رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 23 يونيو، 2013 0 تعليق

بريد القراء

 صيف سعيد

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد, فكيف نقضى صيفاً سعيداً؟ بل ما السعادة المقصودة؟

- هل السعادة في قضاء وقت ممتع على شاطئ البحر وسط العري وغيره؟!

- هل السعادة في إطلاق البصر للنساء والعورات ومصاحبة الفتيات؟!

- هل السعادة في السهر أمام القنوات الإباحية وقتل الأوقات؟!

- هل السعادة في شرب المخدرات والمسكرات، والسجائر والشيشة على المقاهي ولعب النرد والورق وغيرها؟

- هل السعادة في قضاء الأوقات مع (الشلة) على النواصي وفي الطريق العام في معاكسة الناس وأذيتهم بأصوات منكره وعبارات ساقطة وسب وشتم وقذف؟!

- هل السعادة في قضاء الأوقات الطويلة أمام النت على ساحات الحوار «الشات»؛ حيث تكوين العلاقات الغرامية وخداع الناس؟! هل.. هل.. هل.. أشياء كثيرة جدا ولكن, ما السعادة الحقيقية إذا لم تكن هذه الأشياء سعادة؟

- إن السعادة الحقيقية تكمن في طاعة العبد لمولاه والفوز برضاه.

- إن السعادة الحقيقية في أن يبتعد العبد عن النار ويدخل جنة مولاه بفضله تعالى ورضاه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُوْرِ}(آل عمران: 185).

     والناس أحد رجلين: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}(هود: 105)، بما قدر الله عليهم وبما كسبوا من خير أو شر {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى. وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى. فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى   } (الليل: 6-10).

     السعادة الحقيقية في أن يوفقك الله للإيمان والعمل الصالح، وترك الشرك والمعاصي, فالأعمال الصالحة سبب لجلب السعادة: {لَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ}(النحل: 32)، أي بسبب أعمالكم, قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» رواه البخاري.

فالعبد إنما يؤخره عمله السيئ وتفريطه في العمل الصالح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه» رواه مسلم.

     إذاً- أخي الحبيب- هلم إلى العمل الصالح، ففيه السعادة في الدارين، وإياك ومجاوزة حدك مع أوامر ربك فما يسع العبد إلا أن يقول: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}(البقرة: 285).

     أخي الحبيب: المعادلة.... المعادلة، {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}(النازعات: 37- 41).

أخي الحبيب:  استثمر أوقات الفراغ التي نحياها في طاعة الله في هذا الصيف وفي كل صيف.

أخي: ما نصيبك من حفظ كتاب الله؟!

س: ضعيف طبعاً.

أخي: ما رأيك في أن يكون لك ورد حفظ في أي مركز تحفيظ أو مسجد أو مع أخ لك أو شيخ تذهب إليه؟

س: أعتقد أنه لا مانع إن شاء الله.

أخي: هل تعلم أن عدد أوجه المصحف 600 وجه؟ وأنك بالتركيز يمكنك حفظ 8 أوجه يومياً، وهذا يعنى حفظ 50 وجه في الأسبوع، يعني -أيضاً- 200 وجه في الشهر ثم المفاجأة أنه يعني حفظ 600 وجه في خلال ثلاثة أشهر!

س: ما شاء الله لا قوة إلا بالله, شيء مذهل ولكن إلام يحتاج؟

 يحتاج إلى همة عالية وإصرار واستمرار, وأن تسأل الله التوفيق والسداد -الدعاء-.

س: الله المستعان وعلى قدر استطاعتي سأبدأ.

أخي: القرآن أعظم ما يهتم العبد به، ولاسيما عندما تتحول آياته إلى سلوك ومنهج حياة فتستشعر لذته، ولذا لابد من دراسة العلوم الشرعية حتى نحصل من العلم ما لا يسع المسلم جهله. والحمد لله في دعوتك المباركة، مناهج لكل مستوى يتناسب مع المرحلة العمرية -السن- والمستوى العلمي....

وقد أعددت لك- أخي الحبيب- مجموعة من الكتب الميسرة المتدرجة والشاملة لأنواع العلوم الشرعية، اختر منها ما يناسب مستواك، وهي على الترتيب: كتاب الأساس، كتاب البنيان، كتاب البداية لمن سلك طريق الهداية.

وأخيرًا أخي الحبيب: روِّح عن نفسك بما أحله الله وأباحه، ولا تعرض نفسك للفتن، واتق الله حيثما كنت، واعلم أن الله يراك، وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبها: مصطفى دياب

شعبان والاستعداد لرمضان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد.

     أخي الحبيب: اعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة عند الله -تبارك وتعالى- لاشتغال الناس بالعادات والشهوات، وإذا ثابر عليها طالب الفلاح دل على حرصه على الخير، قال صلى الله عليه وسلم : «عبادة في الهرج كهجرة إلي» رواه مسلم. أي: وقت غفلات الناس.

وقال صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة بالليل»؛ لأنه وقت نزول الرب -تعالى- وغالب الناس عن هذا الوقت غافلون.

     وقد كان سلف الأمة -رضي الله عنهم- يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان، فعن لؤلؤة -مولاة عمار-  قال: «كان عمار -رضي الله عنه-  يتهيأ لصوم شعبان كما يتهيأ لصوم رمضان.»

وكان عمرو بن قيس الملائي -رحمه الله- إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن في شعبان ورمضان.

     أخي:  كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وهو الذي غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان الصحابة يصبحون شعثًا غبرًا صفرًا، قد باتوا سجدًا وقيامًا، وكان الواحد من سلف الأمة يقيم الليل، ولا يستطيع أن يأتي فراشه إلا حبوًا ويقول : سبقني العابدون.

     كان سفيان الثوري -رحمه الله- ينام أول الليل، ثم يقوم فزعًا، وينادي: النار،النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات، ثم يتوضأ ويصلي، ويقول: إلهي إنك علام بحاجتي غير معلم، ما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.

قالت امرأة لعامر بن عبد قيس -رحمه الله-: ما لي أرى الناس ينامون، وأنت لا تنام؟

قال: ذكر النار لا يدعني أنام.‍‍

كان الأحنف بن قيس شيخًا كبيرًا، وكان يصوم. فقيل له: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك.

قال: إني أعده لسفر طويل.

قالت ابنة الربيع بن خيثم لأبيها: يا أبتاه، ألا تنام؟

قال: يا بنية، كيف ينام من يخاف البيات؟

ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى، فقيل: ما يبكيك؟

قال: أسفًا على الصلاة والصوم، ولم يزل يقرأ القرآن، حتى مات.

     كان العلاء بن زياد يصوم حتى يخضر، ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس والحسن فقالا: إن الله لم يأمرك بهذا كله. فقال كلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب، وتنقش في قلب كل مؤمن:

«إنما أنا عبد مملوك، لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته»

وتعبد وبالغ، فكلم في ذلك، فقال: إنما أتذلل لله لعله يرحمني.

     والأخبار عنهم -رحمهم الله- كثيرة طيبة، ولا يظنن ظانٌّ أن هؤلاء قوم مضوا، لا، بل ما زالت قافلة الصالحين تسير بخير، والحمد الله،فلست وحدك، بل على الدرب كثيرون.

فنسأل الله أن يرحمنا، وأن يحشرنا في زمرة الصالحين، وأن يعيننا على طاعته، وذكره، وشكره، وحسن عبادته.

كتبه: عصام حسنين

 

 

 

 

غض بصره فكانت هذه النتيجة

 

     يحكى أن شابا مغربيا فقيرا كان يعيش في الوﻻيات المتحدة الأمريكية، وذات يوم كان يصعد إلى طابق في إحدى ناطحات السحاب مع مجموعة من الناس، وفي طابق معين نزل كل الأشخاص وبقي الشاب الوحيد إلى جانب فتاة أمريكية جميلة جدا، تلبس لباسا متبرجا كباقي النساء في الوﻻيات المتحدة الأمريكية. لما وجدت أنها بقيت لوحدها مع الشاب شعرت بالخوف منه ، لكنها ﻻحظت أن الشاب ﻻ ينظر إليها أبدا، وبقيت محتارة فاستمر في النظر إلى جانبه حانيا عينيه، استغربت الشابة كثيرا لهذا التصرف الغريب (بالنسبة للغرب غريب).

لما وصل الشاب وأراد النزول نزلت معه الشابة في الطابق نفسه ثم أوقفته وسألته: ألست جميلة؟

فقال: ﻻ أدري فأنا لم أنظر إليك.

قالت: لماذا لم تنظر إلي  واعتديت علي بأي صورة من الصور؟ قال: أعوذ بالله! إني أخاف الله.

     فقالت: أين الله هذا الذي تخشاه وتخافه إلى هذا الحجم، فاستغربت الشابة قائلة: أدينك هذا الذي يمنعك من أن تنظر إلي نظرة ﻻ يمكن إطﻼقا أن يسمح لك بفعل أي لون من ألوان الإيذاء؟
قال : نعم. فقالت له: تقبل أن تتزوجني؟.

قال: أنا مسلم ما دينك أنت؟ قالت: لست مسلمة قال: ﻻ يجوز، فقالت: أدخل دينك هذا وتتزوجني؟.

فقال: نعم.

فقالت: ماذا أفعل؟

قال: افعلي كذا وكذا وكذا.

فجعل الله هذا الشاب سببا لإسﻼمها بعمل ﻻ يخطر على بال أي أحد منا، فقط بغض بصره عما حرم الله. بعد ذلك حولت كل ثروتها إلى اسمه فأصبح مليارديراً.

سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، هنا نﻼحظ الإعجاز العلمي للآية. قال الله تعالى  :{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} .. هذا الشاب اتقى الله فرزقه من شيء لم يكن يخطر له في باله.

أمة الله السلفية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك