رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 23 ديسمبر، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 يبدو جلياً ما نعانيه يومياً..

سأتحدث إليك بعد أداء الصلاة يا أختي, لماذا أنت مستعجلة لأداء الصلاة؟! لقد أذَن المؤذن لتوه!

أريد أن أصلي الصلاة في أول وقتها عزيزتي

لماذا التشدد؟! فأحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها وليس أول وقتها!

لا أحب التأجيل في أي شيء دنيوي، فكيف بصلاة أحادث بها خالقي وبارئي وقد نوديت لأدائها لتوي..

مازال لديك المتسع من الوقت لأدائها، لا تكوني متشددة! هيا بنا نلهو سوياً -عزيزتي- بإمكاني التمثل لرغبتك، لكنني أريد أن أعلمك شيئاً حبيبتي.

ماذا؟ ما هذا الشيء؟

يبدو جلياً ما نعانيه يومياً نتيجة تأخير الأعمال لساعات وأيام وربما لسنوات!!

فالتأجيل في حياتنا وارد؛ مما يجعل الحياة غير منظمة وعشوائية!

إلا إذا تنبَهنا لأولوياتنا وأخرَنا الأعمال الثانوية قليلاً، وليس لآخر الشهر أو السنة، وهذا حسب ماهيتها..

فكيف بالصلاة وهي أحب الأعمال إلى الله وهي أولى أولوياتنا، هذا ما يجب أن يكون!

وسندهش إن أخرناها يوماً ساعة، سنؤخرها ساعتين في اليوم الثاني، وربما أديناها في آخر وقتها اليوم الثالث!

أليس من الحكمة تأديتها في أول وقتها؟! وقد شُرَع الأذان لهذا، ناهيك عن الثواب العظيم لمن يقوم بذلك.

بارك الله فيك يا أختي لقد نصحت وأوجزت وأبدعت لا حرمني الله منك.

ولا حرمني منك حبيبتي..

عهد هيثم عقيل

 

استجمع قواك واخرج

     قد تضعف بصيرتك فتتعثر وتقع، وقد يخدعك السراب فتهوي جانبًا.. أيًا كانت الأسباب، وكيفما كانت الظروف قد ينتهي بك المطاف للوقوع يومًا في مستنقعٍ قذِر.

في غياهب المستنقع ستكتشف عالما آخر مختلفا كل الاختلاف عن العالم النقي الذي اعتدت العيش فيه، ولسوف تشهد بين أركانه العَجب العُجاب.

     هو عالمٌ مُوحشٍ كئيب، تتوه فيه القيم، ويتلاشى فيه الصدق، وتتوارى فيه الفضيلة.. هو عالمٌ أجوف خادع، ذو محبةٍ مُصطنعة، وصداقة مُزيفة، وتآلف بغيض، عالمٌ تحكمه المنفعة الشخصية، وتصوغ معانيه الرديئة..!

     استجمع كل ما أعطاك الله من قوة، وبثّ فيك من عزيمة، وسارع بالخروج من بؤرة العفن تلك، قبل أن تلتصق بك الطفيليات التي تستوطنه. المعركة ستكون شرسة بينك وبينهم، وكلما طال مكوثك انغرستْ أقدامك أكثر في قاعه القذر، فتلك الكائنات المُقززة ستحاول جاهدةً الظفر بك.. إنهم مُتعطشون لإغراق العالم بأسره في ظلمة الجهل حتى يكونوا سواء.

     من كُتب له النجاة ونجح بالخروج من المستنقع هو بطلٌ حقيقي يستحق الثناء والتكريم.. لكن خروجه بطريقة نقية نظيفة هو أمرٌ شبه مُستحيل؛ لذا فليُسارع إلى عملية التطهير والتعقيم من العوالق التي التصقت به، وليحذر من السقوط ثانية، فلربما تكون تلك سقطةً مُهلكة.  

إيمان مكي

 

لا تتلفَّت.. فأنت المقصود

     مسيرةُ العبد نحو تقويم نفسه تبدأ بالخطوة الأولى في التخلية، وهي معرفة آفات نفسه التي يحتاج أن يجتهد في إصلاحها، ولا يوفَّق العبدُ إلى رؤية عيوبه إلا إذا كانت نفسُه منه في موضع تهمة، فهو يتعوَّذ بالله من شرِّها صباحَ مساءَ، وهو يدركُ أنَّ منشأ الخطر من قِبَلها، والمخذولُ من ضعُفَ بصرُه عن تلك الرؤية الذاتية الناقدة، وأمِن من غدَراتها وفَجَراتها. 

 وأسوأ من ذلك أن يضُمَّ إلى العمى عن نفسه قدرةً فائقةً في لحظ عيوب الآخرين، فهو يرى القَذاةَ في أعينهم ولا يرى الجِذعَ في عين نفسه!! 

 ولمّا كان هذا حالَ أكثر الخلق احتاجَ العبدُ إلى مرآةِ الناصحين والواعظين ليُبصِرَ بها حقيقةَ نفسه ماثلةً أمامَ عينيه. 

 ولكن؛ كيف سينتفعُ من المرآةِ مَن وقفَ أمامَها مُغمضَ العينين؟!

      إنها صورةٌ مكرورةٌ للشخص الحاضر في خطبة الجمعة أو مجلس الوعظ وهو يكثِرُ التلفُّت يمنةً ويسرةً يفتِّشُ عن أصحابٍ، يودُّ لو أنَّهم حاضرون معه، يستمعون إلى ذلك الكلام القيِّم فهم بأمَسِّ الحاجةِ إليه. 

 فإذا لاحَ له أحدُهم في المجلس فرحَ بوجوده فرَحًا عظيمًا، وحمِدَ الله أن لم يفته السماع؛ لأنَّ صاحبَه مُبتَلى بتلك الآفة التي يعالجُها الخطيبُ أو الواعظ.

      جميلٌ أن يهتمَّ المرءُ بشأن إخوانه، ويُحبَّ الخيرَ والنفعَ لهم، غيرَ أنَّ من القُبح بمكانٍ أن يغفلَ عن حاجته هو إلى الانتفاع بما يسمَع منشَغِلاً بغيره، نائيًا بنفسه عن التهمة والنقد، وقد يكونُ بهما أولى وأحرى.

 أيها السالكُ المبارك..

      إذا سمعتَ موعظةً أو قرأتَ نصيحةً فتعاملْ معها كأنك أنت وحدَكَ المقصودُ بها، وأنك أحوجُ الخلق إلى الانتفاع بها، ولا تلتفتْ إلى سواك، وإذا كان الواعِظُ مرآةً فافتح عينيك ودقِّق النظر.

د. جمال الباشا

 

الاستعاذة

 قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ} (الأعراف: 200)

الاستعاذة: هي اللّجوء إلى الله- عزّ وجلّ- والاعتصام به من شرّ كلّ ذي شرّ.

     عن عائشة- رضي الله عنها-: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوّذات، ومسح عنه بيده. فلمّا اشتكى وجعه الذي توفّي فيه طفقت أنفث على نفسه بالمعوّذات الّتي كان ينفث، وأمسح بيد النّبيّ صلى الله عليه وسلم عنه» متفق عليه.

قال الخليل: تقول أعوذ بالله جلّ ثناؤه أي ألجأ إليه تبارك وتعالى.

والعوذة والمعاذة والتّعويذة: الرّقية يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون لأنّه يعاذ بها.

والمعوّذتان، بكسر الواو: سورة الفلق وتاليتها؛ لأنّ مبدأ كلّ واحدة منهما «قل أعوذ».

     الاستعاذة عند قراءة القرآن مطلوبة، والجمهور على أنّها مندوبة، وذكر عن عطاء أنّها واجبة. أمّا صيغتها فقد اختار الجمهور أن يقول القارىء: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، وعلّة اختيار ذلك ما وقع في النّصّ بلفظ الأمر الّذي معناه التّرغيب، وذلك في قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النحل/ 98)، فحضّنا الله على قول «أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم» عند القراءة وعلينا امتثال هذا الّذي رغّبنا فيه عند افتتاحها. عن قتادة في قوله مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ قال: إنّ من النّاس شياطين فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجنّ

أمّا الاستعاذة في المواطن الأخرى فحكمها النّدب أيضا، ولها صيغ عديدة جاءت بها الآيات والأحاديث.

وليد دويدار

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك