رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 18 مايو، 2015 0 تعليق

بعد الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني- هـل طمأنـت أمريكــا دول الخلـيـــج فـي كامب ديفيد؟

دول الخليج متوجسة من تنامي سطوة النفوذ الإيراني في المنطقة على حسابها

يرى المجتمعون تقوية المعارضة السورية وتأكيد فقدان الأسد شرعيته وتبني المبادرة الخليجية أساس لحل القضية اليمنية

الخيار العسكري على إيران يظل مطروحاً في حال استمرار تهديداتها للإقليم والمصالح الأمريكية

عقد في كامب ديفيد يومي الأربعاء والخميس 13 و 14 من الشهر الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية الاجتماع المنتظر الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في 14 من الشهر الماضي بعد توقيع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقا مع إيران بخصوص برنامجها النووي.

صيغة تفاهم

     هذا وقد توصلت الدول الكبرى الست (مجموعة 5+1) إلى صيغة تفاهم مع إيران في يوم الخميس 2 أبريل الماضي حول المبادئ الأساسية لاتفاق شامل بين الطرفين إزاء برنامج طهران النووي. الذي سيكون أساسا للاتفاقية النهائية الشاملة، على أن تكون مسودة الاتفاقية النهائية جاهزة قبل 30 يونيو المقبل، التي سيتطلب تصديقها من قبل مجلس الأمن الدولي؛ مما يتطلب معه رفع العقوبات عن طهران في إطار الاتفاقات المتفق عليها.

النفوذ الإيراني

     الاجتماع ضم قادة مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي (أوباما) وقد دعا لهذا الاجتماع الرئيس الأمريكي بعد الاتفاق الأمريكي- الإيراني حول الملف النووي الإيراني وتوجس دول الخليج من تنامي سطوة النفوذ الإيراني في المنطقة على حساب دول الخليج، الأمر الذي تطلب طمأنة هذه الدول على دعم أمريكا لأمن دول الخليج واستقراره، كما استجدت في هذه الفترة ملفات حاضرة بقوة  مثل الملف اليمني والملف السوري.

قضايا المنطقة

وناقش الاجتماع دعم دول مجلس التعاون الخليجي أمنيا، مع رفض زعزعة إيران الاستقرار الإقليمي، وقبول اتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وتقوية المعارضة السورية، وتأكيد فقدان الرئيس السوري بشار الأسد شرعيته، وتبنّي مبادرة مجلس التعاون أساساً للحل في اليمن.

وكان وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) قد اجتمع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس يوم الأول الجمعة (8 مايو 2015)،

بنود الاتفاق النووي الإيراني:

ما الست (مجموعة 5+1)؟:

هي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين، وألمانيا.

برنامج إيران النووي

     تم إطلاق برنامج إيران النووي بعد أن قام شاه إيران محمد رضا بهلوي بوضع الأساس لبرنامج إيران النووي يوم 5 مارس 1957، عندما تم الإعلان عن «الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية» تحت رعاية برنامج (أيزنهاور) (الذرة من أجل السلام). وفي عام 1967، تأسس مركز طهران للبحوث النووية (TNRC)، وتديرها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وقد تم تجهيز مركز طهران بمفاعل أبحاث نووية بقدرة 5 ميغاواط، التي قدمتها الولايات المتحدة، وغذتها بيورانيوم عالي التخصيب، وقعت إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) في عام 1968، وصدقت عليها في عام 1970؛ مما جعل البرنامج النووي الإيراني موضوع للتحقق الوكالة.

     وبعدما قامت الثورة الإيرانية عام 1979، أمر الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، وقد خضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة الخميني في عام 1989 منذ عام 2011، عبرت وكالة الطاقة النووية عن قلقها المتزايد بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي، في 21 فبراير 2013، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً يبيّن تطوراً في قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم.

     عام 2013، وعقب فوز حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية، أفاد موظفون أمريكيون كبار بأن الولايات المتحدة ترى في انتصار روحاني تطوراً إيجابياً، وحسب أقوالهم فإن العقوبات الشديدة ألحقت أضراراً جسيمة بالاقتصاد الإيراني، وأدت دوراً في نتائج الانتخابات وانتصار روحاني، وقد قال الموظفون «إن الشعب الإيراني صوّت على الاقتصاد ورفض الوضع الراهن. العقوبات هي وسيلة لدفع إيران إلى المرونة في المفاوضات. وفي 2 أبريل 2015 تم التوصل إلى اتفاق مع الدول الست الكبرى.

 

 جيمس بيكر و تهديدات إيران

      من جانب آخر ألقى وزير الخارجية الأميركي الأسبق (جيمس بيكر) محاضرة أكد فيها، على أن الخيار العسكري يبقى مطروحاً في التعامل مع إيران في حال استمرار تهديداتها المستمرة للإقليم والمصالح الأميركية، وكان وزير الخارجية الأميركي المخضرم يتحدث خلال محاضرة في جمعية الشؤون السياسية الخارجية في واشنطن، تناول فيها الربيع العربي والفوضى التي أنتجها في الإقليم، وتهديد المصالح الأميركية في المنطقة ومنطق التعامل مع إيران.

ويرى بيكر أن الدولة الوحيدة التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ومصالح السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها من حلفاء أميركا في المنطقة، هي إيران، التي تصدر الفوضى إلى دول المنطقة، وتكتسب القوة لتكون دولية إقليمية مؤثرة.

     وأشار إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن هو مثال أخير لما أقول، وطهران تدعم حزب الله في لبنان، نظام الأسد في سورية، والميليشيات الشيعية في العراق، وبالرغم من أن الجماعات الإيرانية تحارب (داعش) في سورية وفي العراق، لكن لابد من الاعتراف بأن (داعش) ما كان ليقوى لولا سلوك عملاء إيران في سورية والعراق، ولابد من الاعتراف أيضًا بأن التحدي الكبير، الذي يواجه الولايات المتحدة على المديين المتوسط والطويل، هو طريقة تعاملنا مع إيران يمكن حل هذه المشكلات قبل 30 يونيو، موعد تنفيذ الاتفاق النهائي؛ لأن آخر ما تريده المنطقة هو سباق للتسلح النووي، إن تمكنت إيران من الحصول على قنبلتها النووية؛ لذا الاتفاق السلمي حول الملف النووي الإيراني أفضل جدًا من أي تدخل عسكري، شريطة أن يكون هذا الاتفاق واضحًا وجيدًا، رغم أنني أشك في هذا الآن، كما أشك في فاعلية أي عمل عسكري، قد يُنتج تداعيات خطيرة في المنطقة، ولا يؤدي إلا إلى تأخير وصول إيران إلى القنبلة النووية، من دون أن يمنعها من ذلك، لكنني من ناحية أخرى لا أنبذ العمل العسكري نهائيًا؛ إذ يصبح ضروريًا إذا استمرت إيران في سعيها إلى الحصول على القنبلة النووية، لكن بوصفه خيارا أخيرا (صحيفة الوسط البحرينية 10 مايو 2015م ).

 

 منتجع كامب ديفيد

 كامب ديفيد وهو منتجع ريفي يخص رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. يقع بالتلال الشجرية حوالي 62 ميلا (100 كم) إلى الشمال الغربي من العاصمة واشنطن، في متنزه جبل كاتوكتين بالقرب من ثورمونت، بولاية ماريلاند.

     ويتميز منتجع كامب ديفيد أنه شهد الإعلان عن انطلاقة عملية عاصفة الصحراء التي تصدت للغزو العراقي على دولة الكويت عام1990، كما شهد أحداثا سياسية بارزة خلال القرن الماضي، ولعل أبرزها كان لقاء الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن الذي أسفر عن أولى معاهدة سلام بين الدولة العبرية ودولة عربية.

  

 أهم بنود اتفاق حل أزمة البرنامج النووي الإيراني

 - التخفيض بمقدار الثلثين لعدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية، من 19 ألف جهاز إلى 6104 المثبتة بموجب الاتفاق، وتستعمل إيران منها 5060 جهازاً فقط لتخصيب اليورانيوم.

- وضع أجهزة الطرد المركزي الزائدة والبنية التحتية لتخصيب اليورانيوم المتخلى عنها في مخازن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ألا تستخدم إلا بوصفها بدائل لأجهزة الطرد المركزي العاملة.

- عدم قيام إيران ببناء أي منشأة جديدة بغرض تخصيب اليورانيوم خلال 15 عاما.

- عدم استخدام منشأة (فوردو)، وعدم إجراء أبحاث بخصوص التخصيب في المنشأة، لمدة 15 عاما، على أن يتم تحويلها للاستعمالات ذات الأغراض السلمية لاحقا.

- تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة المواقع النووية الإيرانية كافة بانتظام، كما سيكون بإمكان مفتشي الوكالة الوصول لسلسلة الإمدادات التي تدعم البرنامج النووي الإيراني، ولاسيما مادة اليورانيوم.

- تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى أي موقع تشتبه فيه أو أية منشأة (سرية).

- تدمير وإزالة وشحن المحرك الأصلي للمفاعلات الذي يمكنها من إنتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم خارج إيران.

- تقوم إيران بشحن الوقود المستنفد من المفاعل خارج البلاد مدى الحياة، مع التزامها بعدم إجراء أبحاث أو عمليات إعادة تصنيع على الوقود النووي المستنفد.

- التزام إيران بعدم بناء أي مفاعل نووي إضافي يعمل بالمياه الثقيلة لمدة 15 عاما.

يقوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، بتعليق العقوبات، بعد تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تطبيق إيران جميع الخطوات الرئيسة المتعلقة ببرنامجها النووي.

- تجديد العقوبات على إيران في حالة عدم التزامها بنص الاتفاق.

- سيتم رفع جميع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة ببرنامج إيران النووي في آن واحد مع انتهاء إيران من معالجة جميع المحاور الرئيسة (التخصيب، مفاعلات (فوردو) و(آراك) و(الشفافية).

- إعادة فرض العقوبات على إيران في حال حيادها عن تطبيق ما التزمت به.

- الإبقاء على العقوبات الأمريكية على إيران الخاصة بالإرهاب وحقوق الإنسان والصواريخ الباليستية، حسب نص الاتفاق.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك