رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 3 نوفمبر، 2014 0 تعليق

بريد القراء

 هل أنت من أهل القرآن وخاصته؟

إن لأهل القرآن هيبة ومنظراً وأخلاقاً يعرفون بها ويتميزون بها، لذلك يعرفهم الناس، ولذلك حتى تعرف أنك منهم يجب أن تتوافر فيك إحدى هذه الصفات، ولو توافرت بعضها فقد وصلت إلى مرحلة التدبر، وإن لم تتوافر فيك فعلى الدنيا السلام.
- أولآ: أهل القرآن تفيض أعينهم عندما يسمعون كلام الله لقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ  يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(المائدة: 83)، قال: تفيض ولم يقل: تدمع؛ لأن عندما تفيض تمتلئ بدمع فتصب بغير إرادتهم.

- ثانيا: لهم قلوب توجل عند سماع الذكر، أي لهم قلوب تخشع عند سماع كلام رب السموات والأرض؛ لقوله تعالى:
{الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ}(الحج: 35)، أي: أن المؤمن الحق هو الذي يجل قلبه لذكر الله، قال: وجلت، أي: استشعرت الخوف وفزعت ورقت استعظاماً وهيبة لكلام الله وكذلك تفيض عينه من الدمع.

- ثالثا: يزيد القران كلام الله الإيمان في قلوبهم لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}(الأنفال: 2)، أي: مع فيضان العين ووجل القلوب كذلك تزيدهم إيمانا على إيمانهم.

- رابعا: مع زيادة الإيمان يفرحون إذا زادتهم آيات الله إيماناً على إيمانهم لقوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا  فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}(التوبة: 124)، يستبشرون أي: يفرحون بذلك بزيادة الإيمان؛ فحقا نعم القوم هم.

- خامسا: تخر الأذقان لكلام رب الأنام وتزداد في الخشوع لرب السموات لقوله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}(الإسراء: 109)، قال: يخرون ولم يقل: يسقطون؛ لأن السقوط قد يتمالك نفسه الشخص فينهض، أما كلمة يخرون فهي ليست بإرادة الشخص ولكن بسبب تأثره وزيادة خشوعه لملك الملوك.

- سادسا: تقشعر جلودهم عند سماع كلام الأرباب ثم تلين من قسوتهم؛ لقوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ  ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ  وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }(الزمر: 23)، أي: قلوب أهل القرآن تضطرب وترتعد من قوارعه لذكر رب الأرباب ثم تلين وتطمئن فيا سبحان الله!
هل نحن من أهل القرآن؟

هل توافرت فينا صفات أهل القرآن وخاصته الذين وصفهم الله بها أم لا؟

فإن كان: لا، فإن هنالك إشارة تنبيه بأن قلبك مريض وقد غلب عليه الران فسارع وبادر؛ فالبدار البدار إلى التمسك بالقرآن، فالعمر يجري والموت حان ، وإن كانت فيك بعض هذه الصفات فإنك وصلت إلى مرحلة تدبر القرآن، وإن كانت جميع الصفات فيك فهنيئا لك فما يسعني إلا أن أقول أبشر بالجنان.
وأخيرا:

أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته، وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وقائدنا إلى جنات النعيم، وفي نهاية المطاف اسألوا الله دائما ودوما أن يرزقكم الأنس بقربه.

معتز عبد الحميد

 

 

أهل السُنّة يحبون أهل البيت!!

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطاهرين الأنقياء الموحدين وعلى صحابته ليوث الأرض ونسور السماء ومغيظي الكافرين، أما بعد،، مَن أهل البيت؟

- هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبد المطلب.

فضلهم في القرآن الكريم

- قال جل جلاله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (الأحزاب: 33).

- وقال عز وجل: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (الأحزاب: 6). فقد وصفهنَّ جل جلاله بأنَّهنَّ أمّهات المؤمنين.

فضلهم في السنة النبوية

-  قوله صلى الله عليه وسلم : «أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي. أُذَكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي. أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي» (رواه مسلم).

- حديث: «كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلَّا سبَبِي ونسبِي» (السلسلة الصحيحة)

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» (رواه البخاري)، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني»، وفي رواية في الصحيحين أيضًا: «فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها».

- وفي البخاري قال صلى الله عليه وسلم لعليٍّ: «أنت مني وأنا منكَ» وقال لجعفرَ: «أشبهْتَ خلْقي وخُلُقي».

- وعن يعلى بن مرة أنَّهم خرجوا معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى طَعامٍ دُعوا لَهُ، فإذا حُسَيْنٌ يلعَبُ في السِّكَّةِ، قالَ: فتقدَّمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمامَ القومِ، وبَسطَ يديهِ، فجعلَ الغلامُ يفِرُّ ها هُنا وَها هُنا، ويضاحِكُهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى أخذَهُ، فجعلَ إحدى يديهِ تحتَ ذقنِهِ، والأخرى في فأسِ رأسِهِ فقبَّلَهُ وقالَ: حُسَيْنٌ منِّي، وأَنا مِن حُسَيْنٍ، أحبَّ اللَّهُ من أحبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سبطٌ منَ الأسباطِ. (صحيح ابن ماجه)

- وفي الحديث: «إنَّ هذا ملَكٌ لم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ اللَّيلةِ استأذنَ ربَّهُ أن يسلِّمَ عليَّ ويبشِّرَني بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أَهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ». (صحيح الترمذي)

- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسنِ: «اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهُ فأحبَّهُ وأحبَّ من يحبُّهُ قالَ وضمَّهُ إلى صدرِه».     (صحيح ابن ماجه)

 حب الصحابة لأهل البيت

- في الصحيحين: «أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : «والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي».

- وفي البخاري عن عُقبة بن الحارث قال: «صلَّى أبو بكر العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي شبيهٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم لا شبـيـهٌ بعلـي وعليٌّ يضحك.

- وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما: «واللهِ لَإسلامُك يومَ أسلمْتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطابِ لو أسلَمَ، وما بي إلا أني قد عرفتُ أنَّ إسلامَك كان أحَبَّ إلى رسولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم من إسلامِ الخطابِ لو أسلمَ ».   (السلسلة الصحيحة)

- عن عائشة أمِّ المؤمنين قالت: «ما رأيتُ أحدًا أشبهَ سَمْتاً ودَلاًّ وهَدْياً برسولِ الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ...» (صحيح الترمذي).

 مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة

- قال ابنُ تيمية -رحمه الله- في العقيدة الواسطية: «ويُحبُّون أهلَ بيت رسول الله ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث قال يوم غدير خُمّ: «أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي»،

-  قال الألوسي -رحمه الله- في تفسير روح المعاني: «والكثير من الناس في حق كلٍّ من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط، وما بينهما هو الصراط المستقيم، ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط».

- قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية: «ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم لأمرين: للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبداً».

ختامًا

هذا غيضٌ من فيضٍ مما ذكره علماء أهل السنة والجماعة ودوّنوه في عقائدهم وكتبهم وشروحاتهم.

اللهم احشرنا مع آل بيت نبيك صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.

والحمد لله ربي العالمين.

مبارك سالم العازمي

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك