رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 13 ديسمبر، 2010 0 تعليق

بريد القراء

 أبوبكر الصديق ضرب أروع الأمثلة في سبيل الدعوة

لقد ضرب أبوبكر الصديق ] أروع الأمثلة وأعظمها في سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وفي سبيل نشر الإسلام وإعلاء كلمة التوحيد، فقد كان له عظيم الأثر في نشر الإسلام منذ بداية إسلامه، فقد كان ] أول رجل بالغ أسلم وأظهر إسلامه، ثم إنه ما لبث أن يدعو إلى الإسلام، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وكل اسم من تلك الأسماء صار فيما بعد علما من أعلام المسلمين له تاريخه المستقل.

وقد كانت لدعوته ] في سبيل الله تعالى معالم عديدة وسمات ظاهرة من أبرزها ما يلي:

1. التصديق والتسليم بكل ما جاء به النبي الكريم [ عن ربه من دون أي تردد أو شك، ثم إنه ما يلبث أن ينشر ذلك للناس ويدعوهم إليه.

وفي ذلك قال [: «ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة - أي: وقفة كوقفة العاثر - وتردد ونظر إلا أبابكر، ما عتّم - أي: ما أبطأ - عنه حين ذكرته له وما تردد فيه» فقد تبع النبي الكريم [ في اعتقاده وقوله وفعله.

2. أنه رائد تحرير جميع الناس سادة وعبيدا؛ حيث عمل على تحرير العبيد، يشتريهم ثم يعتقهم، فيرفع عنهم ذل العبودية، وذل التعذيب، وذل الاستضعاف، وكذلك عمل على تحرير السادة من ذل الشرك والسجود للأصنام وذلك بدعوتهم إلى الاعتقاد الصحيح وتوحيد الله تبارك وتعالى.

3. أنه كان أستاذا للأجيال كلها يعلم أبناءها أن حرية العقيدة أول شيء في حياة الإنسان، وأنه لا وزن للحياة بغير حيرة وأن الإنسان إذا فقد حريته فقد كل شيء، ويتضح ذلك في قصته مع ابن الدغنة حينما أجاره من قريش، ونتيجة لنشاط أبي بكر في دعوته لله ولرسوله [ طلب منه ابن الدغنة أن يتوقف عن الدعوة أو يرجع إليه جواره فقال ]: «فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل».

4. التضحية في سبيل العقيدة بكل شيء؛ حيث بذل نفسه وكل وقته وماله في سبيل نشر الإسلام وإظهاره على الدين كله.

5. التوسط والاعتدال في دعوته؛ مصداقا لقوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا...}.

6. كانت دعوته شاملة لجميع الناس والفئات وشاملة أيضا لجميع أمور الدين وجميع ميادين الدعوة.

7. رفقه بالناس ورحمته بهم في دعوته؛ وذلك لما كان يتمتع به من أخلاق فاضلة كريمة، فقد حقق ] مبدأ التكافل الاجتماعي؛ حيث كان يشغل العاطلين ويصل الأرحام ويغيث الناس إذا نزلت بهم النوازل.

8. الشجاعة والإصرار وتحمل الأذى في سبيل الدعوة، فقد كان يؤدي رسالة الدعوة ولو كلفته حياته، فمضى في جهاد الناس حتى إنه كان أول خطيب دعا إلى الله عز وجل ورسوله [ وذلك حينما كان مع المسلمين في المسجد ثار المشركون عليه وعلى المسلمين يضربونهم في نواحي المسجد ضربا شديدا، ووُطئ أبوبكر وضُرب ضربا شديدا ودنا منه الكافر عُتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين وأثر ذلك على وجهه حتى لا يعرف أنفه من وجهه، هذا كان مثالا بسيطاً على تحمله الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية.

9. السماحة والعفو فكان ] يرتفع فوق آلامه ويسمو فوق أحزانه ويعفو ويصفح عن كل من أساء إليه حتى وإن أساء إلى عرضه، ويتبين ذلك في عفوه عن مسطح الذي رمى ابنته بأسوأ ما ترمى به عفيفة طاهرة وذلك في حادثة الإفك.

10. الحكمة في الدعوة وسياسة أمور الدولة وأن الله قد يفتح بالحكمة ما لا يفتحه بالسيف، وأن التواضع في غير مذلة قد يؤدي إلى عز دائم مديد.

11. ثبات القلب وشدة البأس ورصانة العقل في المواطن الصعبة التي تطيش فيها عقول الرجال وتدهش فيها الأبطال، ويظهر ذلك بجلاء في ثباته ورسوخه عندما توفي النبي [ فلم تزلزله الحادثة وإنما كان عملاقا جبارا علا فوق النوازل وسما على الحوادث، فقام وخطب بالناس وتلا قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} فكان الناس كأنهم لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبوبكر حينها ].

12. حرصه ] على الجهاد في سبيل الله تعالى وفي سبيل نشر دعوة الإسلام وترغيب الناس فيه، ويتضح ذلك في قوله ]: «لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل».

أمل عيد العازمي

العنف.. الدوافع والأسباب


تقف خلف كل سلوك جملة دوافع وعوامل تفسر أسبابا كامنة تعلل انتهاج السلوك المعين، وظاهرة التطرف والعنف لها أسبابها ودوافعها، وعلينا تحديدها بوضوح؛ للوصول إلى جوهر الحلول وجذورها، ولاشك أننا سنكون في حالة إرباك إذا لم نعرف حقا الأسباب التي تدفعنا وتسيّرنا، من هنا علينا تحاشي الأحكام المتسرعة لظاهرة العنف، لكن هناك ملاحظات عدة منهجية في بحث مسألة الدوافع والأسباب:

1 - أن العنف ظاهرة مركبة متعددة التغيرات، ولا يمكن تفسيرها بمتغير أو عامل واحد فقط؛ فالمؤكد أن هناك مجموعة من العوامل تتفاعل، بل تتداخل وتترابط ويؤثر بعضها على بعض سلبا أو إيجابا فيما بينها لتفجر أعمال العنف.

2 - أنه يجب التمييز بين الأسباب المباشرة والموقفية التي تفجر أعمال العنف، وتلك العوامل غير المباشرة أو الكامنة التي تقف خلفها؛ فالأولى تعد بمثابة المناسبات والشرارات، ولكنها ليست الأسباب والعوامل البنائية الكامنة التي تولد الظاهرة، فقيام حكومة برفع أسعار بعض السلع مثلا، يسبب عنفا جماهيريا، ولكنه لا يعد السبب الرئيس للعنف، حيث يرتبط غالبا بوجود أزمة تنموية تتمثل بعض أبعادها الاقتصادية في موجات التضخم والبطالة والعجز في ميزان المدفوعات والديون.

وإذا كان مقتل شخصية سياسية سببا في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م، فإنه من المحتم أن خلف هذه الحادثة تقف أسباب مباشرة لاندلاع العنف كان هذا الحدث شرارة نهوضها على أرض الواقع.

3 - أنه على الرغم من تعدد وتداخل العوامل التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة العنف، إلا أن التأثير النسبي لهذه الوامل ليس واحدا، بل يختلف من دولة إلى أخرى طبقا للاختلافات والتمايزات المرتبطة بالتركيب الاجتماعي والثقافي والبناء السياسي والظروف الاقتصادية.

وفي بعض الحالات، يمكن القول بوجود عامل أو عوامل جوهرية أو مركزية تؤدي إلى أعمال العنف، بينما يأتي تأثير العوامل الأخرى في مرتبة تالية، فعلى سبيل المثال: كانت أزمة التكامل وتسييسها عاملا محوريا للعنف السياسي في السودان والعراق، بينما الأزمة الاقتصادية كانت عاملا جوهريا للعنف السياسي في لبنان وتونس في الثمانينيات.

منال العتيبي

 

البحث عن الموضة

جملة من العادات (المعولمة) بدأت تسيطر على مجتمعنا الإسلامي بعد سنوات قليلة من وصولها إلينا بطرق مختلفة.

هذه العادات في مجملها إما منكرة شرعاً، أو إنها غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا وسلوك حكمائنا والسلف الصالح ممن سبقنا، لكنها تغزونا تحت عنوان سحري يسقط كل المحرمات يعبر عنه بكلمة (الموضة).

و(الموضة) هذه وإن كانت تعني في لغة واضعيها الحداثة والتحضر، إلا أنها على أرض الواقع تعني: ترويجاً لمظاهر غريبة وعادات جاهلية بهدف إسقاط العقيدة الدينية واستبدال العادات الاجتماعية والحياتية والقيمة، مع فوائد اقتصادية هائلة تبلغ مئات المليارات سنويا، تضخ في جيوب اليهود والغربيين عموما، وما لبثت هذه المظاهر تتسع وتتسع حتى بلغت دقائق الأمور، بحيث لا يكاد يبقى شيء إلا وتبث فيه السموم باسم (الموضة).

من الثياب إلى أدوات التجميل والزينة؛ فالشعر والأحذية والنظارات والعمليات التجميلية وطريقة الكلام والمشي حتى (الرجيم)و(السيجار)والعدسات اللاصقة.. كل هذه الأمور وغيرها أصبح لها «موضة»، فما هو موقفنا منها؟ وكيف نتعامل معها؟

الجري وراء (الموضة).

أخطر ما في المسألة أن البعض أخذ يتبع ما يأتينا من الغرب (بلاد الكفر بمصطلح الإسلام) اتباع المستسلم الذي لا يجد لنفسه وزنا ولا وجودا ولا تأثيرا ولا رأيا.

فربما تأتينا بعض (الموديلات) بما تأنفه أنفسنا أو لا يريحنا أو يبدو غريبا.. وبالرغم من ذلك نشتريه بأغلى الأثمان لانتسابه إلى المصمم الفلاني، أو لأنه (آخر موضة)، أو لأنه يحمل الشعار المشهور.

نرى أن بعض الثياب لا ينبغي أن يكون سعرها أكثر من العشرة أو العشرين، لكنها وبسبب ما تقدم نسارع لاقتنائها بالمائة والمائة والخمسين.

وربما كانت واسعة أكثر من اللزوم، أو ألوانها فاقعة، أو ضيقة لدرجة إعاقة التحرك، فضلا عن مخالفتها الشرع والخلق والعادات، لكن ضعاف النفوس يرضخون لسلطان (الموضة).

وذهب بعضهم ولاسيما النساء إلى الطلب من مصممي الأزياء أن يخيطوا ثوبا لا تصنع منه إلا قطعة واحدة لتكون «حقوق اللبس محفوظة».

ونتيجة ما تقدم أن يلهث اللاهثون المنهزمون وراء سراب (الموضة)، فما إن يلبسوا لباس فصل حتى يدخل الآخر بجديده، وما إن يشتروا ما نزل إلى السوق حتى يكون غيره قد وصل، وما أن يجددوا ثيابهم حتى يكون غيرها قد أصبح أحدث منها، ويستمر الجري آكلا للعمر ومضيعا للمال وداخلا في الإسراف والتبذير، وتنتهي الحياة ولا ينقضي جديد (الموضة).

وصدق الله العظيم الذي يقول في شأن هؤلاء الغافلين: {إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا}.

مساعد الحربي

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك