رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 27 أكتوبر، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 كوب قهوة على الحائط

     يقول: دخلتُ لمقهى في  البندقية بإيطاليا، وطلبت كوباً من القهوه وقطعة (كيك)، تنقلت بينهما ما بين مرتشف وقاضمٍ متأملاً في الهدوء الذي عج به المكان فلا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب وهو يُعلن عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن

     ومع وصولي لنصف كوب القهوه دخل أحدهم إلى المكان، وسحب مقعداً بجوار طاولتي فسارعه الموظف بعد قليل من جلوسه فقال له الزبون لو سمحت، أحضر لي كوباً من القهوه، وكوباً آخر على الحائط اندهشت من طلبه،! وتساءلت بيني وبين نفسي عن قصده ب (كوب قهوه على الحائط)، ولم أجد غير الانتظار والترقب لهذا المشهد، وبعد لحظات جاء الموظف وفي يده كوب قهوه واحد فقط، قدمه لجاري، ثم أخرج ورقة صغيرة وكتب عليها (كوب قهوه) وتحرك نحو الحائط وألصقها عليه وانصرف تاركاً على رأسي صفا من علامات الاستفهام والتعجب، بعدها بدقائق معدوده دخل ثلاثه وكرروا المشهد ذاته بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوة وزادوا عليها بكوبين على الحائط، فلم يكن من الموظف إلا أن أحضر لهم الثلاثة أكواب، ومن ثم ألصق ورقتين على الحائط ذاتة هبعد أن كتب على كل واحدة عبارة (كوب قهوة)، أحسست وقتها برغبة عارمة في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار، إلا أني تذكرت أني في قارة (كل  في حاله) ولست في بلد تتساوى فيه عبارتي: (السلام عليكم) و(إيش الحال) في طرحها على الآخر،وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون آخر رث الملبس إلى حدٍ ما، فجلس بالجوار فأتاه الموظف فقال له الزبون بهدوء : كوب قهوه من على الحائط.

فذهب الموظف ومن ثم عاد بكوب قهوه ووضعه على طاولة الزبون، ومن ثم اتجه صوب الحائط وانتزع إحدى الأوراق الملصقه عليه.

وهنا

أعتقد أن الفكره قد وصلت ويالدماثة خلق صاحبها،إنه التكافل الإجتماعي يا سادة وبطريقه مهذبة جداً ومحترمة ومكتظة بالذوق.

طريقه تضمن لمن ليس لديه ثمن كوب قهوه من الفقراء أن يطلبها دون حرجٍ وبهدوء لا يخدش كبرياءه ولا يبعثر كرامته.

     وفي الوقت ذاته تعطي للمقتدر فرصة التصدق بثمن كوب قهوة دون التأثر ببؤس نظرات الفقير والمحتاج، فكم من حائط في مطاعمنا  ومقاصف مدارسنا في حاجة لتفعيل هذه الفكره الرائعة ذات الجوهر الإسلامي العتيق والحلول الأوربية المعاصرة، قصة قصصتها على كل من أعرف فقابلتني نظرات مجتمع طامح للخير والعطاء ليس الخوف أن يحرمك الله وأنت تطيعه ، إنما الخوف أن يعطيك الله وأنت تعصيه

أرسلها لكل محب فالحكمة ضالة المؤمن تأملوها جيدا، وحاولوا أن تعملوا بها.

للكاتب اياد عبدالحي

توبا.. لينصلحوا

     أحبائي في الله كم منا يتساءل عن سبب عدم التزام أبنائه أو أحدهم؟!! كم منا يتحسر على لحظات فاتت من عمره ولم ير إنتاجاً لمن يحبه!! كم منا يرى ابنه يحيد عن نهجه ودربه دون أن يقوى على رده؟ كم منا يرى أبناء غيره في حال طيبة وأبناءه على حال..؟

كم وكم من التساؤلات تحير الكثيرين، وقد لا نجد لها تفسيراً إلا.. أن الله -عز وجل- هو الهادي.. وقد دفعنا إلى التوكل عليه حتى نصل إلى مبتغانا وهدفنا.

هل سألت نفسك إذا كنت على قدر من الالتزام المطلوب منك؟

هل سألت نفسك إذا كنت أديت الواجبات المطلوبة منك؟

هل أديت فريضة الحج وأنت مستطيع؟

هل وهل..

أظن بأن الأمر واضح.. قد يكون سبب انحراف الأبناء عن الطريق الذي رسمته لهم نابعاً منك أنت.

نعم أنت.. أيها الأب.. أيتها الأم..

     الله -سبحانه وتعالى،- ضرب لنا مثلاً في قصة غلامي الجدار، عندما بعث الله -عز وجل- نبيه موسى عليه الصلاة والسلام مع الرجل الصالح حتى يقيما للوالدين الجدار حفاظاً على كنزهما والسبب هو صلاح أبويهما..

     وقد يكون فساد الأبناء، ضياعهم، انحرافهم، وعدم التزامهم، سببه الأساسي غيابنا عن الرسالة الأصلية التي قال الله -عز وجل- عنها في كتابه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56).

هل فهمت الرسالة؟!

نعم... فهمت!

إذاً ماذا تنتظر؟ بادر حالاً إلى:

1- الاستغفار والتوبة بشروطها.

2- رد الحقوق إلى أصحابها.

3- ترك الربا والبنوك الربوية.

4- الاستشارة والاستخارة.

5- إقامة الواجبات الشرعية.

6- مجالسة الأبناء ومصارحتهم وعقد صلح معهم.

7- مشاركتهم نشاطاتهم وتكون القدوة الصالحة لهم.

8- البحث عن الصحبة الطيبة لك ولهم.

9- كثرة التضرع إلى الله -عز وجل- أن يهديك ويهديهم ويسترك ويسترهم.

معتز عبدالحميد

تاج الأمنيات

 

     يتقدم بأوراقه لطلب وظيفة وهو يردد في داخله (لن أفوز بهذه الوظيفة)، تتقدم لطلب النقل وهي تقول: «قلبي يقول: إن اسمي لن يدرج في حركة النقل»، يسجّل في الجامعة وهو يحدّث نفسه أنه لن يحصل على مقعدٍ في التخصص الذي يرغبه.

والنتيجة أن أياً منهم لم يحصل على ما يرجوه، وقد صدق حدس وظن كلٍ منهم، فيضرب كفيه ببعضهما قائلاً بحسرة «هذا ما توقعته، أنا حظي سيء»

     والحقيقة- يا كرام- أن أمثال هؤلاء ليسوا بسيئي الحظ، بل هم سيئو الظن بالله سبحانه وتعالى، ألم يقل سبحانه في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء»؟ أي أنا قادرٌ على أن أفعل بعبدي ما ظن أني فاعلٌ به، الإنسان ابن أفكاره، سجين معتقداته، فمتى ما توقع الخير أتاه، ومتى ما أحسن بربه الظن أكرمه وأعطاه، فما أجمل أن نصبغ أمنياتنا بالأمل، ونعطّر أحلامنا بفألٍ حسن، ونتوّج أهدافنا بحسن الظن بالله جل وعلا! ساعين في ذلك بالعمل، وصدق التوكل، والأخذ بالسبب، وبذل الجهد والوسع، ونغرس روح الفأل الحسن في نفوس النشء فينطلقون في أحلامهم متعبدين لله بحسن ظنهم به، وثقتهم بتيسيره، ولاسيما في المواطن التي تضعف فيها همتهم، وتذبل فيها حماستهم.

     ولعل طلابنا في السنة الأخيرة من الثانوية أو الجامعة بحاجة هذه الأيام إلى جرعة عالية من التفاؤل وحسن الظن بالله والتوكل عليه أكثر من حاجتهم إلى التذكير الدائم بخطورة هذه المرحلة وأهميتها في مستقبل الشاب أو الشابة، إذ إن إدراكهم لحساسية هذه المرحلة وخطورتها بطريقة مبالغة فيها يزرع في نفوسهم خوفاً ويأساً يضرّهم أكثر مما ينفعهم، ويربكهم أكثر مما يفيدهم.

فافتحوا نوافذكم للأمنيات، واستقبلوها بحب، وألبسوها تاج الأمنيات (حسن الظن بالله)، وانتظروا تحققها بثقة وإيمان.

منال عبدالعزيز السالم 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك