رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 9 يونيو، 2015 0 تعليق

بعد اغتيال الداعية الأوغندي البارز الشيخ راشد عبده أفولا- هل تفتح جرائم استهداف العلماء باب الاضطرابات في أوغندا؟

قتل الداعية الإسلامي الأوغندي البارز الشيخ راشد عبده أفولا، إمام مسجد بلال في مدينة مبالي ومدير معهد نكالوكي العلمي، منتصف الشهر الماضي، برصاص مسلحين أثناء عودته إلى منزله، والشيخ أفولا هو خامس قيادي إسلامي يُقتل في أوغندا بالطريقة نفسها خلال الأشهر القليلة الماضية؛ الأمر الذي آثار حالة من الاستياء في الأوساط الإسلامية، متهمين الشرطة بالتقصير في حماية القيادات الإسلامية.

     ومات (أفولا)، البالغ من العمر 47 عاما، في الطريق أثناء نقله إلى المستشفى، في أعقاب الهجوم الإجرامي، واعتقلت الشرطة تسعة أشخاص يشتبه في علاقتهم بالحادث، وذكرت مصادر في الشرطة أن منفذي الهجوم ربما يكونون جماعة منظمة؛ حيث تم تنفيذه بدقة، من قبل عناصر تستقل دراجات نارية، هذا ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.

المجلس الأعلى لمسلمي أوغندا يدين الحادث

وقد أدان المجلس الأعلى لمسلمي أوغندا (UMSC) في بيان، مقتل الشيخ أفولا، الذي وصفوه بأنه «كان أحد أعضاء المجلس النشطين والمتفانين في خدمة دينه ووطنه بشتى الطرائق والوسائل».

     وأضاف البيان أن الشيخ، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، عرف عنه جهوده في دعم الأيتام وفقراء المسلمين، والحرص على نشر العقيدة الإسلامية وتعليمها في المجتمعات الإسلامية في أوغندا، كما عرف بحرصه على دعوة غير المسلمين ونشر الإسلام.

مقتل عدد من الدعاة

     لم تكن هذه الجريمة هي الأولى في جرائم قتل العلماء والدعاة في أوغندا، بل تأتي ضمن سلسلة من جرائم استهداف الدعاة ولا سيما البارزين منهم؛ حيث قتل الداعية الشيخ (مصطفى باهيجا)، في ديسمبر من العام الماضي، أثناء وجوده في أحد مساجد أوغندا، وفي عام 2012 تم إطلاق النار على اثنين من القيادات الإسلامية وهما الشيخ (عبد الكريم سسانتومي) والشيخ (أبو بكر كاووي) بطريقة مماثلة.

واتهمت الشرطة الأوغندية جماعة (القوات الديمقراطية المتحالفة) بقيادة (جميل موكولو)، الذي اعتقل مؤخرًا في تنزانيا، بالوقوف وراء هذه الحوادث، فمن هذه الجماعة؟

القوات الديمقراطية المتحالفة

تأسست القوات الديمقراطية المتحالفة - الجيش الوطني لتحرير أوغندا. (ADF) في أوغندا في عام 1995 وانتقلت لاحقًا إلى الكونغو؛ حيث ارتكبت مجزرة ضد أكثر من 300 شخص فى (بيني) وبالقرب منها العام الماضي.

     وهي مجموعة من المتمردين المعارضين للحكومة الأوغندية، ويتم تصنيفها منظمة إرهابية، ويقع مقرها في غرب أوغندا مع قواعد خلفية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبدأت بوصفها مجموعة صغيرة في سلسلة جبال (روينزوري) الغابات على طول الحدود في عام 1996، ولكنها وسعت أنشطتها على مدى السنوات القليلة التي تلت ذلك، اعتبارًا من عام 2004؛ حيث بدأت في شن هجمات متزايدة داخل كل من أوغندا والكونغو، ويعتقد أن لهذه المجموعات علاقة متنامية مع (حركة شباب المجاهدين) الصومالية.

تفكيك القوّات الديمقراطية المتحالفة

وكان جيش الكونغو بدعم من قوات الأمم المتحدة قد أطلق عملية عسكرية باسم (سوكولا) (تطهير) واعدين مرّة أخرى بهدم معسكرات المتمرّدين الواقعة منذ نحو 20 عاما على سفوح السلسلة البركانية في (رونزوري).

وبعد تسعة أشهر أعلن جيش الكونغو تفكيك القواعد الرئيسة للقوّات الديمقراطية المتحالفة، ولا تضمّ خليتهم الرئيسة الآن سوى نحو مائة رجل ولكن الأحداث الأخيرة في الكونغو وأوغندا بيّنت أن بيانات النصر الّتي صدرت عن الجيش كانت مندفعة.

تحول استراتيجي

     ما تكشفه هذه الهجمات وغيرها، أن الصراع في أوغندا، الذي تقوده القوات الديمقراطية المتحالفة التي أدرجتها الولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية، قد تحول تحولا استراتيجيًا بعد أن فككتها قوات جيش الكونغو من الحالة (الإثنية) إلى الحالة (الدينية)، وقد أخذ هذا التحول منحى متصاعداً من ترتيب الأوراق والأولويات في هذا الصراع المطمور إعلاميًا، فهناك على ما يبدو في أوغندا، وميض تحت رماد الاستقطاب الديني والقبلي، يجد طريقه للاضطرام، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تؤدي تلك الحوادث إلى إضرامه وفتح باب الاضطراب في أوغندا ليكون المسلمون ضحية كما كانوا في إفريقيا الوسطى؟ نسأل الله ألا يحدث ذلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك