رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 20 ديسمبر، 2010 0 تعليق

بريد القراء

 إلى تمثال الحرية مع التحية

بينما كنت أنظر من خلف نافذتي الصغيرة شدّني نحوها صوت تغريد العصافير، هممت لأنظر إليها، كانت صغيرة الحجم، نظرت إليها وتساءلت: كيف يكون لها الحق بالتنقل من فوق سياج لآخر وعن غصن لآخر؟ هكذا ودون أي قيود تحلق بعيدًا عني ولا أسمع سوى صوتها.

كم تمنيت حينها أن أكون مثلها، لي الحرية الكاملة بأن أفعل ما أريد بلا تفكير في العواقب أو ردود الأفعال.

وأتساءل: هل نعيش نحن بحرية تكفينا وتروي رغباتنا المتعطشة لها دومًا؟

كم ظننت أن الحرية شيء بمعناه كما نسمعه من الكثيرين حولنا: «أنا حر أن أفعل ما أريد، أنا حر، وأنا حرة»!!

أراهم وأراقب وضعهم عن كثب، هل هم فعلا يعيشون بحرية أم هم يتخفون وراءها؟!

فهاهي ذي الحرية المقنعة وإلا لما كانت (ديرتنا ديرة هبات)!! كل شيء جديد هم الجميع اقتناء كل شيء جديد دون أدنى تفكير: هل سيحتاجون إليه أم لا؟! أم هو فقط هوس الاقتناء وفعل كل ما يفعله الآخرون؟! فأين الحرية في ظل هذا التقليد؟! بل هو التقليد بعينه.

وبعيدًا عن هذا أرى أن الحرية بمنظورها الآخر شيء أكبر وأغلى مما نراه في الواقع، فعندما أرى أناسًا محاصرين في ديارهم يحيط بهم الخوف والفزع, يطالبون بأدنى ما يطالب به هؤلاء, فحقًا إن الحرية ثمينة ولا يعرف قدرها إلا من افتقدها.

دونها لن نكون سوى عصفور يحلم بالتحليق خلف قضبان قفصه الضيق, فمهما اتسع العالم فسيكون ضيقًا، ومهما امتلأت الجيوب ورخت المعيشة فسنكون كذلك الذي يحلم!

نحن بإسلامنا الذي كفل لنا الكثير من حقوقنا أهمها الحرية، الكل سواء لأن عزة المؤمن بتذلله لله وحده لا سواه؛ ولأنه حر لا يتذلل إلا لله، فالله بيده الخير والرزق، فمالنا نطالب بالحرية وهي لنا؟! ونرى شموخ ذلك التمثال وشموخ ديننا قبله قد بلغ العنان!

حقًا إننا عصافير صغيرة في عالم واسع !

فإلى من هاجم الحرية وأغلق منافذها ومتنفسها سنأتي نحن بعون الله ونحرر من فيها، نعم لأننا أحرار بديننا!

مريم يوسف المطر

 

خاطـرة

الذكريات التي تحدث للإنسان أمر جيد ومردودها صالح، وهي مميزة في مجالات عديدة، لكي يطلع عليها القارئ ويستفيد منها في حياته العملية وغيرها، وأول هذه الذكريات، ذكريات مسافر حيث إن هناك شخصاً يحب الترحال ويسجل ملاحظاته على الأماكن التي يزورها، ويصور هذه الأماكن التي يذهب إليها، ويأخذ معلومات عديدة عنها، هذا هو السفر المطلوب.

الذكريات الثانية: ذكريات طالب حيث إن هناك طالبا مجتهدا طموحا يسعى للوصول إلى هدفه في الحياة وهو يتذكر الأيام التي مضت من حياته وكيف وصل إلى الأمر الذي يريده.

الذكريات الثالثة: ذكريات داعية، حيث إن هذا الشخص يشغل وقته بدعوة الناس إلى الإسلام من خلال ما يقدمه من نماذج الخير والقدوة الصالحة، وهذا الشخص عمل في هذا المجال مدة طويلة وسخر وقته وماله لهذا الدين والنتيجة بيد الله.

الرابعة ذكريات كاتب فهذا الكاتب شخص سخر فكره وعقله لإيجاد الأرضية الصالحة لإبراز الموضوعات الحية للناس، وفعلا وصل إلى ما يريده للهدف المنشود.

ومنها ذكريات جوال: فهذا جوال يحبّ الترحال وذلك للاطلاع على كل ما هو جديد في هذا العالم، لكي يجعل له أرشيف معلومات عن هذه الشعوب، فقد تجول في أماكن عدة وعرف شعوبا وعادات ولقاءات عن هذه الشعوب؛ إنه رجل ذو همة عالية يثابر للوصول إلى ما يريده من مشاهد طبيعية وحياة حركية هذه الشعوب.

إنها ذكريات جميلة لكل إنسان يسعى للحصول على معلومات يسجلها في دفتره الخاص بتواريخ معينة خلال السنة.

يوسف علي الفزيع

 

هــــــوس المبـــــاريات.. عندمـــا

 يصبـــــــح الـهـــــم والشاغل

 

حظيت مباراة ريال مدريد وبرشلونة الأخيرة بمتابعة واسعة على كافة أصعدة المجتمع، فمنذُ بدئها خلت الشوارع من المارة وتكدست جموع الناس حول الشاشات في المقاهي والمحال، متابعين هذا الحدث العظيم والمبهر كما يبدو، وبما أنني لست مغرمة بمتابعة المباريات، فقد كنت منشغلة بمتابعة ردود أفعال الجمهور المشاهد أمام شاشة منزلنا، والتعليقات المتجددة خلف شاشة حاسوبي.

قبل يومين من بدء المباراة غزت الشاشات الرمزية (للفيس بوك) الشعارات التشجيعية لكلا الفريقين، والكل يلهج بالدعاء والرجاء بالفوز للفريق الذي يرجوه، بل وصلت للمشادات والمهاترات الكلامية ومظاهر التعصب الأعمى، ولم تُقتصر هذه المظاهر لتكون محتوىً إلكترونياً فقط، بل توسعت لتحتل الشوارع؛ فالأطفال يرتدون أقمصة الأندية المتنافسة، ويدخلون في عراكات وعصابات برشلونية ومدريدية.

أعتقد أنه من غير السوي  أن تنتقل هذه المهزلة لمدارسنا ومناراتنا العلمية، عندما يقوم أحد المعلمين بوعد تلامذته بـ10 علامات إضافية إن فاز فريقه المفضل (ريال مدريد)، وعندما جابه خسارته  أغاظه أستاذ مادة الرياضيات ليمنح طلبته خمس عشرة علامة بمناسبة فوز (برشلونة)!!

معركة كرة القدم ليست مقتصرة على الشباب وحسب، بل أصبح للفتيات فيها باع إذ إن الكثيرات منهم يشغلن أوقاتهن بحثاً عن أخبار (ميسي) و(كرستيانو رونالدو) وكم صدمت وأنا أستمع لمشاعرهن المرهفة وهن يتحدثن عن أساهن البالغ لسقوط (ميسي) وما لحق بقدمه من أضرار في إحدى المباريات السابقة، وكم هن مسرورات لنضاله الذي سيسطره التاريخ بزيارته المرتقبة لغزة، وغيره من الحديث الذي يشغلن به أوقاتهن وعقولهن.

باتت كره القدم وصانعوها محور حياة لا يستثنى لدى المراهقين، في ظل غفلة الأهالي وظنهم أنها ليست سوى لعبة، ربح وخسارة، لكنها قد تعني لأطفالنا ما هو أعمق من ذلك، فهي تعلق غبي، وتقليد أعمى.

لم يخلق أبناؤنا ليناموا على وسائد مرسومة عليها أعلام برشلونة، أو ليرتدوا قمصانها وأزياءها، ولم تجعل دفاترنا لنضع عليها صور فلان أو فلان، ممن عرفوا بالكفر والفجور.

إن تعلق الطفل بمثل هذه الأمور سيحرفه حقاً عن واجبه والهدف الذي من أجله وجد وخلق، وابتعاده عن القدوة السليمة، ولا شك أنه سيخلق لدينا طفلاً فارغاً عابثاً.

مؤمنة معالي 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك