رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 8 أبريل، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 الكذب على الأطفال

الكذب على الأطفال خطأ كبير يقع فيه الآباء، وهم لا يدركون فداحته وتأثيره على تعود الأبناء على الكذب، وهو يزرع في قلوبهم البريئة الطاهرة الحقد والكراهية لمن يكذب عليهم، ثم يصير الكذب عادة لهم تعلموها من الكبار.

     فينبغي الحذر من الكذب عليهم بحجة أنهم صغار لا يفهمون، أو لا يدركون، بل هم يحسون ويدركون ويتأثرون، ويقلدون في الوقت نفسه، وقد جاء عن عبد الله ابن عامر أنه قال: دعتني أمي يوماً، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في بيتنا، فقالت: ها، تعال أعطيك، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:  «وما أردت أن تعطيه؟» قالت: أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة»، قال صاحب عون المعبود: «وفي الحديث أن ما يتفوه به الناس للأطفال عند البكاء مثلاً بكلمات هزلاً أو كذباً بإعطاء شيء أو بتخويف من شيء حرام داخل في الكذب».

     وانظر إلى ما أورده صاحب المدخل؛ حيث قال: «وقد ورد فيمن انفلتت دابته فلم يقدر على إمساكها فأراها المخلاة، فتأتي على أن العلف فيها، فيمسكها، أنها تكتب عليه كذبة يحاسب عليها يوم القيامة، مع أنه معذور في ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن إضاعة المال، وفعله ذلك من باب صيانته، ألا ترى إلى البخاري -رحمه الله- لما أن رحل من بلاده إلى بعض الشيوخ ليسمع عليه الحديث، فلما أن جلس عنده جاء صغير ليقع من موضع، فقبض الشيخ يده، لكي يظن الصبي أن في يده شيئاً يعطيه إياه، ليأتي فيأخذ ما فيها، فقام البخاري - رضي الله عنه - وتركه، ولم يسمع عليه شيئاً؛ لأنه رأى أن ذلك كذب وقدح في الرواية عنه». فهذا البخاري -كما ترى- يترك السماع من محدث كبير؛ لأنه أوهم الصبي أنه يريد أن يعطيه شيئاً، ولم يعطه، فما بالك بمن يكذب على الأطفال ليل نهار!

     فتربية الأبناء وتنشئتهم على الصدق وهم صغار، مسؤولية كبيرة على الآباء، لا بد أن يدركوا ذلك.. فما الحال إذا كان الأب هو نفسه الذي يكذب على الابن؟! يعده بقوله له: سأشتري لك كذا وكذا، مرة بعد مرة، ولم يفِ بشيء من ذلك، سنذهب إلى المكان الفلاني الصباح، فيظل الابن ليلته يفكر في الرحلة في الطلعة في زيارة عمه أو خاله أو قريبه بفرح ولهفة شديدة، ثم يصحو مبكراً قبل والده، يصبح فيتفاجأ أن ذلك الكلام لم يكن صدقاً ولم يفِ الأب بما قال، فيصدم الولد، ويتألم، ولاسيما إذا تكرر هذا التصرف الأرعن من الوالد، ولم يبدِ السبب والعذر الذي جعله يتخلف.

فقل لي بالله عليك -أيها الفاضل- كيف نتصرف مع الأطفال بهذه الطريقة، ونأمل منهم بعد ذلك أن يتربوا على الصدق، ويحبوا الصدق؟! وصدق الشاعر القائل:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا

                                  على ما كان عوده أبوه

فالأب معلم، والأم كذلك، ومتى أخطأ الأب أو الأم، قلدهما الابن، وتأثر بهما في تصرفاتهما وأخطائهما، وصدق الشاعر حين قال:

وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ

                                                      جاءت على يده البصائرُ حولا

فإياكم إياكم والكذب على الأطفال، فإنهم مرآة بيضاء، يظهر فيها كل ما ننقش فيها، وهم أمانة في أعناقنا، فلنؤدِ الأمانة، ولنعمل على وقايتهم من النار، كما قال الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴿}(التحريم:6). 

نسأل الله أن يرزقنا السداد في القول والعمل، والذرية الصالحة، إنه خير مسؤول، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إيمان القحطاني

 

 

انتبهوا.. كلنا مراقبون!

     المراقبة والتجسس من أهم شواغل الأمم والأفراد في العصر الحالي؛ فهناك دراسات كثيرة عن تلصص دول كبرى على دول صغرى، وتسريبات لشخصيات مهمة هنا وهناك، ومعلومات تكشفها عمليات التتبع الدقيق لفترات طويلة لشخصيات أو هيئات، وتكون كلها من شواغل الفضائيات والفضائيين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالدرجة التي جعلت الكثيرين من الأفراد يضعون برامج حماية قوية لحماية بياناتهم أو أجهزتهم الذكية، بالرغم من أنهم غير مستهدفين أو معنيين بهذه المعارك.

     مراقبون تكنولوجيا هذه حقائق تؤكدها شركات الحماية، وقد يكون الكلام دقيقا، وقد يكون فيه قدر من المبالغة والتهويل؛ لكن المؤكد أننا مراقبون في مساحات أخرى أهم وأعظم بكثير من مساحات التقنية الحديثة، إلا أننا لا نوليها أدنى اهتمام من المراقبة. إنها مراقبة الله تعالى، ثم مراقبة سلوكياتنا وقياسها على ما يرضي الله تعالى، ويطبع علاقتنا بمن حولنا بالطابع الحقيقي للمسلم الصادق مع ربه، ثم مع نفسه وكل من حوله.

إنها مساحات شاسعة من المراقبة يتعرض لها الناس، بدءا من الهاجس وحديث النفس، وانتهاء بالفعل المادي الملموس الذي يترتب عليه نتائج وآثار ينتفع منها أناس ويتضرر منها أناس آخرون!

إن باب المراقبة في تربية النفس على التزام الطاعة وتلمس رضا الله من أهم الأبواب التي تتعلق بالأعمال القلبية، والأعمال الخفية عن العباد، ولا يطلع عليها غير الله جل وعلا.

     ذكر الشيخ على الطنطاوي -رحمه الله- في كتابه (تعريف عام بدين الإسلام) أنه مما يحسُن تدريب الصغار عليه، تمرين في المراقبة، يردد فيه الطفل أو حتى الشخص الكبير «إن الله مطلع عليّ.. إن الله يراني»، هذا تمرين من شأنه أن يوقظ الإيمان المخدر في الصدور، وأن ينبه العباد إلى أن الله وحده هو المسيطر وهو المدبر، وبالتالي، ينتظم السلوك وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالي.

     لعل أكثرنا وقف في مرحلة من حياته على معاني مراقبة الله تعالى وما لها من آثار إيجابية، لكننا هنا نذكر أن للمراقبة عدة فوائد منها: الإيمان، والبعد عن المعصية، وتحسين العبادة وأدائها على الوجه الأكمل، كما أنها تورث الإخلاص والطهر والعفاف، وأنها تسهل طريق العبد إلى الجنة.

     إنها تذكرة للتحول بالمراقبة إلى ما ينفعنا، وتأمين حدود النفس من الإضرار بالآخرين أو الإضرار بالذات، وذلك مما قد يصدر عنا بوعي أو بدون وعي، لكنه في النهاية يترتب عليه نتائج كبيرة، فإن كان الفعل حسنا، كانت النتائج حسنة، وإن كان الفعل غير ذلك كانت النتائج مما يضع المرء في دائرة الخطر الحقيقي.. فانتبهوا!

مؤمنة عبد الرحمن

 

 

 

طرائق التعامل مع الشخص الغاضب

لا أحد ينكر أن الغضب يأتي بأسوأ النتائج، هنا لن نفترض أنك الغاضب، لكنه الشخص الذي أمامك، وهو في طريقه لأن يخسرك أو تخسره بسبب انفعاله الزائد، بينما أنت حريص على العلاقة، أو على الأقل تجنب المشكلات، فكيف تتصرف؟

1) حافظ على هدوئك ولا تتأثر بغضب من يواجهك، فالهدوء هو أحد أهم العناصر للخروج من الموقف بسلام.

2) حاول أن تضع نفسك مكان الشخص الغاضب منك، يجب أن تتعرف على الخطأ الذي قمت به ليجعله على هذه الحالة، فالاعتراف بالخطأ يعد شجاعة.

3) تقبل حقيقة أن الشخص غاضب منك، واستمع إليه دون أن تقاطعه فهذا يساعد على تهدئته.

4) هناك بعض الشخصيات تفضل عند غضبها عدم مجابهة الشخص المغضوب عليه؛ لأنهم في حالة غير متزنة؛ لهذا يأخذون بعض الوقت حتى يستعيدوا هدوء أعصابهم. استفد من هذه المدة واحرص على أنها تمتد لأطول فترة ممكنة حتى يمتص الغاضب غضبه.

5) أظهر له أنك متفهم لما يقول، فعندما يصله هذا الشعور سيهدأ تدريجياً.

6) إذا وجدت صعوبة في إقناع الشخص الغاضب بسلامة نيتك عند ارتكابك الخطأ، فقط قم بالاعتذار ولا تطل الحديث معه.

7) احرص على أن يكون اعتذارك صادقاً وليس اعتذاراً شكلياً لامتصاص الغضب فقط.

8) لا تلجأ إلى العنف فهو لن يصلح من الأمور، ولاسيما إذا كان شخصاً مقرباً إليك أو من الصعب فقدانه.

عبدالرحمن محمود

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك