بريد القراء
ثلاثــة حــروف
ثلاثة حروف فيها الأمل والألم، وفيها السعادة والشقاء، وفيها الزيادة والنقصان، إنها باء وراء وكاف!
فمن (برك) نجد: بَرَكَ - يَبْرُكُ - بَرَكَة - بَرَكات - بَارَكَ – يُبارِكُ - مُبارَك - تَبارَك – يَتَبارَكُ، جاء في مقاييس اللغة: برك الباء والراء والكاف أصل واحد، وهو ثبات الشيءِ، قال الراغب الأصفهاني والبركة: ثبوت الخير الإلهي في الشيء.
وإذا قلبنا الحروف وجدنا بَكَّرَ: قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن : أصل الكلمة هي البكرة التي هي أول النهار، فاشتق من لفظه لفظ الفعل، فقيل: بكر فلان بكورا: إذا خرج بكرة، والبكور: المبالغ في البكرة، وبكر في حاجته وابتكر وباكر مباكرة.
وإذا غيرنا الحروف فيما بينها نجد كِبْر: قال الراغب: والكبر والتكبر والاستكبار تتقارب، فالكبر الحالة التي يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وذلك أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره.
وأشنع التكبر: التكبر على الله بالامتناع من قبول الحق وعدم الإذعان له بالعبادة، وقد عرفه الزبيدي في تاج العروس بأنه: حالةٌ يتخصّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره وأسوأ الكِبْر التَّكَبُّر على الله بالامتناع عن قبول الحق.
وإذا بدلنا الحروف مكان بعضها نجد كَرْب: والكرب كما قال ابن منظور في لسان العرب: الكرب، على وزن الضرب مجزوم: الحزن والغم الذي يأخذ بالنفس، وجمعه كروب. وكربه الأمر والغم يكربه كربا: اشتد عليه فهو مكروب وكريب، والاسم الكربة وإنه لمكروب النفس. والكريب: المكروب. وأمر كارب. واكترب لذلك: اغتم. والكرائب: الشدائد، الواحدة كريبة.
إنها ثلاثة حروف، تفتخر وتعتز أنها تركب كلمة أساسية في حياة الإنسان، كلمة تمنح الإنسان السعادة والأمل والزيادة والنماء، كلمة لها علاقة طردية وعكسية مع الحروف الثلاث في حال قلبها وتغيرها وتبدل أماكنها.
هذه الكلمة هي البركة: وهي كما قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: البركة، محركة النماء والزيادة، والسعادة. والتبريك الدعاء بها. وبريك مبارك فيه. وبارك الله لك، وفيك، وعليك، وباركك، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، أدم له ما أعطيته من التشريف والتكريم. وتبارك الله تقدس وتنزه، صفة خاصة بالله تعالى، و بالشيء تفاءل به.
وبالتالي يمكن أن يجتمع البكور والبركة، فإذا بَكّرَ الإنسان في الاستيقاظ من النوم صباحا، وبَكّرَ في الذهاب إلى الصلاة، و بَكّرَ في الإنفاق، و بَكّرَ في أداء الأعمال وعدم التسويف، وجد البركة والبركات.
وأيضا لا يمكن أن يجتمع البركة والكبر، فإذا وجدت البركة لن تجد الكبر؛ وحيثما حل الكبر اختفت البركة. فهما متضادان لا يجتمعان في حياة إنسان.
والكرب يعصف بالإنسان عندما يبتذل البركة، عبر وسائل الإعلام، فمبارك ومبروك تسمعها يوميا لمن فاز بأغنية أو أجاب على سؤال هابط، أو حل مسابقة تافهة.
ولا نسمعها لمن اخترع أو ابتكر أو قدم لوطنه ولأمته الإسلامية شيئا حضاريا مهما كان شكله ونوعه.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وارزقنا البركة في كل شيء. آمين.
وائل بن إبراهيم بركات
30 نصيحة لاستغلال شهر رمضان
استغلال شهر رمضان أمر مهم للغاية يجب أن نحرص عليه، فبمجرد دخول شهر رمضان يشتد السباق في الطاعات، والجنة تتزين لمن اجتهد، فهل سيكون شعارك لن يسبقني إلى الله أحد؟! فهيا بنا نسارع لاستغلال شهر رمضان بالعبادات والطاعات ولنضع برنامجا عمليا نحاول من خلاله التقرب إلى الله للحصول على الأجر والثواب العظيم وإليكِ 30 نصيحة لاستغلال شهر رمضان:
1- التوبة النصوحة هي أساس البرنامج وأول بنوده، ومن شروطها الإقلاع عن الذنب والندم عليه وعدم العودة له، والعمل الصالح مع الإيمان، ورد الحقوق المادية والمعنوية إلى أصحابها.
2- المحافظة على السنن والنوافل.
3- حفظ السمع والبصر واللسان عن المحرمات في نهار رمضان ولياليه.
4- المحافظة على صلاة الجماعة للفروض الخمسة في المسجد.
5- الحرص على ترديد الأذان، وتكبيرة الإحرام مع الإمام، والوقوف في الصفوف الأولى.
6- المحافظة على صلاة التراويح، وكذلك صلاة الشفع والوتر.
7- المحافظة على قيام الليل.
8- قراءة جزء من القرآن – على الأقل – يومياً.
9- حفظ بعض آيات القرآن يومياً.
10- حفظ حديث شريف أو أكثر يومياً.
11- صلة الرحم، ومشاركة المسلمين أحوالهم.
12- ذكر الله وتسبيحه في كل وقت، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
13- التبرع بإفطار صائم أو أكثر كل يوم، ولو بشق تمرة.
14- تقديم صدقة لمسكين أو محتاج كل يوم، ولو بأقل القليل.
15- المحافظة على صلاة الضحى.
16- صلاة ركعتين بعد كل وضوء.
17- حضور دروس العلم.
18- تعلم باب في الفقه كل يوم.
19- قراءة مختصرة في السيرة النبوية والعقيدة.
20- محاولة إصلاح ذات البين.
21- الدعاء عند الإفطار بجوامع الكلم.
22- الكرم والبذل والسخاء ومساعدة الآخرين.
23- الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
24- نصرة المسلمين المجاهدين في كل مكان.
25- تعجيل الفطور وتأخير السحور.
26- بر الوالدين والأقربين، الأحياء منهم والموتى.
27- اعتكاف العشر الأواخر من الشهر.
28- أداء العمرة، فعمرة رمضان تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
29- المحافظة على أداء صلاة العيد مع المسلمين.
30- صيام الستة البيض من شوال.
عبد الوهاب محمود – القاهرة - مصر
التحدي الأكبر في حياتنا
نعيش حياتنا بحلوها ومرّها، نتصارع فيها يميناً ويساراً كي نلحق بركب النجاح بل التفوق، ونضحي من أجل ذلك بكل غالٍ ونفيس، فتحقيق الهدف يحتاج منا ذلك، ويستحق أن نبذل كل ما في وسعنا لنصل إليه.
وفى مسيرة الحياة نقابل في الناس من يملكون دوافع قد تثبط هممنا، وقد تدفعنا دفعاً للنجاح، وهؤلاء هم من يجب علينا أن نضعهم دوماً نصب أعيننا، فربما كانوا سبباً في تفوقنا حتى عليهم.
أما الآخرون المثبطون للهمم، الرافعون رايات الفشل، والمحرضون عليه، لا يجب اتباعهم ولا حتى التأثر بهم، ومع ذلك نحاول معهم حتى نغير فكرهم، ونرشدهم لتحسين أوضاعهم، والتخلي عن تفكيرهم السلبي، حتى تضاء من حولنا الحياة وتزهو، ويستنشق عبيرها كل من يعيشها معنا.
فما أصعب على الإنسان من أن يعيش لا يعرف لحياته قيمة أو معنى! يعيشها كسائر المخلوقات التي لا تعقل شيئا، يراهم من حوله يتقدمون وهو يقف مكانه لا يحرك ساكناً، وهو الذي خلقه ربه فأحسن خلقه، وميّزه وكرّمه على سائر المخلوقات، فلماذا إذن نرضى بالهوان والذل والتخلف؟!
ولعل تحديد الهدف في الحياة هو أصعب ما في طريقنا لكسر هذا الركود والسكون؛ لأنه يتطلب منا الاختيار من متعدد، نعم فمن يرغب في التغيير يكون لديه حماسة قد تنطفئ إذا لم ينجح صاحبها في تحديد ما يريد، فهو يرى أشياء كثيرة، وكلها ذات طابع الأهمية لديه. ولكن ما يجب عليه هو أن يرى الأهم وليبدأ به، ثم يندرج بعد ذلك للمهم، ونجاحه في شيء سيعطيه دافعاً قويّاً ليستكمل مسيرته، وصدق الشاعر إذ يقول:
ومن لا يحب صعود الجبال
يبق أبد الدهر بين الحفر
فلنجدد نيتنا، ولنشمّر عن ساعدينا، ولنعلم أنه قد سبقنا الكثيرون، فلا يجب أن نتراجع مهما يكن.
إيمان محروس
لاتوجد تعليقات