رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 29 أكتوبر، 2013 0 تعليق

بريد القراء

 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

     الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة اختصت بها أمة الإسلام من بين سائر الأمم في هذا الزمان، وأصبحت دليلاً على هوية الأمة الإسلامية، يقابلها في أمم الأرض الأخرى مؤسسات وقوانين تؤدي مؤداها وتقوم بعملها، تختلف المسميات ولكن العبرة بما يكون في النهاية.

     الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ارتبطت به خيرية أمة الإسلام بين سائر الأمم؛ إذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينطلق من منطلق التشريع الإلهي، بخلاف بعض الأجهزة الأخرى التي توجد في بعض الدول الإسلامية وغير الإسلامية، التي تقوم بذلك العمل من منطلق القوانين الوضعية التي يخالف بعضها الإسلام، وربما يصادمه، وأحياناً يتناقض مع الضروريات الكلية التي تحفظها الشريعة الإسلامية وسائر الشرائع.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أسباب التمكين في الأرض والاستخلاف فيها، وأحد مقومات بقاء الأمم واستمرارها، وبتركه تستحق الأمم اللعنة وتسلب التمكين.

      ما نراه اليوم من هجوم سافر على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتهجم على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تحت مسميات عدة، وفي مقابل هذا الهجوم نجد اندفاعاً نحو تسويغ المنكرات تحت مسمى الحرية الشخصية، والمطالبة بسن قوانين وعقوبات، وإنشاء أجهزة أخرى للرقابة على الآداب العامة، يطرح سؤالاً عميقاً عن حقيقة الهجوم والحملات المنظمة لتصيد الأخطاء وتضخيمها، وماذا يراد بعد هذا الهجوم؟

     أثبتت الأيام على مدى عقود من الصراع مع التيارات العلمانية العربية والحركات الليبرالية في العالم العربي أن مشكلتهم جميعاً مع مجتمعاتهم ليست في التصرفات، ولا في المسميات، ولا في الحوادث والأخطاء، إنما مشكلتهم مع الإسلام كمنهج حياة تجذّر في قلوب المجتمعات، فلم يستطيعوا إظهار مكنون نفوسهم بعداوة هذا المنهج، خشية من رفض المجتمع لهم، وافتضاح أمرهم، فلجؤوا للنيل من كل شعيرة ترتبط بالإسلام، وتجعله منهج حياة للأفراد والمجتمع، مرة عبر شعارات الحرية، ومرة عبر شعارات النقد، ومرة عبر شعارات التقدم وأخرى للتطوير.

      الصراع على تغيير هوية المجتمعات صراع طويل الأمد، ويحتاج لعقود من المراوغة، واستغلال للفرص السانحة وتوجيه الأحداث، والاستفادة منها لتأليب الرأي العام للتمرد على القيم الإسلامية، والعادات المجتمعية التي تشكلت وفق الرؤية المتكاملة للإسلام كمنهج حياة. 

والخيرية والتمكين والاستقرار لهذه الأمة لن يتحقق ما لم نستوفِ شروط ذلك، فسنن الله في الكون لا تحابي أحداً ولا تخاف من أحد.

مؤمنة عبد الرحمن

بريد.. فتياتنا وبناء الذات

     لم يعد اقتصار الفتاة على ما تتلقاه في مراحل التعليم المختلفة كافياً لخوض غمار حياة عملية ناجحة، ففي ظل وجود ثغرات متعددة، وانخفاض مستوى مخرجات المحاضن التربوية، تعظم الحاجة إلى بذل جهود إضافية، تسهم في إعداد طاقات متميزة تنهض بالأمة؛ لتكون قادرة على المنافسة في عالم يشهد ثورة، وصراعاً محموماً بين الحضارات المتنافسة.

     جهات عدة تحمل تبعات هذه المهمة الجسيمة، لكن ما يعنينا هنا هو مسؤولية الفتاة نحو ذاتها ودورها في إعداد نفسها لمواجهة المستقبل بكل مفاجآته ومتطلباته.

إرادة الفتاة ووعيها هو الركيزة الأولى -بعد توفيق الله- في سبيل إعداد الفتاة المتميزة، ويقوم على أسس ودوافع، أبرزها:

     استشعار المسؤولية الفردية، ومن ثم التعرف على القدرات والمواهب الشخصية والعناية بها، وتنميتها عن طريق الدورات والبرامج المتاحة، والانخراط في الأعمال التطوعية التي تهيئ الفتاة للحياة العملية، والاستثمار الأمثل للإمكانات المادية وللتقنيات العلمية، وتوظيفها للتحصيل، و زيادة المعرفة بدلاً من الانغماس في الترف، والإغراق في الترفيه والمتع، ولا يتأتى ذلك إلا ببذل جهد مضاعف في التحصيل والتدريب، واستحضار سير النماذج السابقة والمعاصرة لفضليات النساء من العالمات والمخترعات والمتميزات، اللاتي تميزن على عشرات ومئات الآلاف بدأن معهن مسيرة العلم والتحصيل.

     وبناء الذات لا يقف عند حد التحصيل العلمي والمعرفي، بل يمتد ليشمل إصلاح القلب وتوثيق الصلة بالله، والجوانب النفسية والمهارات الحياتية المختلفة، التي تسهم في تحقيق حياة مستقرة، كفنون تربية الأبناء ورعاية الأسرة، وبناء العلاقات الاجتماعية، والإحاطة -ما أمكن- بما يجري في الواقع المحلي والعالمي.

     وستلقى الفتاة مشقة وعسرة يعرفها كل جاد، وساعٍ للقمة، فكم من ساخر ومثبط! وكم من عقبة و معوق! ناهيك عن طول الطريق وقلة السالكين، لكن ذلك كله يضعف أثره، كلما تقدمت الفتاة خطوات في الطريق مستعينة بالله، واضعة نصب عينيها هدفاً ساميا، وغاية نبيلة.

وقديماً قيل:

لولا المشقة ساد الناس كلهم                      الجود يفقر و الإقدام قتال

      إنّ ثمرة اهتمام الفتاة ببناء ذاتها، هو ما يتحقق لها من تميزها على قريناتها، ويؤمن لها -بإذن الله- المستقبل المشرق، والمكانة الرفيعة في المجتمع، وفوق هذا كله مرضاة الله تعالى بما تقدمه من خدمة جليلة لدينها وأمتها ومجتمعها.

 

عائشة المسلم

لا تحــزن

     بينما أبكي حزناً على ما ألم بأمتنا وأصاب إخواننا وأخواتنا في مشارق الأرض ومغاربها؛ إذ بصاحبي يقول لي: علام البكاء والنحيب؟ فقلت: على الدين، فأجابني: إن الله ناصر دينه ومؤيده، ألم تسمع إلى قول القوي العزيز: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (المجادلة: 21)، فقلت: أبكي على المقتولين ظلماً وغدراً، فأجابني: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران: 169)، فقلت: أبكي على الجرحى والمكلومين والمحبوسين المقهورين ظلماً وبغياً وعدواناً، فأجابني: ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة إلا كفر الله بها من سيئاته وخطاياه، فالابتلاءات تكفير للسيئات ورفعة للدرجات، فقلت: أبكي على اليتامى والأرامل. فقال: الله يتولاهم وهو يتولى الصالحين.

فقلت: أبكي على الثكالى والمصابين ومن فقدوا البنين والأحباب، فقال: ألم تسمع قول منزل الكتاب: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } (الزمر: 10)، فقلت: أبكي لتمكن أهل الباطل وسطوتهم بأهل الحق، فقال: ألم تسمع قول رب العباد: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران: 196 - 197)، فلتمسح دموعك ولتثق بموعود ربك: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21).

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. آمين.

حسن حسونة أبو سيف

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك