رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 21 يناير، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 أصول الإعــتذار

كلنا نعرف ما الاعتذار؛ إنه تعبير عن الشعور بالندم أو الذنب - على فعل أو قول تسبب في ألم أو إساءة لشخص آخر؛ وذلك بطلب العفو من الذى تأذى بذلك.

شروط الاعتذار الصحيح:

1- اجعله حقيقيا: فأي شخص يمكن أن يكتشف الاعتذار الزائف، وقد يؤدي ذلك إلى إساءة أكبر من إصلاح الخطأ.

إن الاعتذار الحقيقي يستهدف تحمل مسؤولية الخطأ وإزالته.

2- لا تسوغ ما فعلته: إذا بدأت بتسويغ ما فعلته وأسرفت في سرد الأسباب فإن هذا يعطي الإحساس أنك لا تعتذر، بل تحاول إقناع من أمامك أنك ضحية مثله. وهذا يظهرك بأنك لاتريد تحمل مسؤولية خطئك.

اعتذر أولا ثم اشرح مختصرا الأسباب لتأكيد الاعتذار، ولكن التسويغ يزيد من الإحساس بالألم لدى الطرف الذي أخطأت في حقه.

3- اختر كلمات اعتذارك بدقه : تأكد أن من أمامك يريد أن يعرف تماما عماذا تعتذر وأهمية ذلك بالنسبه لك.

 4- تعهد بالتغيير: إذا لم تتأكد أنك ستغير من عاداتك فلا داعي للاعتذار؛ لأن أخطاءك ستتكرر، ومع تكرارها لن يقبل اعتذارك مرة أخرى، وستفقد الكثير من مكانتك عند الطرف الآخر، وستخسر كثيراً من المتعاملين معك.

5- استعد لموقف محرج عند الاعتذار: كثيرا ما ينتهي الاعتذار بقبوله أو تبادل الاعتذار أو الشكر عليه، ولكنك قد تجد بعض الأشخاص قد يقابلون اعتذارك ببرود أو لا مبالاة أو بعدوانية، فهذا خارج عن سيطرتك . لقد قمت بالجزء الذي يخصك وفعلته . قد يشعر الطرف الآخر بذلك في لحظتها أو بعد أسبوع أو شهر أو لا يشعر نهائيا. لقد قمت بما عليك وأرحت ضميرك. الباقى على الطرف الآخر أن يقوم بدوره، فلا تشغل نفسك به بعد أن قدمت اعتذارك وتخلصت من شعورك بالذنب.

     تأكد أنك والطرف الآخر تتكلمان عن الشيء نفسه بوضوح؛ . لأن ما يرضي من أسأت إليه أن يعرف أنك تدرك تماما ما أخطأت فيه وما هو الخطأ؛ لذلك يجب أن تركز على الخطأ دون التفرع لموضوع آخر. مثال ذلك: إذا تأخرت عن موعد لا تقل آسف على التأخير, بل اعتذر عما فاتك من اللقاء أو الاجتماع حتى تشعر الشخص بأهمية هذا اللقاء أو الاجتماع بالنسبة لك فيقبل اعتذارك بسعادة «إذا كان شخصا طبيعيا».

- الإقرار بالخطأ الذي وقع:

أظهرللطرف الآخر مدى إدراكك لما يشعر به من ضيق لما حدث، وتفهمك لخطئك تماما فيبدأ بتقبل اعتذارك.

- تحمل المسؤولية وتكلم عن دورك في الخطأ:

دون عرض أي مسوغات تكلم عما حدث بدقة واختصار لتشعر الطرف الآخر بمدى صدقك في الاعتذار ومعرفتك تماما بالخطأ.

     لا تحاول أن تدافع عن خطئك بطريقة مبالغ فيها. فالموضوع عنه وعما يشعر به وليس عن نفسك. وإن كان الخطأ مقصوداً أم لا؛ لأن النتيجة واحدة وهي شعوره «بالإساءة»، وهيالأهم يجب أن تركز عليها عند قولك «آسف لما حدث».

- استخدم عبارة صريحة للاعتذار مع وعد بالالتزام:

كلمة «آسف» أو «أعتذر» و «وعد» بعدم تكرار ماحدث ستعمل على إعادة بناء الثقة والعلاقة مرة أخرى على أساس سليم دون غضاضة . تأكد أن آسف مع تكرار الخطأ لاتفيد .

- طلب العفو :

إن طلب العفو عن الخطأ يعطي الطرف الآخر الإحساس برد كيانه، وأنك فعلت المطلوب منك، وانك في انتظار تسامحه. أما الخطوة المقابلة منه فليست مسؤوليتك فقد قمت بواجبك.

عبدالحميدمنصور

 

سنن النبي صلى الله عليه وسلم مع صوارف الشتاء

1- إذا نزل المطر، يُسنُّ أن يحسر الإنسان عن جسده ليصيبه منه؛ لحديث أنس: «أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقُلنا: لِمَ صنعتَ هذا؟ قال: «لأنَّه حديث عهدٍ بربه» رواه مسلم.

2- أن يقول إذا رأى المطر: «اللهم صَيِّبًا نافعًا»، لحديث عائشة عند البخاري: «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر، قال: «اللهم صَيِّبًا نافعًا».

3- أن يدعو أثناء المطر؛ لحديث سهل ابن سعد مرفوعًا: «ثنتان لا تُردَّان - أو قلَّما تردان-: الدُّعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا»، وفي لفظ: «ووقت المطر» رواه أبو داود، وحسنه الألباني. انظر: السلسلة الصحيحة (1469).

4- أن يقول بعد المطر: «مُطرنا بفضل الله ورحمته»؛ لحديث زيد بن خالد الجهني المتفق عليه وفيه: «وأمَّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب».

5- إذا زادت الأمطار، وخيف من كثرة المياه، يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية ومنابت الشجر» لحديث أنس المتفق عليه في استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يومَ الجمعة، وفيه: «ثم دخل رجل من ذلك الباب في يوم الجمعة المقبلة، ورسول الله قائم يَخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يُمسكها، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم حَوَالَيْنَا، ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية، ومنابت الشجر» متفق عليه.

حَوَالَيْنَا؛ أي: قريبًا منا لا على المدينة نفسها.

ولا علينا: لا على المدينة نفسها التي خاف أهلها من كثرة الأمطار.

الآكام: الجبال الصغار.

الظِّراب: الروابي الصِّغار، وهي الأماكن المرتفعة من الأرض، وقيل: الجبال المنبسطة، والمعنى: بين الظِّراب والآكام مُتقارب. وبطون الأودية. أي: داخل الأودية، والمقصود بها مجاري الشعاب.

منابت الشجر: الأمكنة التي تكون منبتًا للشجر.

6- إذا عصفت الريح، يقول ما روته عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ؛ إذا عصفت الريح، قال: «اللهم إنِّي أسالك خيرَها وخيرَ ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شَرِّها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به». متفق عليه.

     هذه السنن الست هي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حين صوارف الشتاء، فيستحب للمسلم أن يُحيِيها في نفسه، وفي غيره من الناس، وأمَّا حين الرعد، فلم يرد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول شيئًا، والوارد عن عبدالله بن الزبير أنَّه كان إذا سمع الرعد، ترك الحديث، وقال: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته» رواه مالك والبيهقي، وصححه الألباني (في تخريج الكلم الطيب، ص88)، وهذا اللفظ هو الموافق للقرآن في قوله - تعالى -: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}(الرعد: 13).

عبدالله بن حمود الفريح

 

 

 

انتقاد الأيدولوجيا الليبرالية تاريخيا

 

 

 

     النظر إلى التاريخ وعَدُّه أساسا يستند عليه في اثبات الوقائع الماضية، أمر لا بد منه على الأقل لمن أراد أن يتبين ولو شيئا يسيرا من حقائق الأمور، وأن يعتمد عليها في تأسيس نظرة مستقبلية يمكن أن تفيده في التعامل مع الأحداث المتسارعة الجارية، ولكن الغالب أن نظرة التحيز من قبل أحد الأطراف تجاه ذلك التاريخ كانت أساسا في تعامله مع خصومه، وأنا هنا أتحدث عن جانب الأيدلوجيا الليبرالية، فقد لا ينكر أحد من اتباع ذلك التيار أن ثقافتهم وخلفيتهم الأيدلوجية إنما كانت نابعة من مصدر خارجي، أي أنها ثقافة مستوردة، وعليه فإن تلك الثقافة لا بد وأن تبين مواطن الاتفاق والاختلاف فيها مع واقعهم المعاش، ولكن وللأسف فالعكس هو الصحيح؛ فغالبية من عرفوا الحق وعاندوه من أصحاب هذا التيار لا ينظرون إلى الليربالية من واقع فكر يقبل الأخذ والرد، وإنما من واقع فكر صدامي يرغبون فيه بتحجيم التيار الإسلامي عن الواجهة، ثم تغريب المجتمع وجعله مذابا في ثقافة أخرى خارجية مستوردة، مقابل بعض الفتات كالمال والمناصب، وربما أن أتباع ذلك التيار عندما اعتنقوه لم يكونوا مؤمنين بحقيقته كون أن  عددا من أقطابه لم يكونوا منزهين فعليا عن كل خطأ، كما أنهم لم يتفحصوا تاريخ أيدلوجيتهم، وما جلبته من مصائب حقيقية يندى لها جبين الإنسانية، كما أن كثيراً منهم لم يراع حقوق الدين أو على الأقل ينظر إلى أحكامه الشرعية كنظرته لأحكام الليبرالية، فلا يخفى تاريخيا أن مهد الليبرالية الفرنسية أسست على إعدام لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت، وكثير من أفراد القصر الملكي عبر قطع رؤوسهم بمقصلة، كما أن ساحة الكونكود التي شهدت إعدامهم لم تخل من إعدام كلب تلك الأسرة الملكية، والذي لم يكن يملك من أمره شيئا سوى أنه كان كلبا لملك كرهه شعبه فأعدمه وأسس على أنقاض مملكته صرح العلمانية الواهي.

     تلك الواقعة التاريخية وما تبعها من وقائع وجرائم كانت مهد العلمانية، فرنسا بطلتها لم يسلط عليها الضوء بحجة أن فاعليها من معتنقي فكر أيدلوجي علماني، فلم تكن جرائم الاستعمار في الجزائر من إعدام عبر رمي من الطائرات، واغتصاب للنساء، وتعذيب الأبرياء، جزءا من إطار انتقادي منتقدة بِعدِّها نتاجاً أيدلوجيا، ولكن أحكام الشرع التي أساسها القصاص للقتلى، والحفاظ على الأعراض، كانت مدار سخرية وتهكم ممن يدعون أنهم حماة لحقوق الإنسان، فإن كان هؤلاء ينظرون إلى الإسلام كأيدلوجيا، وهو أشرف من ذلك؛ بِعَدِّه منهاجا للحياة وينتقدونه على هذا الأساس فمن باب أولى أن ينتقد تاريخهم.

 محمد سعود البنوان

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك