رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 16 سبتمبر، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 هل نحن نربي أبناءنا على الكسل؟!

ليكن شعار الأسرة: (لا مكان لكسول أو بطَّال في بيتنا) الكبير والصغير، الذكر والأنثى، الكل يشارك في بناء الأسرة، الكل يؤدي دوره على قدر استطاعته وإمكاناته.

  هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قد غرس في نفوس أتباعه منذ فجر الإسلام حمل مسؤولية الدعوة إلى الله، وبناء الدولة؛ فمن أول يوم يصل فيه إلى المدينة يؤسس مقرًا لدعوته (المسجد)، ويدعو المسلمين للمشاركة في بنائه، معلنًا ألا مكان للكسل والتراخي.

     والسلبية عنده غير مقبولة حتى من الفقير!  عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «على كل مسلم صدقة. فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر فإنها له صدقة». (رواه البخاري/ رقم 1445).

  اعتاد كثير من الأبناء والبنات أن يُكفى كل شيء، ففي البيت يُقدَّم له الطعام والشراب، ويتولى أهله تنظيم غرفته، وغسل ملابسه، وأحيانًا ترتيب كتبه، وكتابة واجباته المدرسية، وتلقينه محفوظاته؛ فأسهم ذلك في ولادة جيل كسول لا يتحمل المسؤولية.

  إن الأطفال الذين يترعرعون في بيت يتقاسم أهله العمل والمسؤوليات من أجل الارتقاء بالأسرة، وتحقيق سعادتها ينعمون بالرضا والاتزان النفسي، وتظهر طموحاتهم، ويجدُّ سعيهم نحو التميز والنجاح.

   لقد شرَّع المصطفى مبدأ المسؤولية على الجميع بقوله: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته…»الحديث متفق عليه.

  وهذه المسؤولية يَحسُن أن تعمّم لتشمل الأبناء والبنات، كلٌ فيما يخصه، ويقع تحت تصرفه، فلا مجال للتواكل والتنصل عن المسؤولية والعمل، كما يحسُنُ التذكير بأن العمل مصدر للأجر قبل أن يكون مصدرًا للرزق.

  يقول المثل الصيني: (إذا أردت أن تعاقب ابنك اتركه بدون عمل)!

   بعض المجتمعات يمكن أن تقرأ هذا المثل بشيء من الاستهجان والسخرية، وتعد العكس هو الصحيح، ولكي تتحرر تلك المجتمعات من نظرتها السلبية، ويكون المثل الصيني آنف الذكر أكثر ملاءمة لواقعها. عليها إذا أن تتبع الاستراتيجية الآتية:

- مشاورة الأبناء والاستماع لرأيهم.

- إشراكهم في مسؤوليات الأسرة، على قدر استطاعتهم.

- جعلهم أعضاء فاعلين في قراراتها، وتطلعاتها.

- إشعارهم على الدوام بالتقدير والاحترام؛ فذلك يدفعهم للعمل من أجلها والشعور بالمسؤولية تجاهها.

  تنبيهات:

  · أيها المربي إن لم تنفض غبار الكسل عن أبنائك، وتكثر من استشارتهم. وحثهم على العمل, وتحمل أعباء الأسرة؛ فلن تُخرج جيلًا ذا بال يحمل مسؤولية نفسه ومسؤولية مجتمعه وأمته.

  ·  لا ينسجم الطفل بممارسة أعماله وواجباته في الأسرة، ولا يشعر بالرضا إلا إذا أحب ما يقوم به، وشعر بثقة الآخرين فيه؛ لذلك من الضروري أن يعوَّد الطفل على العمل وتحمل المسؤولية بالتشجيع والتحفيز المادي والمعنوي، وأن يشعر بتقدير الأسرة لما يقوم به من عمل. مع توضيح المطلوب منه بهدوء من غير تهديد بالعقاب، وترك مسؤولية التخطيط ووضع الأولويات والإنجاز له.

  ·  الكسل ليس جبِلَّة أو فطرة تولد مع بعض الناس، بل هو عادة سيئة مكتسبة، قد تكون بسبب طرائق تربوية خطأ، تعتمد التدليل الزائد للطفل، وكفايته شؤونه الخاصة، والقيام بواجباته المتحتمة عليه، فيتعود الكسل والراحة والدعة. ,

نايف القرشي

 

خواطر إلى ابني في عامه الدراسي الأول..

ابني الحبيب:  يا لها من لحظات تاريخية، وأنت تبدأ عالمك الدراسي الجميل.

لحظات يحفها القلب، ويشهدها الحب، ويسجلها التاريخ.

يا لروعة الصباح الأول في البيت.

وقد لبست أجمل الثياب،  وألوانها البيضاء الزاهية مثل بياض قلبك،وبياض يومك الدراسي الأول.

 يا لجمال الصباح الأول في المدرسة.

وقد وقفت شامخاً بين زملائك كشموخ الجبل...لتعزف معهم أنشودة الأمل.

كأنني أرى الأطيار تزقزق معك، والأشجار ترقص لك، الأزهار تتفتح من أجلك.

ابني الغالي:

 العلم نور؛ فكن نوراً لمجتمعك الكبير.

والعلم فرح؛ فانشر الفرح للصغير والكبير.

والعلم طاعة؛ فاطلبه إلى قيام الساعة.

 ابني الحبيب:

أمتك الإسلامية تشتاق إليك، وتعتمد بعد الله عليك؛ لأنك المسلم الرائع.

الوطن يحبك ويحتويك، ويغذيك؛ لأنك عماده، وقوته، وحيويته،وحارسه الأمين.

العالم الكبير يقف معك، ويحرسك من كل جانب؛ لأنك أنت خليفة من الله في الأرض، تبني بعطاء، وتنشر إخاء، وتنشد العدل والرخاء.

ابني الجميل، هذه خواطر من قلبي لقلبك، ومن فؤادي لفؤادك، يشاركني فيها مشاعر والدتك العظيمة وأحاسيس إخوانك المتألقين بك فلك مني. أجمل الدعاء، والسلام.

خضر الزهراني

 

 

 

أولياء أمور 2014

      قبل أيام تواجدت في إحدى مديريات التربية والتعليم، التي كانت تعج كافة طوابقها بالمراجعين الذين كانوا يتابعون إجراءات نقل الأبناء أو تسجيلهم واستخراج الشهادات وتصديقها، في خضم المعمعة الطبيعية جداً في هذا الوقت من العام، دخل أحد أولياء الأمور في أحد أدوار الانتظار الطويلة، انتظر كثيراً حتى جاء دوره ووقف أمام الموظف يملي بيانات ابنته، سأله الموظف، في أي مدرسة كانت ابنتك سابقا؟رد الأب: والله ما بعرف.. هلا بسألّك!! أعاد الموظف السؤال: بنتك وين كانت تداوم؟ رد الأب: مش عارف اي مدرسة مش أنا اللي سجلتها؛ وأخذ يجري اتصالا هاتفيا لا أدري ان كان في الزوجة أو الابنة أو الخادمة.. لا أعرف!!

     قد يستطيع العقل تصديق عدم إحاطة الأب ببعض تفاصيل حياة الأبناء الهامشية، لكن ألا يعرف في أية مدرسة تقضي ابنته ثلث يومها؟ يعتقد بعض الآباء أن الدور المنوط به تجاه ابنه طالب المدرسة؛ هو أن يوفر له القرطاسية والكراريس بكميات هائلة ليجر بها ابنه العلم جراً، وأن يعطيه مصروفاً يومياً، ويكون بهذا قد أدى ما عليه، لا يعنيه من هم الذين يشرفون على عملية تدريس الأبناء، ولا يعنيه من هم الأصدقاء والزملاء؛ ما يهمه هو أن أبناءه يذهبون في كل يوم للمدرسة صباحا ويعودون ظهراً..تماما كما يأكلون ويشربون ثلاث مرات وأكثر كل يوم. هناك آباء لم يدخلوا مدارس أبنائهم مطلقاً طيلة اثني عشر عاماً دراسياً! وهناك أمهات يتجاهلن اتصالات المعلمات ورجاءهن والإدارة بالحضور لمدارس بناتهن أيضاً! ودائما الشكاوى التي تأتي على ابنتها تبل وغيرة وحسد من المعلمة! وهناك أولياء أمور يشيدون بكافة أفعال أبنائهم في الهرب من المدرسة والتعدي على التلاميذ وعلى الأساتذة؛ ويعدون هذا من قبيل: (حيطك مش واطي)! ليت كل الآباء يتفقدون أبناءهم بالقدر الذي يتفقدون فيه الواتس والفيسبوك والتويتر.. ليس أكثر!!

مؤمنة معالي 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك