رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 11 نوفمبر، 2013 0 تعليق

بريد القراء

 أرضـيــــك لأخـدعــــك

في كثير من الأحيان نتعامل مع ضميرنا بقاعدة... (أرضيك لأخدعك).

     نهجر الوالدين، ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم واشتياقهم، ثم نزورهم آخر الأسبوع، لنتناول عندهم الغداء ونرمي عليهم الأبناء، فقط لنرضي ضميرنا، (أرضيك لأخدعك).

     نبخل، ونقتّر، ونخاف على الدرهم، وننسى حقوق المسكين والفقير واليتيم، ثم تأتينا حالة الكرم فجأة، فنكدّس الملابس القديمة في الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع.. فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك).

     ننسى الأصحاب والأحباب، ونغيب عن حياتهم، وظروفهم، وأفراحهم وأحزانهم، ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول: (جمعة مباركة) مع أنها بدعه فقط لنرضي ضميرنا.. (أرضيك لأخدعك).

     نقضي الساعات تلو الساعات نأكل في لحوم الآخرين، نغتاب ونفضح العيوب، ونستمتع في كشف الأستار، حتى إذا ما انتهينا، تنهدنا بعمق وقلنا: ستر الله علينا وعليهم، فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك).

     نقصر في تربية الأبناء، نجهل مشكلاتهم واحتياجاتهم، نغيب عن عيونهم وعن أحضانهم وعن حكاياتهم، ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا.. فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك).

     نحملق في المشهد الخليع،ونستغرق في متابعة الأغنية السافرة و المسلسل الهابط، ثم بعد أن ننتهي، يتمتم لساننا بــأستغفر الله العظيم، فقط لنرضي ضميرنا (أرضيك لأخدعك).

     ما أكثر ما نخدع ضميرنا،ونتعامل معه كالمريض الذي نعطيه حقنة مخدر ليرتاح فترة، بينما مرضه لا يزال مستشريا في الجسد، فلـننتبه قبل أن تزداد جرعات التخدير؛ فيموت الضمير!

     خسارة: حينما تكون هناك جنة عظيمة بحجم السماء والأرض، وكنوز ثمينة مدت بالطول والعرض؛ فيدخل فيها خلق كثير من مختلف الشعوب والأمم، وتنحرم أنت لأجل زلة لم يغفل عنها القلم.

مؤسف:حينما يكتب الله على نفسه الرحمة بأنها وسعت كل شي خلقه بهذا الوجود، ويطردك أنت منها لتجاوزك عن بعض الشرائع والحدود.

     حسرة: حينما تمتلك جبالا شاهقة من الحسنات تصل إلى عنان السماء، وتمتلك أنهارآ جارية من الصدقات تدفقت وسط حدائق غناء، ثم تأتي يوم القيامة مفلسا بسبب شتم وغيبة.

     مؤلم عندما يطلق النظر إلى صور نساء عاريات أو شبه عاريات فهذا من الخيانه والظلم للنفس، قدِّر من اختارتك من بين الرجال لتصبح أبا لأوﻻدها واحترم شعورها.. فابنتك، وأختك، وعمتك، إلخ سوف يختارها من تكون أماً لأولاده.

مبكٍ: حينما تلجأ إلى الناس لتبث لهم حر الشكوى، وتبوح لهم عما يعتلج صدرك من كدر البلوى، وتترك من بيده كشف الضرويسمع النجوى.

     مخزٍ: حينما تتحرى شوقا لتصحو مبكرا من المنام، وتحسب الدقائق والثواني لحضور موعد مهم، في حين أنك تتأخر عن موعد الصلاة مع الإمام، وغفلت أنها أهم ركن في شريعة الإسلام.

     ربما تلبس ساعتك فيخلعها لك وارثها، وربما تغلق باب سيارتك فيفتحه لك عامل الإسعاف، وربما تقوم بغلق أزرار القميص فيفتحه لك المغسل، وربما تغمض عينيك في سقف غرفتك فلا تفتحها إلا أمام جبار السموات والأرض يوم القيامة؛ فبادروا بالأعمال الصالحة.

     أعتذر إذا كنت أفزعتك، لكن -أحيانا- نحتاج إلى القليل من الأحرف القاسية حتى تزداد نداوة أعيننا، وليونة قلوبنا. نسأل الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى والخاتمة الحسنة. أسال اللہَ أن يرضى عنيَ وعنكمَ، فليس بعد رضى الله إلا الجنة.

أنت الآن «متصل» أي أنك على قيد الحياة.

فتذكر غدا ربما تكون «غير متصل» أي أنك ميت.

والفرق يكمن الآن في أنك تستطيع أن تتوب أو تغير نفسك.

     استغفر الله بسرعة وتب إلى الله، وقل اللهم إني تبت اليك من كل خطيئة أعلمها وتعلمها وأنساها وتعلمها بعلمك يارب العالمين، اللهم فاشهد أنني تائب إليك الآن من كل عمل لا يرضيك
أسال الله أن يقبل توبتنا جميعا اللهم آمين.

بقلم سامح الصباغ

 

 

تربية من الداخل..!

     آن الأوان لنتجاوز مظاهر التربية إلى جوهرها؛ لنعيد كياننا الاجتماعي والنفسي والديني إلى ما كانت عليه الأجيال المؤثرة في الحياة من قبل أن تدهمنا عصور يزيد فيها الانحطاط والتخلف في كل شيء!

     آن لنا أن نجد في كل بيت من بيوت المسلمين امرأة عليمة بما يحتاجه أولادها من تنوع في التربية، فالتربية لا تقتصر على ما هو شائع بين أكثرية الناس من الاهتمام بالحاجات المادية للأولاد من مأكل وملبس ونحوها.

     إن التربية في حقيقتها هي خليط من هذا وسائر الاحتياجات النفسية، فالتربية منها ما هو سلوكي، وما هو أخلاقي، وما هو اجتماعي، إلى آخر هذه الجوانب المهمة في مشروع التربية.

     هل فكرت المرأة المسلمة في وضع خطة لتربية أبنائها، تراقب سلوكياتهم وأخلاقهم، فما كان منها حسنا زكّته ونمّته، وما كان غير ذلك سعت إلى تقويمه؟

     هل تدارس الوالدان أحوال الأولاد؟ وكيف يجب أن تكون عليه حياتهم في المستقبل؟ إن وسائل الاتصال في العصر الحديث لم تدع حجة لأحد لأن يتهاون في تربية أبنائه، وإعطائهم ما يستحقونه من الجهد والوقت والعناية التي تصل بهم إلى بَرّ النجاح والتفوق والتأثير في الحياة، والسير بها نحو الله تعالى، وتعبيدهم له -سبحانه- عن علم وبصيرة؛ فالعلماء يتكلمون في الإنترنت وفي المحطات الفضائية، والدورات تلو الدورات تعقد في التربية، والمتابع لهذا الشأن سيلمس التطور الكبير في توجيه الناشئة والعناية بهم.

     إن الأمور تمضي  في مسار يبشر بالخير، لكن هناك هنة مازالت ملحوظة على المربّين، وهي أن هذه القضية لم تملك عليهم زمام نفوسهم ولم ينزلوها من أولوياتهم بما تستحق، والمعني بهذا -بالدرجة الأولى- هم المربيات اللواتي تتسرب سلوكياتهن وأفعالهن وقناعاتهن، إلى من يليهن من الناشئة والأطفال.

فهل تعي النساء خطورة هذه الأمر ويسعين لاستدراك دورهن في هذه المهمة؟! 

مؤمنة عبد الرحمن

 

فلا نامت أعين الجبناء

     في كل يوم أطلُّ فيه على العالم من نافذتي الصغيرة، تظهر أمامي -رغمًا عني- مشاهدُ للمجازر التي تُرتكب في حق الإنسانية بأسرِها على يد بشار وشبيحتِه.

أجدني بسرعة أشيح بنظري بعيدًا في جنبات أخرى!

 لا أدري؛ هل لإحساسي بالعجز والخِذلان؛ فما استطعت أنا تغييرَ منكرٍ بيدٍ ولا بلسان؟

أم لإحساسي بالخزي والعار؛ لأني تحت راية حكام نامت ضمائرُهم مستقرةً ليلَ نهارَ؟

 أم لإحساسي بالذل والهوان؛ فدماؤنا مستباحة في كل مكان؟

 حقًّا؛ لا أدري!

وبالرغم من أنه مزيج أحاسيس مؤلمٌ بالتأكيد، إلا أني أجد هروبي منه في كل مرة أشدَّ إيلامًا.

 يا الله!

لا منجا ولا ملجأ إلا إليك.

أبث إليك ألمي وشكواي، وأنت العزيز القادر.

ربِّ أشكو إليك ضعفَ قوتنا، وقلة حيلتنا، وهوانَنا على الناس.

أنت ربُّ المستضعفين، فما لنا سواك.

ربِّ إنهم لا يُعجزونك، فأرِنا فيهم عظمةَ قدرتك.

ولكل من تقلد سلطة، فبغى وطغى، فتغافل وخذل، فطمع وقمع...

د. دعاء مجدي محمد

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك