رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 فبراير، 2011 0 تعليق

بريد القراء

 رسالة المسجد في الإسلام وأدواره الطلائعية في المجتمع

      إن من أهم الوظائف الأساسية للمسجد التعريف بالرسالة الإسلامية التي ترتكز على القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة إلى اجتهادات وآراء علماء وفقهاء المسلمين عبر مختلف العصور التاريخية. فمن واجب خطباء المساجد وأئمتها والوعاظ والمرشدين تعليم وتوعية المسلمين بأمور دينهم في مجالات العقيدة والفقه والعبادات والمعاملات والأخلاق، والعمل على تنوير عقولهم بالعلوم الشرعية الأساسية كعلوم القرآن الكريم والحديث والسنة والتفسيرات والتجويد والفقه، ثم تقوية وازعهم الإيماني والديني الذي يدفعهم إلى العمل الصالح وفعل الخير وخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم في كل شيء. ومن واجب خطباء المساجد والوعاظ والمرشدين الدعوة إلى عقيدة التوحيد الصحيحة والإيمان الحق ومحاربة كل أشكال الشرك والخرافة والأسطورة والسحر والتنجيم وحث المسلمين على العودة إلى الكتاب والسنة وتحكيمهما في حياتهم.

      ومن الواجب كذلك تفقيه رواد المساجد بأمور الدين الأساسية خاصة ما يتعلق بالعبادات والمعاملات كالصلاة والزكاة والصيام والحج، لأن عبادة الله تكون عن علم وليس عن جهل. هذا بالإضافة إلى إصلاح فكر المسلمين الذي تعرض في العصر الحاضر للغزو الشرس من طرف الفكر الشرقي والغربي خاصة الماركسية والشيوعية والعلمانية والحداثة والتغريب التي أصبحت تهدد المقومات الحضارية للأمة الإسلامية كالدين والعقيدة والشريعة واللغة العربية والأخلاق والعادات الأصيلة. ومن مسؤولياتهم كذلك الدعوة إلى الفكر الإسلامي الأصيل الذي يرتكز على أصول القرآن والسنة والاجتهاد الصحيح، ثم مناهضة الأفكار والفلسفات الدخيلة والغريبة الشرقية والغربية التي غزت مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة واخترقتها بشكل كبير بفعل الغزو الفكري والثقافي والإعلامي الخطير الذي أصبح يهدد الأجيال الصاعدة من الأطفال والشباب في عقر ديارنا.

       ومن المهام والأمور الطلائعية التي يجب أن يقوم بها المسجد في الوقت الراهن العمل على تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه وتلقينه للأطفال والشباب، لكي يشبوا على تعاليم القرآن ومبادئه السامية ويتخلقوا بأخلاقه. ولذلك فإن الواجب الديني يحتم علينا تشجيع الطفولة والشباب على الإقبال على كتاب الله تعالى حفظا وتلاوة وتعلما وتجويدا وتفسيرا بالمساجد والكتاتيب القرآنية.

       ومن واجب خطباء المساجد والوعاظ والمرشدين الاهتمام بقضايا ومشاكل المجتمع المتعددة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ظهرت واستنجدت في عصرنا الحاضر ثم العمل على تحليلها ومناقشتها وتبيان موقف الإسلام منها وإعطاء الحلول الكفيلة بالتغلب عليها.

عمر الرماش

 

ذكريات طالب

       هذه خاطرة بعنوان (ذكريات طالب)، هذا الطالب، كتب ذكرياته السابقة، وما فيها من أيام حلوة وجميلة، حيث قضى مع صديقه في الدراسة، أياما جميلة وممتعة، كانا لا يفترقان عن بعض، كل منهما يساعد الآخر، وإذا كانت هناك عطلة، ذهبا كل منهما إلى بلده، وأخذا يتصلان، ويتحدثان، بكل ما هو مفيد وجيد عن هذه الحياة، وماذا سوف يعملان بعد إنهاء الدراسة، حيث العمل، ولكن في مكان ما، أخيرا الذكريات الجميلة تسترجع في الأوقات التي ليس فيها عمل، والله الموفق.

يوسف علي الفزيع

الانتحـار

      لقد ضاقت صدور كثير من العباد اليوم بسبب كثرة الماديات، ومشاهدة الفضائيات، والإسراف في المحرمات والسيئات، والاقتصاد في الطاعات والحسنات؛ فحصلت تلك الآهات، وكثرت تلك الصرخات، بل حصل أدهى من ذلك وأمر، فشاعت الوسوسة حتى إن البعض يفكر كيف يتخلص من نفسه جراء الضيق والحسرة والوحشة التي يعيشها؛ فلا طعم للحياة عنده، ولا هدف ولا غاية يرى أنه من أجلها خلق، وكل ذلك بسبب الابتعاد عن المنهج القويم والصراط المستقيم، وحصلت الوسوسة حتى في العبادة، فلم يدر الموسوَس كم صلى أثلاثا أم أربعا؟ وفي الوضوء أغسل ذلك العضو أم لم يغسله؟ بل أصبح البعض يوسوس حتى في أهل بيته، أهذه الزوجة عفيفة نقية؟ أم غير ذلك؟ فالحاصل أن الوسوسة سيطرت على بعض الناس سيطرة تامة حتى إنه لا يجد للراحة طعما، ولا يغمض له جفن، ولا يرى للوجود سببا، وكل ذلك بسبب الاستسلام للشيطان وما يسببه من أوهام، وسفيه الأحلام، فعلى المسلم أن يتوسل إلى الله تعالى لذهاب وسوسة الشيطان ونزعاته، وكل ذلك موجود وثابت في ديننا الحنيف، فمن أراد طرد تلك الوساوس فعليه بالقرآن والأذكار قبل أن ينام، ففيهما الشفاء التام، بإذن الله تعالى.

راشد الهجري

 

 

عينان لا تمسهما النار

      عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله[ يقول: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».

      وشرح الحديث عبدالرحمن المباركفوري في «تحفة الأحوذي»، فقال: قوله: «عينان لا تمسهما النار» أي لا تمس صاحبهما، فعبر بالجزء عن الجملة، وعبر بالمس إشارة إلى امتناع ما فوقه بالأولى، وفي رواية «أبدا» وفي رواية: «لا تريان النار». «عين بكت من خشية الله» وهي مرتبة المجاهدين مع النفس التائبين عن المعصية، سواء كان عالما أو غير عالم.

      «وعين باتت تحرس» وفي رواية «تكلأ في سبيل الله»، وهي مرتبة المجاهدين في العبادة وهي شاملة لأن تكون في الحج أو طلب العلم أو الجهاد أو العبادة، والأظهر أن المراد به الحارس للمجاهدين لحفظهم عن الكفار.

       قال الطيبي: قوله: «عين بكت» هذا كناية عن العالم العابد المجاهد مع نفسه؛ لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} حيث حضر الخشية فيهم غير متجاوز عنهم، فحصلت النسبة بين العينين عين المجاهد مع النفس والشيطان، وعين مجاهد مع الكفار.

       الصاحب الذي تبكي عيناه من خشية الله لا يدخل النار؛ لأن البكاء من خشية الله له فضل عظيم، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: {إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا}، وقال الرسول[: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله».. وفي آخره: «رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه»، وقال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي، أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا.

بكاء النبي صلى الله عليه وسلم

       عن ابن مسعود قال: قال لي النبي[: «اقرأ علي القرآن» قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: «حسبك الآن» فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرفان.

مريم عبدالعزيز العنزي

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك