رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 19 يناير، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 لمسة وفاء

في منتصف السبعينيات

امرأة يابانية في الخرطوم تمسك معدتها وتصرخ ؛ من الألم.

- هذه اليابانية كانت زوجة سفير اليابان في الخرطوم، وكانت ابنة امبراطور اليابان.

- وحين تصرخ من اﻷلم يستنجد زوجها بالخارجية، والخارجية توجهه إلى مستشفى بحري، لكن الرجل انطلق بزوجته إلى أقرب مستشفى  لإسعافها، هناك وجد الحيطان المغطاة بالقاذورات والأرض المبقورة والرائحة القاتلة.

- والرجل المفزوع يطلب من الطبيب أن يتكرم بما يكفي لتسكين ألم المرأة حتى تصل إلى مستشفى خارج السودان.

- والطبيب زاكي الدين أحمد حسين ينظر إلى السفير ويقول بهدوء: معذرة لكن المرأة هذه بقي لها ساعتان للجراحة أو الموت.

- ولعله الفزع واليأس ما جعل السفير يسأل زوجته عما تريد أن تفعل؟

- والمرأة تقول: نعم، أخضع للجراحة هنا.

- والدكتور زاكي الدين يجري العملية الجراحية بالأدوات البسيطة والسفير ينتظر ليسمع نبأ الوفاة بعد ساعة، بعد يوم، بعد يومين.

- لكن المرأة خرجت تمشي..

- والسفير يطير بها إلى اليابان، ومن المطار إلى أضخم مستشفى؛ فهي ابنة الإمبراطور.

- وهناك يخضعونها للفحوصات.

- بعد ساعتين كانت مجموعة اﻷطباء تقول للسفير:

أين أجريت هذه العملية؟ ومن قام بها؟

قال: في بلد اسمه السودان، وطبيب اسمه زاكي الدين. ماذا هناك؟

قالوا : هذا طبيب معجزة، ولن نترك شيئاً دون دعوة هذا الطبيب.

- ولكن الدعوة للبروفيسور زاكي الدين تأتي إليه من الإمبراطور نفسه والد زوجة السفير.

- وهناك يسألونه:

ماذا تريد أن نحقق لك؟ اطلب أي شيء، العجيب أنه لم يطلب شيئا لنفسه!!

بل قال: أطلب مستشفى للسودان، مستشفى حديث.

-فوافقت الحكومة اليابانة وأقامت المستشفى بين منتصف السبعينيات وفي بداية الثمانينيات وسمى  مستشفى ابن سينا وبمعدات حديثة جداً، ووتقوم اليابان بتجديده كل عام.

توفي قبل أيام هذا الجراح القدير -د.زاكي الدين أحمد حسين- فإنا لله و إنا إليه راجعون.

عبد الرحمن صابر

 

لغتنا العربية تتألق في يومها العالمي!

 في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم العربي باليوم العالمي للغة العربية بوصفها لغة معترفا بها في جميع المحافل الدولية، وإحدى اللغات الست الرسمية للأمم المتحدة.

     وحين نعلم أن عدد اللغات التي يتكلم بها الناس اليوم يزيد عن ثلاثة آلاف لغة، بحسب الإحصائية التي أوردها د. سعيد بيومي في كتابه (أم اللغات)، وذكر أن منها ألفين وتسعمائة لغة يتكلم بكل منها شعوب دون المليون نسمة، ومن بين كل هذه اللغات تسع عشرة لغة عالمية تحتل اللغة العربية مركزا متقدما بينها!

     تؤكد الدراسات العلمية أنه لا توجد لغة على وجه الأرض ماتزال تحتفظ لأكثر من ألفي عام بحروفها وألفاظها وتراكيبها كما هو الحال في اللغة العربية، فمازلنا إلى اليوم نستمتع بشعر عنترة، وامرئ القيس، وحسان، وجرير، والفرزدق، وأبي تمام، والبحتري، والمتنبي وغيرهم الكثير من الشعراء الذين لم يزل شعرهم غضا موحيا معطاءً، كأنه لم يمض عليه مئات العقود من الزمان.

     واللغة العربية، فضلا عن غنى معجمها بثراء الألفاظ، وسحر المعاني وجمال التراكيب، فإن سر عبقريتها هو تلك القدرة المدهشة على الصمود والبقاء التي تتحلى بها، رغم التحديات الهائلة التي تحيط بها من كل جانب، كانحدار المستوى التعليمي، والفقر الملحوظ في بضاعة الخريجين من العملية التعليمية، بل وجرأة بعض النخب المثقفة إلى الدعوة لاستبدال الفصيحة بالعامية، ورغم هذه السهام المصوبة إلى العربية من كل اتجاه، حتى تنكر لها بعض أبنائها، وجحدوا فضلها وقابلوها بالعقوق، فإن لغتنا لم تزدد على مر الأيام إلا تألقا وحيوية وجمالا.

مؤمنة عبد الرحمن

 

 

 

مساوىء الأخلاق بعد الثورات !

     من مساوئ الثورات التي عصفت ببعض دولنا العربية تصاعد حالة أخلاقية سلبية للغاية , حتى وصلت إلى حد المساس بالمقدسات, والسخرية من القيم ودحض المبادىء والاستهانة بالشريعة، رأينا ذلك أول ما رأينا في انحراف لغة الكلام؛ إذ بدت بعد تلك الثورات لغة خطابية وكتابية ومحادثية بين الناس تعتمد كل الاعتماد على السب والشتم والسخرية كما تعتد على مساوىء الأوصاف, ظهر ذلك بوضوح على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا بين الناس – تويتر والفيس بوك – كما ظهر في لغة الإعلام الذي تدنت إلى أسوأ ما يمكن حتى صار الحوار سبابا, وصارت المناقشة شتما ولعنا، وربما ضربا وعراكا وأذى وإعلانا بالاضطهاد والترصد للمخالف، كما رأينا ذلك أيضا في السخرية من المقدسات والاجتراء على المحرمات, حتى وصل الأمر إلى الإعلان بالإلحاد علنا على مواقع التواصل الاجتماعي, ووصل الأمر إلى سباب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وصحابته, حتى قال أحد من سموا أنفسهم الثوار في مصر على صفحته: «هاهو ذا ربكم ينظر إلينا ونحن نقتل ولا يفعل شيئا».

      كما رأينا ذلك فيما يزعمون أنه حرية البنات والنساء مع الرجال, فظهرت الخلطة بين الرجال والنساء بطريقة سلبية ويتجاهل فيها الحياء ويعلن الفسوق سلوكا مقبولا كما تابعنا جميعا مدى الاستهانة بالسلوك الإجرامي من القتل والتخريب والإضرار بالناس والمؤسسات وغيرها، وهذه نتيجة طبيعية إذا تناحرت القوى المجتمعية وعمت الفوضى فانتظر انهيار القيم ولا محالة.

خالد رُوشه

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك