رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 24 مارس، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 إن الله يحول بين المرء وقلبه..

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال:24)

     بدأت الآيات بالحث على الإسراع والمبادرة بالاستجابة لله ورسوله إذا ما دُعُوا إلى ما يحييهم، والمقصود بالإحياء هنا هو إحياء القلوب الذي لا يكون إلا بالإيمان ولوازمه كما في قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:122)

وحياة القلوب في الدنيا هي التي تضمن للمرء حياة النعيم المُقيم في الآخرة، فهو رابح في الدارين؛ لأنه يحيا حياة الكرام الآمنين المطمئنين في الدنيا والآخرة.

أما النتيجة الحتمية للتقاعس عن الاستجابة لهذه الدعوة فقد تناولته الآية في قوله تعالى: {واعلموا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ}.

     فكثيرًا ما نجد أن معظم العصاة المفرطين يذكرون أن بداخلهم النية على التوبة في المستقبل، ومما لا شك فيه أنه يوجد بينهم الصادقون الذين يحملون قلبًا رافضًا للمعاصي، لكن لا يدعم هذا القلب عزيمة صلبة وإرادة قوية تترجم صدق هذا القلب إلى سلوك عملي.

      والمشكلة هنا لا تكون في التشكيك في صدقهم، فالله أعلم بهم، لكن المشكلة الكبرى التي لا يدركها العاصي الكاره للمعصية أن القلوب متقلبة وأن استمرار المعصية غالبًا ما يُحوّل القلب بعد ما كان يبغضها ومع الاستمرار يألفها، ولا يجد في ارتكابها غضاضة، بل إنه بطول صحبته للعصاة وتزيين الأمر له وتسويغهم لأنفسهم قد يصورون له أنهم على الصواب، وأن الذين اختاروا الطريق الآخر ما هم إلا مغفلون؛ لأنهم سلكوا طريق الصعاب والمشقة، ويجهل هؤلاء العصاة أو يتجاهلون قول النبي صلى الله عليه وسلم : «حُفَّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ. وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهواتِ» الراوي: أنس بن مالك (صحيح مسلم ؛ رقم: (2822)).

     ورغم أن مشكلة الإنسان الأساسية تكمن في جهله بموعد الخاتمة، فهؤلاء الذين غطى الران قلوبهم فمهما طال بهم الأَجَل فهم يزدادون تمرغًا في الإثم بعد أن كانوا كارهين له في البداية ويحملون النية على تركه، ولكنهم نسوا أن القلوب بين إصبعي الرحمن لا يملك توجيهها إلا هو فمن استحق فالله يوجه قلبه نحو نعيمه، ومن لم يستحق وجهه إلى شقائه؛ لأنه هو العدل المطلق، فهو يمنح الجميع حرية الاختيار، فإذا ما اختار الإنسان لنفسه البداية لا يضمن اختيار النهاية؛ لأن الله سبحانه بعد طول إمهال يحول بين المرء وقلبه.

فلينتهز كل منا الفرصة ويغتنمها ويختر لنفسه طريق الطاعة (بعون الله) قبل أن يجتمع عليه شيطانه وهوى نفسه وسخط الله.

عابد غريب

قيم عائلية مهمة

كيف نفسر القيم العائلية؟ إنها قواعد أو أهداف يتفق جميع أفراد العائلة عليها والعيش وفقها، إن وجود قيم عائلية قوية وواضحة يساعد على ترسيخ أسس متينة للعائلة،  وفي هذا المقال نسرد بعضا من القيم الأساسية في حياة أي أسرة:

1-الانتماء: من المهم أن يشعر كل فرد من الأسرة أنه شخص محبوب ومهم، وكذلك يشعر بالانتماء. وكون الأسرة متماسكة يمكن أن يعني أنها تقضي كل أوقاتها سوية في القيام بالأنشطة العائلية معا, ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن كل فرد مختلف.

2-المرونة: إن وضع قواعد محددة في المنزل أمر مهم؛ لاستمرار النظام وتفادي الفوضى، ولكن التّزمّت والصرامة يمكن أن يؤديا إلى استياء أفراد الأسرة وعدم شعورهم بالراحة، فالمزيد من المرونة عند اتخاذ القرارات سيجعل العائلة أكثر سعادة وتفاهما.

3-الاحترام: إن الاحترام يعني: وضع المشاعر والأفكار والاحتياجات والأمور التي يفضلها الشخص في الاعتبار، عند اتخاذ القرارات التي تهم الأسرة، وهذا يعني احترام أفكار الجميع ومشاعرهم مهما كانت، وهناك خط رفيع بين الاحترام والخوف, فالطريقة الأفضل لكسب الاحترام هي بإظهار احترام الذات أولا؛ فإن كون الاحترام قيمة عائلية مهمة، سوف يمتد ليظهر في سلوك الفرد خارج المنزل، أو في العمل أو عند المناسبات الاجتماعية.

  4- الأمانة: إن الأمانة هي أساس أي علاقة من المفترض أن تستمر، كعلاقة الأم بابنتها والأب بابنه والزوج والزوجة والإخوة، بالصدق تتكون العلاقات العميقة تدوم، وتشجيع الصدق يتم من خلال ممارسة التفاهم والاحترام عندما يقوم فرد من العائلة بالإفصاح عن أفعاله الخطأ، فإذا قوبل الاعتراف بالغضب وعدم التفهم، فإن المخطئ سيخفي، ويبدأ بالكذب في المرة القادمة؛ لتجنب مواجهة سلوكيات أفراد أسرته في عدم الاحترام.

  5-المسامحة: إن مسامحة الآخرين يُعدُّ اختيارا مهما يقوم به الشخص؛ فإن المسامحة اختيار وليست شعورا عشوائيا، ويعد هذا الأمر صعبا؛ لأن الكثير من الأشخاص يخلطون بين المسامحة وقول: «لا بأس»، وفي المقابل فإن إبقاء الضغائن لا يفضي إلى روابط أسرية وثيقة مليئة بالاحترام المتبادل. ولذلك يجب على جميع أفراد العائلة أن يضعوا في الاعتبار أن كل شخص يرتكب أخطاء، فكلنا قد نتلفظ بكلمات نتمنى أننا لم ننطق بها!

ريما السرحان

 

قد كان لي قلب

     استيقظت يوما على صوت آذان الفجر وهو يشق الكون ويزيل ستر الظلام، يدوي في الفضاء ليعلن التوحيد لرب الأرباب، ويوقظ الغافلين النائمين ليجيبوا داعي الله، فتقلبت على فراشي ونهضت كأنما على صدري الأغلال، وكبلتني السلاسل، فتوضأت وضوء المتثاقل، وذهبت أجر الخطى إلى المسجد لا أسمع إلا وقش النعال وفحيح الأنفاس وأردد بين الحين والآخر التهليل والتسبيح لرب العالمين عندما أرفع رأسي للسماء وأرى تلك النجوم تزهر كأنما تسبح باريها،
وقطع ذلك إقامة الصلاة فأسرعت الخطى وصففت خلف الإمام أستمع لما أنزل من الآيات!

     ولصلاة الفجر روحانية مختلفة عن الصلوات الأخرى فحاولت أن أسمع بقلبي لما يتلى من الآيات, فقلت ما بال القلب لا يتحرك ولا يخشع لهذه الآيات التي لو أنزلت على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله! أهو السر في صوت الإمام وأدائه؟ أم أنها في أذن السامع وقلبه؟ فأصغيت إلى الإمام، وإذا بصوت شجي جميل خاشع فأيقنت أن السبب في أذن السامع بل في قلبه.

      فسألت القلب.. ما بالك لا تتأثر ولا تتحرك؟ فقال سل العين لم لا تدمع وتغسل ما ران علي من الذنوب؟ أم أنها شغلت بالنظر هنا وهناك فلم تتفكر فيما حولها من الآيات ولم تخلُ يوما تقلب ناظريها فيما خلق الله! بل شغلت بالنظر إلى رديء المناظر وقبيح الصور. وسل الأذن كم سمعت من اللغو والباطل والزور؟ وكم أصمها من صخب الحياة وضجيج الكلام الذي لا يزيدها إلا صمما، وأعرضت عن سماع الحق والنور المبين فزادتني مرضا، وسل اليدين كم بطشت وطاشت في الحلال والحرام؟ ولم تعقد أنملة تسبح الله وتقدسه

وسل القدم كم حملت ومشت وذهبت وجاءت في خطى تائهة؟ لا تحمل صاحبها إلى رياض الجنة ومنازل السكينة وحفيف الملائكة.

وسل الفرج كم صدق الجوارح ووافقها وذل في تلبية رغبتها وشهوتها متغافلا عن اللذة العظمى في الجنة.
وسل اللسان كم كذب واغتاب ونطق؟ وكم ألقى من الكلمات من سخط الله لايلقي لها بالا يزلِّ بها في الدركات؟

ثم تنهد القلب وقال لا تسلني عن حياتي وكلهم يقذفونني بالشهب المحرقة ويسقونني السم الزعاف !وإن أمرتهم لا يسمعون وإن نهيتهم لا يطيعون؛ فهل لي بعد هذه السهام القاتلة من حياة؟

لا تقل نعم! ولكن قل:  قد كان لي قلب ينبض بالحياة

محمود عبد الحميد

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك