رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 22 سبتمبر، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 هؤلاء ليسوا رجال الدين وجنوده

     دعا الإسلام إلى الإيمان بالله وحده، وترك الأصنام الحجرية والبشرية وغيرها، كما دعا إلى إقامة المجتمع الصالح على أسس الأخوة الإسلامية التي توحِّد الناس برابطة العقيدة والدين، لا برابطة التراب والطين، وحرَّم العصبيّة القبليّة، والإقليمية، والعصبيات كلها، وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه»، و«كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه»،  وفي ظل هذه الأخوّة الإسلامية تحوّل مجتمع الإسلام في المدينة إلى جنة محبة ورحمة بعد أن كانت ساحة مجازر ودماء، وكاد أن يفني الأوس والخزرج بعضهم بعضًا يومَ (بُعاث).

والآن وفي ظل فتنة داعش (خوارج العصر) نتساءل هل من يستبيح دماء إخوانه أهل التوحيد، وينتهك حرماتهم يُعد من رجال هذا الدين؟ هل هو متبع لنهج النبي الأمين صلى الله عليه وسلم?.

     رغم هذه الرحمة النبوية التي يجب الاقتداء بها إلا أننا نجد من يتعمد تشويه صورة الإسلام؛ حيث إننا نشاهد فيديوهات بشعة يتم تداولها لأناس نزعت من قلوبهم الرحمة؛ بسبب فكر ضال، صدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان»، هل أدركنا أن هناك خطرا حقيقيا يهدد بلادنا واستقرارها يتمثل في هذه العصابات الإجرامية التي شوهت الدين وجعلت صورته مقترنة بالذبح والقتل والقسوة، واللعب برؤوس الموحدين؟ وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } (الأنبياء:107).

     أما بلغ هؤلاء قول ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (النساء:93)، وكما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة»، ثم إذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أنْ يقتله، وإنَّما ذلك إلى الإمام أو نائبه. وقال ابن كثير في تفسير الآية نفسها: «وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله؛ حيث يقول الله سبحانه: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ  } (الفرقان: 68)، والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً».

     ولتعلم أنهم ما وصلوا لاستباحة الدماء بتلك الطريقة الغوغائية الجاهلية البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام إلا بعد أن انحرفوا عن جادة الحق، ووقعوا في تكفير المسلمين، فالأصل أن نحتمي من فكرة التكفير قبل معالجة فتنة الدماء فإن مسائل التكفير من المسائل العظيمة التي زلت فيها أقدام, وضلت فيها أفهام, وطاشت فيها أقلام, فأصبح كثير ممن ينتسب إلى أهل العلم -وهم منهم براء- لا يتورعون عن تكفير المخالف؛ لأدنى شبهه سواء كانت على المستوى الفردي, أم الجماعي! فضلا عن موجات التبديع والتفسيق والرمي بالخيانة تارة وبالعمالة تارة وبالنفاق أخرى والتي طالت كبار العلماء الربانيين والدعاة المصلحين وإنا لله وإنا إليه راجعون.

     أغاب عن هؤلاء ما جاء مِنْ وعيدٍ وتهديدٍ مِنْ الشارع في التكفير، ومن ذَلِك ما جاء في الصحيحين أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مِنْ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما»، وقد تكلم جمع من أهل العلم حول فقه الحديث، وبيّنوا عظم شأن تكفير المسلم؛ ومن أولئك الحافظ ابن حجر في (الفتح), والشوكاني في (السيل الجرار).

عمرو عبدالنعيم

يا من تلهث وراء الغرائز

 

     إن القلب ليتفطر أسى وحسرة حين ترى الشاب أو الشابة في أوج القوة والفتوة، يجعلان العقل بين الرجلين، لا هم لهما إلا ملاحقة الشهوات، يعيش أحدهما هائما كالسكران، يبحث عن الشهوة في كل مكان، وبأي شكل، حتى تصبح همه الأول، فإذا تحرك فمن أجلها، وإذا سكن فلأجلها، يقيم من أجل إرضائها، ويسافر بحثا عنها، يسهر الليالي الطوال منكبا على عبادتها وتحقيق مطالبها، نسي أهله، وقطع أرحامه، وتناسى صلاته وعباداته، وغفل عن جميع الحقوق الواجبة عليه، وصد وجهه عن كل محتاج لمساعدة أو طالب لخدمة إنسانية، فقلبه ممتلئ بحب هذه الغريزة دون سواها، قد انفلت الزمام من عقله، تقوده الشهوة كيفما أرادت.

ويا ترى ما الثمرة التي يجنيها من كل هذا اللهاث؟ إنه يجني الكثير، ولكنها ثمار حنظل مرير:

- قلق وخوف يحيط به من كل ناحية، قلق عن إعراض الفتيات، وخوف من الفضيحة والعار، وتوجس من هجوم الأمراض الجنسية.

- الشرود الذهني والتشتت العقلي، واختلال التفكير تشعبت به الطرق، وأعيته المسالك، وسيطرت الشهوة على كامل قواه الفكرية.

- قلة الإنتاج الفكرية والعملية، لاشتغال فكره، وتحطم نفسيته، وإجهاد جسمه.

- السعار الجنسي، وتوهج الغريزة، فهو كالذي يشرب من ماء البحر، كلما شرب كأسا ازداد عطشا، لا يرتوي أبدا.

- التعرض للذل والمهانة في محاولة استعطاف الفتيات وجلب قلوبهن.

- ذهاب مخ الساقين، وضعف البصر، وشحوب الوجه، والإحساس الدائم بالتعب والإرهاق.

- الشعور بالملل، والتهرب من المسؤولية، وقلة الصبر والتحمل، والحساسية المفرطة، والغضب لأتفه الأسباب، وضيق الصدر، والتشنجات العصبية، والأمراض النفسانية.

-  هدر الأوقات من أجل لذة لحظات، وضياع زهرة الشباب في السعي خلف الشهوات.

- غياب أموال طائلة يمكن أن تصرف في كثير من المصالح الدينية والدنيوية.

- ضعف إرادة الخير والصلاح تدريجيا في القلب، وسيطرة المعصية عليه؛ حيث يصبح عبدا لشهوته، أينما توجهه توجه، أراد التحرر من القيود الدينية والاجتماعية فنال حرية كحرية ببغاء محبوس في قفص ذهبي أو كلب مربوط بسلسلة ذهبية.

- غضب الله ومقته، وحلول المصائب والآفات، وعدم البركة في المال والعمر والأولاد.

- مقت الأقارب والأرحام، لتضييع الحقوق، وعدم الاكتراث بالمسؤولية. وصدق الله؛ حيث قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (طه:124).

محسن عبد الحميد

طوري ذاتك و انطلقي

 

ما الذات؟!

ذاتي: هي أنا بكل ما أحمله من أفكار ومشاعر و قدرات. و قد تكون هي الأغلى و الأقرب بالتأكيد.

و ذاتي أو (أنا) تلك التي لن تفارقني حتى بعد الموت. وهي تستحق بالتأكيد مني كل عناية و اهتمام، بل ومحبة و دعم معنوي و مادي. ما معنى التطوير؟!

     أن أطور ذاتي، يعني أن أستفيد من كل مهارة أمتلكها للوصول بها إلى ساحات التميز و الإبداع والتفوق، و أن تكون لي بصمتي في هذه الحياة، وذلك العمل المتميز الذي يرضي الله عني و يمنحني الرضا و السكينة.

كيف أطورها إذا؟!

-أن أمتلك قائمة بأهدافي البعيدة و القريبة.

-أن أمتلك مهارة ترتيب الأولويات في حياتي.

- أن أعرف مواهبي وقدراتي، و أن أسعى لتنميتها و تطويرها.

-أن أزيد مهاراتي بعيدا عن المنهج المدرسي المحدود، مع المحافظة على المستوى الدراسي اللائق بذاتي.

-أن أجدد قدراتي دوما.

-أن أجعل كل خطوة هي جزء من الطريق نحو الهدف.

  وماذا عن العوائق؟!

     هي أمر لا بد منه. فقد يعيقني عن تعلم لغة جديدة، مثلا: كثرة الواجبات المدرسية، و قد يعيق تطوير موهبتي في الرسم و الكتابة عدم وجود التشجيع. وقد يعيقني الزمان و المكان بحرماني من مصادر التعلم وطرقه.

  و الحل يكمن دوما في امتلاك الهدف و الحلم، و عدم التخلي عنهما، كما يحدث لدى كثيرات. و إنما:

-        أن نمتلك الخطة (ب) دوما، وتعني التحايل على الظروف الصعبة، وأن نتوقعها مسبقا، وأن تكون الحلول جاهزة.

-        أن ننحني للعاصفة. وهذا يعني أن نقبل مثلا بالتوقف عن إعطاء موهبة ما، نحبها و نمارسها كل الوقت الذي أردناه لها، في حين تكون الواجبات كثيرة في موسم الامتحانات مثلا.

-        أن يبقى الحلم أمامنا ناصعا كبيرا جميلا، و أن نبتعد عن كل من يحبطنا و يستهين بأحلامنا و أهدافنا.

-        أن نبتعد كذلك عن أولئك المتشائمين كثيري الشكوى؛ لأنهم ممن يسلبوننا طاقاتنا، و يعيدوننا نحو المربع الأول، محملين بالكثير من الأوجاع.

-        و أخيرا ألا نيأس و لا نتخلى، و أن نمتلك إصرارا كافياً.

و صدق الرافعي حين قال: إذا لم تزد على الحياة شيئاً، تكن أنت زائداً عليها.

  عبير النحاس

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك