رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 7 يناير، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 على أعتاب عام جديد

تمضي الأعوام عامًا بعد عام ونحن نعدّ الأيام في تقلب الليل والنهار، فحمدًا لربي على طول عمر وحسن عمل، وتقلب في نعمة وأمن وأمان.

     {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ِ}(النور: 44)، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }(الفرقان: 62)، ففي تقلب الليل والنهار وتعاقبهما عبرة وعظة، ففي مضي الأيام وطي الأعوام تأمل وتفكر، مع كل إشراقة شمس نقلب ورقة التقويم أو ننزعها.

إيذانا بانصرام يوم واستقبال يوم جديد، وهكذا واحدة بعد أخرى، حتى يأتي يوم لا نجد ورقة نقلبها أو ننزعها، عندها نعلم أننا على عتبة عام جديد.

فهناك قف مكانك والتفت وراءك، وانظر إلى تلك الأيام التي تصرمت من عامك، وفاتت من حياتك، وقلّب تلك الصفحات التي طويت من عمرك.

     وانظر إلى الزوايا المظلمة في طريقك، وإلى مصابيح الدجى وأعمال الخير التي أضاءت لك الطريق في عام مضى! كم من هّم مر بك؟ وكم من مصيبتة ابتليت بها؟ حتى ظننت أنك هلكت ففرجها الله وكشفها, وكم من ذنب اقترفته وخطيئة اكتسبتها!حتى ظننت أن الله لا يغفرها فاستغفرته فغفر لك ولم يبالِ, وكم من أعمال الخير ومكاسب الحسنات، التي لولا توفيق الله لما عملتها، فله المنّ والفضل؟!

     إنك إن تنظر في أيام مضت وساعات خلت، تتقلب فيها بين نعمة وفتنة، وبين منحة ومحنة، وبين طاعة ومعصية، وتنظر إلى توفيق الله لك، وستره عليك، وفضله ومنته، وإلهامك الصبر والشكر، والمد في عمرك، وإمهالك للتوبة والاستغفار؛ لتحس بشعور ينبعث من خلجات قلبك وحنايا صدرك كله خضوع وذلة لله!

     تترجمه النفس بالحاجة والافتقار, وتترجمه العيون بالدموع والانكسار، ويترجمه اللسان بالحمد والثناء للعزيز الغفار! فاليوم وقد مضى من عمرك سنون عددا.. وازددت من الآخرة قربا. فهل تفكرت في عام مضى على أي شيء أمضيته؟!

هل تفكرت في أعمال نسخت في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟! كيف نُسخت؟!

هل تفكرت في كلمة قلتها فرصدت من رقيب عتيد! كيف قلتها؟

إن لم تتفكر فيها اليوم فستجدها غدا يوم تنشر الدواوين وتنصب الموازين..

ويقال: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}(الإسراء: 14).

فترى أعمالا أحصاها الله ونسيتها!

فليت شعري ماذا تريد أن تقرأ فيه؟

هل تريد أن تقرأ فيه أعمالا صالحة، من صلاة، وزكاة، وصوم، وذكر، وقراءة قرءان، وعلم ينتفع به، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وخير وبر وإحسان؟

أم تريد أن تقرأ فيه تمردا وعصيان، وتثاقلا عن الطاعات، وتضييعا للصلوات، وانتهاكا للمحرمات، واقترافا للمنكرات، واتباعا للشهوات؟

اختر لنفسك اليوم ما تريد حفظه على صفحات كتابك,,,

فهما اثنان لاثالث لهما:

رجل آخذ كتابه بيمينه يقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه.

ورجل آخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره ويقول: ياليتني لم أوت كتابيه.

فها هو ذا العام الجديد قد أقبل عليك بثوبه الجديد. والأيام قادمة فيه كالسراب. ما إن تصلها حتى تمضي وراءك محملة بما فيها من الخير والشر.

فماذا أنت مودع فيها من العمل؟

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }(الزلزلة: 7 - 8).

فهل سيمضي كالعام الذي قبله؟

أم أنه سيكون عاما جديدا وحياة جديدة وثوبا جديدا؟!

أمد الله أعماركم أعواما عديدة وأزمنة مديدة على طاعة وحسن عمل..

محبكم : خالد بن محمد الوهيبي

 

طبيعة العلاقات بين دول الخليج

      طبيعة العلاقات بين دول الخليج لا يمكن حصرها ضمن إطار تاريخي، كما أنها ليست جزءا من مسلسل التحالفات الهشة لاعتبارات كثيرة . قد تكون هذه المقدمة بمثابة إطار مجمع عليه لأي متابع للمشهد السياسي العام، ولكن صورة الحقيقة ليست مطابقة تماما لهذه المقدمة؛ فالناظر في الشؤون الخارجية لدول الخليج يدرك أن التباين في القرارات السياسية تجاه واقع المنطقة الإقليمي قد طفا إلى السطح بطريقة لا تكاد تخفى على أحد، ابتداء من أحداث مصر وما جرى فيها من مذابح، وانتهاء بطريقة إدارة الملف السوري والانحسار الكبير للدور الخليجي فيها بعد التقارب الأمريكي الإيراني الذي كان متوقعا سلفا، وعلى أية حال فهذا التباين لم يكن منحصرا في القرارات السياسية التي تخص دولا من خارج تلك المنظومة.

      بل إن العلاقات السياسية بين دول الخليج نفسها لم تكن على ما يرام، ولم يكن رفض عُمان لقرار الوحدة الخليجية إلا انعكاسا لحالة التدهور في تلك العلاقات، فلا يكاد يخفى على أحد أن الكشف عن شبكة تجسس إماراتية قد ألقى بظلال قاتمة على ثقة عُمان بجارها الشمالي، كما أن ما زاد الطين بلة كون إيران هي من ساعدت على كشف تلك الشبكة؛ مما جعل مؤشر التقارب المأمول ينحرف إلى مسار لم يكن أحد يتصوره، ولّد أنواعا من الشك في قدرة القيادات الخليجية في مجال إدارة ملفات الأزمات السياسية، قد تكون تلك الشبكة هي السبب الأبرز في رفض عمان لمبدأ الوحدة الخليجية؛ لأنها لن تقبل أن تتوحد مع قيادة حاكت لها شرا، ولكن ما قد يخفى على الكثيرين ان تلكم الواقعة ما هي إلا جزء بسيط من حقائق مخيفة تدل على أن وحدة القرار الخليجي بات صعب المنال، كما أن الحقيقة التي سيدركها العمانيون -عاجلا أو آجلا- أن إمبراطورية فارس لا تفرق بين إباضي أوسواء كان  سنياً عربياً كان أم أعجمياً في مبدأ التعامل الإجرامي الديكتاتوري، وإن أهدافها تتعدى مرحلة التعاون إلى مرحلة السيطرة. وعلى هذا يمكن القول: إن دول الخليج قد خسرت غالب مكاسبها السياسية «إن كانت قد حققت مكاسب» وإن طريق وحدتها يجب أن يتجاوز إطار علاقات الحكومات ورموزها ليندرج تحت اطار  ديني أكثر شمولية؛ فالحرب المقبلة إن قدرها الله تعالى غالبا ما ستكون حربا عقائدية لا مكان لمبدأ الولاء لأفراد او حكومات فيها، وعلى هذا يجب أن تؤطر شعوب الخليج نفسها، وأن تسن له جيوشها سيفها قبل الندم يوم لا ينفع الندم.

محمد سعود البنوان

 

 

كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب

 

عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم، واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن..!

خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات! وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه..!

بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.

لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس..!

فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء، وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم.

يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:

1- اهدم الأسرة.

2- اهدم التعليم.

3- أسقط القدوات والمرجعيات.

- لكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم)، اجعلها تخجل من وصفها بـ«ربة بيت».

- ولكي تهدم التعليم: عليك بـ(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع، وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.

- ولكي تسقط القدوات: عليك بـ(العلماء) اطعن فيهم، وقلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.

فإذا اختفت (اﻷم الواعية)، واختفى (المعلم المخلص)، وسقطت (القدوة والمرجعية)، فمن يربي النشء على القيم؟!!

عبدالقادر سلامة

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك