال الإيجاز الصحفي للعميد ركن طيار أحمد حسن عسيري عاملاً مهماً في إنجاح الحملة الإعلامية؛ حيث استطاعت أن تطلع الرأي العام على مراحل عاصفة الحزم وإنجازاتها بطريقة مهنية محكمة وبكامل الشفافية، وينبغي أن نؤكد أن المرحلة السابقة من التحرك الخليجي في اليمن قد نجح من خلال عاصفة الحزم، وجعلت الطريق ممهدة لإنهاء الأزمة وإقناع الأطراف المتعنتة بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات والبدء بالعملية السياسية المطلوبة.

     إن مرحلة (عودة الأمل)، تحتاج إلى إدارة حكيمة وصبر  يتم فيها مساندة المقاومة الشعبية الداخلية ومدها بكل أنواع الدعم لكي تستطيع مواجهة خروقات الحوثيين ومجموعات علي عبد الله صالح، وأيضا إيجاد مناطق آمنة، وضرورة تدفق المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء وتشغيل المستشفيات ومحطات الكهرباء، وتهيئة الظروف لعودة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته في صنعاء.

وهذا كله يؤكد لنا أنه بعد نجاح مرحلة الحزم بدأ يعود الأمل إلى اليمن.

     وما التصريحات المتشنجة من طهران (روحاني، ولاريجاني)، ولبنان (نصر الله)، والحوثيين (عبدالملك)، ومن مندوب سوريا في الأمم المتحدة (الجعفري) ضد المملكة العربية السعودية إلا مؤشراً على حجم الدور الإيجابي الذي قامت به المملكة في إدارة الصراع في اليمن وباقتدار.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك