رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 22 مارس، 2011 0 تعليق

بريد القراء

 أبواب الجنة

      في حديث عن أبي هريرة ] أن رسول الله [ قال: «من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة: يا عبدالله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، فقال أبوبكر] ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم. وأرجو أن تكون منهم يا أبابكر» (رواه البخاري في كتاب بدء الخلق - باب الريان للصائمين 1/324، 325).

أنهار الجنة وعيونها:

       قال تبارك وتعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى} (سورة محمد: 15).

        تجري هذه الأنهار في غير أخدود منضبطة بالقدرة، أنهار ماؤها لذيذ الطعم طيبة الشرب لا ينكرها الشاربون، وأنهار من عسل مصفى من الشمع خلقه الله عز وجل كذلك لم يطبخ على نار ولا دنسه النحل.

      قال تعالى: {جنات تجري من تحتها الأنهار} (التحريم: 8)، وهذه الأنهار تجري تحت مساكنهم الطيبة - غرف وقصور وبساتين - ومن يشرب منها شربة لا يظمأ بعدها أبدا لأن ماءها أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك لا تنقص بكثرة الشراب ولا تتغير بطول المكوث شربها يزيد في نور الوجوه ونور القلوب والأرواح والأجسام.

         وقال المبعوث رحمة للعالمين [: «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة» (أخرجه مسلم عن أبي هريرة).

         أما عن العيون في الجنة فهي عيون كثيرة مختلفة الطعوم والمشارب {إن المتقين في جنات وعيون} (الحجر: 45)، وفي الجنة عينان يشرب المقربون ماءهما صرفا غير مخلوط، ويشرب منها الأبرار الشراب مخلوطا بغيره، العين الأولى: عين الكافور والعين الثانية: التسنيم.

أشجار الجنة وثمارها:

     قال تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} (سورة الواقعة: 27-33).

رومية الرشيدي

خاطرة طبية

        الإسلام حث على التداوي من الأمراض، والإنسان معرض للإصابة بالأمراض في أي وقت كان، والاستشفاء يكون عن طريق الأدوية الكثيرة المتنوعة، فقد أعطى الله سبحانه وتعالى الإنسان الإمكانات والعقل لكي يضع هذه الأدوية على مر السنين، عن طريق المصانع الخاصة بهذه الأدوية، فهناك أناس يعملون في هذه المصانع بما عندهم من الخبرة والدراية في هذا المجال، وهذه الأمور تتطلب الشكر لله على هذه النعمة العظيمة التي أوجدها للإنسان لكي يتداوى من هذه الأمراض ويصبح نشيطا في عبادته للخالق عز وجل ونشيطا في عمله الذي يكتسب منه معيشته وغذاءه، والله الموفق.

يوسف علي الفزيع

أنواع الحرية

هناك حرية متعلقة بحقوق الفرد المادية، وهذا الصنف يشمل الآتي:

أ - الحرية الشخصية: والمقصود بها أن يكون الإنسان قادرا على التصرف في شؤون نفسه وفي كل ما يتعلق بذاته، آمنا من الاعتداء عليه في نفسه وعرضه وماله، على ألا يكون في تصرفه عدوان على غيره، والحرية الشخصية تتضمن شيئين.

1 - حرمة الذات: وقد عني الإسلام بتقرير كرامة الإنسان، وعلو منزلته فأوصى باحترامه وعدم امتهانه واحتقاره، قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم}.

2 - تأمين الذات: بضمان سلامة الفرد وأمنه في نفسه وعرضه وماله، فلا يجوز التعرض له بقتل أو جرح أو أي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان على البدن كالضرب والسجن ونحوه، أم على النفس والضمير كالسب أو الشتم والازدراء والانتقاص وسوء الظن ونحوه، ولهذا قرر الإسلام زواجر وعقوبات تكفل حماية الإنسان ووقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه.

ب - حرية التنقل (الغدو والرواح): والمقصود بها أن يكون الإنسان حرا في السفر والتنقل داخل بلده وخارجه دون عوائق تمنعه، والتنقل بالغدو والرواح حق إنساني طبيعي تقتضيه ظروف الحياة البشرية من الكسب والعمل وطلب الرزق والعلم ونحوه.

جـ - حرية المأوى والمسكن: فمتى قدر الإنسان على اقتناء مسكنه فله حرية ذلك، كما أن العاجز عن ذلك ينبغي على الدولة أن تدبر له السكن المناسب، حتى تضمن له أدنى مستوى لمعيشته.

روى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله[ قال: «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له»، وقد استدل الإمام ابن حزم بهذا الحديث وغيره على أن أغنياء المسلمين مطالبون بالقيام على حاجة فقرائهم إذا عجزت أموال الزكاة والفيء عن القيام بحاجة الجميع من الطعام والشراب واللباس والمأوى، الذي يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء وعيون المارة، والدولة هي التي تجمع هذه الأموال وتوزعها على المحتاجين.

د - حرية التملك: ويقصد بالتملك حيازة الإنسان للشيء، وامتلاكه له، وقدرته على التصرف فيه، وانتفاعه به عند انتفاء الموانع الشرعية.

شيماء العازمي

 

 

الوقف عطاء في بلد معطاء 

        الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المخلوقات، وعلى آله الطاهرين، وصحابته أجمعين، وبعد:

أولاً : الوقف عموماً

       قال الله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (آل عمران: 92)، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله [ قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.

       وإن الله تعالى لم يشرع أي عبادة إلا ولها حكم بالغة، وفوائد جمة، ومن أبرز هذه العبادات وهذه النعم (الوقف)، فمما لا شك فيه أن للوقف الإسلامي فوائد جليلة وآثارًا عظيمة، يرجع نفعها على الأفراد والشعوب، وهو كالوعاء يُصب فيه خيرات العباد، ومنبع يفيض بالبركات، وعطاء مستمر تتحقق به مصالح خاصة ومنافع عامة؛ لذا ورد في تعريفه أنه تحبيس الأصل، وتسبيل المنفعة، وكان أولَ الواقفين، سيدُ الأولين والآخرين نبينا محمد [، ثم الصحابة - رضوان الله عليهم - فهم الذين أجمعوا على مشروعية الوقف، واشتهر اتفاقهم عليه قولاً وفعلاً، ولم يكن أحد من الصحابة له مقدرة إلا ووقف، حتى عدوا أكثر من ثمانين رجلاً منهم وقفوا، ولما كثرت الأوقاف لاتساع الفتوحات الإسلامية التي بلغت أنحاء العالم، واقتبسها أصحاب الملل والنحل الأخرى، لِما علموا فيها من البر والمنفعة والخير العظيم، قيض الله لذلك أناساً نظموا للوقف القواعد والقوانين الموافقة للشريعة الإسلامية السمحة.

ورحم الله السيوطي الذي قال في منظومته:

إذا مات ابن آدم ليس يجزي

                              عليه من فعــال غير عشر

علوم بثها ودعاء نجل

                              وغرس النخل والصدقات تجري

وراثة مصحفٍ وربـــــاط ثغر

                              وحفر البئر أو إجراء نهر

وبيت للغريب بنــــــاه يأوي

                              إليه أو بنـــــــــــاء محل ذكر

- ثانياً: الوقف في الكويت

      برزت العناية بالوقف في هذا البلد المِعطاء بشكلٍ ظاهرٍ ومشرف منذ عهده الأول وعلى مر الأزمنة، خلفاً عن سلف، حتى أصبح الوقف في الكويت مثلاً جلياً يُحتذى به، والفضل لله أولاً ثم للقائمين على هذا العمل الجليل، ولا سيما جمعيات النفع العام وعلى رأسهم جمعية إحياء التراث الإسلامي تلكم الجمعية العريقة بفروعها المختلفة، التي تحرص كل الحرص على المضي قدماً لترتقي بالعمل الوقفي وتطوره بكل ما أوتيت من إمكانات على المستويين المحلي والدولي لتكون دائماً في المقدمة سعياً للمحافظة على المال الذي هو عصب الحياة، واستمراراً للانتفاع به في أوجه الخير، وخاصة التنمية البشرية التي تُعنى ببناء الإنسان بجميع جوانبه الروحية والعقلية، والجسدية وذلك من خلال استخدام أموال الوقف فيما ينفع المجتمع الكويتي والأمة الإسلامية وفقاً لأحكـام الوقف وشروط الواقفين، فهي مصدر تمويل دائم، فما أحوج المجتمعات الإسلامية في هذا العصر إلى وجود جمعيات وقفية كهذه الجمعية المباركة، والحمد لله رب العالمين.

بكري البكري

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك