رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 15 أبريل، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 اعتنِ بنفسك

في كل مرحلة من مراحل حياتنا تكون هنالك رغبة قوية وملحة لتغيير أشياء في حياتنا كانت مغلوطة.

تذكر واعلم.

أن أول خطوة عليك القيام بها هي الثورة الأولى والأهم في داخلك.

إن المحاربة من أجل فكرة دون وجود فكرة عنها تعد من أخطر الأمور التي يمكن أن نفعلها.

في كل مرة تشعر أنك منهك.. متوتر، متخبط. انظر إلى الأشجار وفكر كيف تنمو.

تذكر أن شجرة كثيرة الأوراق والثمار وقليلة الجذور وغير قوية سوف تسقط مع أول هبة ريح.

بينما الشجرة ذات الجذور القوية المتلاحمة حتى وإن كان ورقها وثمرها قليلاً لا يهمها تقلبات الطقس وتبقى صامدة.

الجذور والثمار والأوراق يجب أن تنمو  متناسقة ومتوافقة، وعليك أن تكون مع الأشياء وتكون دائما فوقها فقط بهذا الشكل تستطيع أن تعطي الظل والحماية، فقط على هذا النحو تستطيع أن تمتلئ في الفصل الصحيح بالثمار والزهور والأوراق.

وعندما تُفتح أمامك طرائق عدة ولا تعرف أيها تختار، لا تسلك واحدة صدفة، لكن اجلس وانتظر.

خذ نفساً عميقاً مع الثقة، وتذكر ذلك النفس الذي أخذته يوم أتيت إلى العالم دون أن تكترث لأحد.

انتظر انتظر انتظر مرة أخرى... ابقَ واقفاً دون حراك... وبهدوء.. أصغ إلى نداء قلبك.

وفقط عندما يتحدث إليك... انهض وقف واذهب معه حيثما يأخذك.

 وأخيرا اعتنِ أولا بنفسك، واعمل على التغيير داخلك، واشحن نفسك بالقوة والطاقة، ولا تنظر إلى نفسك من خلال الآخرين، ولا تنظر إلى عيوبهم وتنشغل بها فتنسى عيوبك وتنسى تحسينها.

     وإليك هذه القصة وتأمل: انتقل رجل وزوجتة إلى منزل جديد، وفي صبيحة اليوم الأول وبينما كانا يتناولان وجبة الفطور قالت الزوجة: مشيرة بإصبعها من خلال النافذة المطلة على شرفة جارتها انظر إلى غسيل جارتنا إنه ليس نظيفاً، إنها تستخدم مسحوق غسيل رخيص أو ربما لا تجيد الغسيل. ودأبت الزوجة إلى إلقاء التعليق نفسه في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل.. وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها وقالت لزوجها... انظر لقد تعلمت جارتنا أخيرا كيف تغسل.

فأجاب الزوج: عزيزتي لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها.

د. خيري عريان

 

أيها المدخنون.. ارحمونا

     لا أريد التحدث هنا عن مخاطر التدخين الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، ولا أريد أن أدعو للإقلاع عن التدخين للضرورة الشرعية والصحية وحتى الاقتصادية؛ ليس إقلالا من أهمية ما ذكرت، ولكن لقناعتي أن كل مدخن بات يعرف اليوم كل هذه الأشياء، ولكنه يفتقد الهمة والإرادة والعزيمة ليقوم بما يتوجب عليه القيام به.

ما أود التطرق إليه ما يجلبه المدخن لغيره من الأبرياء الذين لم يرتكبوا جرما سوى أنهم ركبوا وسيلة نقل تحوي عددا من المدخنين، أو ذهبوا إلى حديقة عامة ليروحوا عن أنفسهم؛ وإذ بهم يشعرون أن أرواحهم ستزهق من الرائحة الكريهة.

     أو لربما جرمهم أنهم استقبلوا ضيفا مدخنا في بيتهم لم يراع أهل البيت وساكنيه، بل أخذ ينفث سمومه فيمن حوله دون أدنى وازع من ضمير، وقد تكون الجريمة أن يمرض المرء، ويضطر للذهاب إلى المشفى طلبا للعلاج؛ وإذ بالمكان يعج بالمدخنين يتبارى كل واحد منهم مع الآخرين في كمية السموم التي يصدرونها لمن حولهم، وهم يطالعون لوحة أمامهم مكتوب عليها (ممنوع التدخين)، والطامة الكبرى عندما يدخل للطبيب المعالج لا يكاد تُرى ملامح وجهه بسبب الدخان الكثيف الذي يحيط به، عدا عن الرائحة المزعجة التي قد تكون عاملا نفسيا لتعميق المرض لدى هذا المسكين.

وأبشع ما يمكن أن يحصل ويعاقب المرء بالتدخين القسري دون أدنى ذنب، أن يكون ابنا لأحد المدخنين فيا حظه ويا سعده إذ إنه سيبدأ هذه العادة وهو في بطن أمه، وستكون الظروف مواتية له لأن يصبح مدخنا بارعا بكل تأكيد.

حقيقة لا أدري لماذا كل هذا الاستهتار؟ وإكراه الغير على ما لا يرغبون، أهي الحرية الشخصية أن يدخن المرء في كل مكان رغما عن الآخرين؟ فإن كانت هذه حريتهم فأين حريتنا؟

لا يسعني القول إلا: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

خديجة وليد قاسم

 

حينما تئد المرأة نفسها

 حينما تئد المرأة نفسها... هكذا يُقال... وكيف يقال هذا؟! نعم إنه لا غرابة في ذلك، بل لا غرابة في أن نقول لك: إن وأد المرأة لنفسها في هذا الزمن أعظم جرماً مما كان عليه في الجاهلية الأولى.

فالوأد في الجاهلة قيل عنه: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت...}(التكوير: 8 - 9) فهي في الجنة، أما موءودة اليوم... فماذا يُقال عنها...!؟

عندما تئد المرأة نفسها في أوساط التخلي عن المبادئ والأُسس... عندما ترضخ وتكون كالإمعة في كل وادٍ... تهيم بنفسها، تُلبي شهواتها... الموضة نهجها... الغرب قدوتها... لغتهم تعاملها... رومانسياتهم وشكلياتهم مائدتها.

عندما تئد ذلك الحجاب الإسلامي، فترضى لنفسها الزي الغربي... عندما تئد ذلك الثوب وتلك التنورة وتلك البلوزة الساترة المحتشمة، فتُماثلهم بالملابس الفاضحة.

عندما تئد المرأة نغماتها على وتيرة هذه الحياة... فترضى أن تكون لا شيء، على هامش البحر... ترضى لأمواج الغرب وأفكارهم أن تقودها حيثما شاءت... بل تُلطخها تلك الأمواج ببعض من القاذورات ورغم ذلك تتهافت عليها.

والأعظم من ذلك أن الكثير من الآباء - إلا من رحم ربي ومن ولاة الأمر يتهاونون في توجيه من تحت رعايتهم. والمجتمع المحيط يأبى أن يئد المرأة، وأن يئد حياءها، وأن يئد حشمتها.

بأن يئد دينها الذي هو عصمة أمرها...

فمن المستفيد؟ وماذا تستفيد المرأة من ذلك؟!

سوى أنها أسقطت تاج عزتها وكرامتها. {ومن يهن الله فما له من مكرم...}(الحج: 18).

مؤمنة عبد الرحمن

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك