رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 أبريل، 2011 0 تعليق

بريد القراء

 سلسلة كن ولا تكن ( 2 )

      الحمد لله الذي جعل الشكر من أجل منازل السائرين، والصلاة والسلام على سيد الشاكرين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين:

       قال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، صدقت ربنا سبحانك إننا لا نستطيع عدها ولن نستطيع حصرها بأنواعها ودرجاتها فشكرها علينا عظيم لا طاقة لنا به، وكما أمرتنا أن نشكرك ولا نكفرك، فلك الحمد على جميع نعمك.

كن شاكراً لأنعم الله، ولا تكن عبداً كفوراً.

إذا كان شكري نعمة الله نعمة

                                    عليّ له في مثلها يجب الشكر

فكيف وقوع الشكر إلا بفضله

                                    وإن طالت الأيام واتصل العمر

      نِعَم اللهِ على الإنسان كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، فكلٌ منا يرفل بالنعم وهو غافل عنها، فمن أول حياته إلى آخرها كلها نعم، فالله سبحانه وتعالى تفضل علينا وشملنا في كل لحظات حياتنا بل في حركاتنا وسكناتنا أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة فلا بد لنا من شكرها، فالشكر عبادة عظيمة تُديم النعم ولا يتخلق بها إلا كريم قد تَشبع بشُعب الإيمان الجامعة، وكما أن الشكر هو من أفضل الخصال وأعلاها أخبر سبحانه أن رضاه في شكره، {وإن تشكروا يرضه لكم}، فالعجب كل العجب لمن يعلم أن كل ما عنده من النعم هي من الله ثم هو لا يستحيي من الاستعانة بها على ما نهى الله عنه، ولنا في رسول الله[ الأسوة والقدوة الحسنة وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك يقول: «أفلا أكون عبداً شكوراً»، والأمر من الله سبحانه بالشكر والنهي منه عن ضده فقال تعالى: {واشكروا لي ولا تكفرون} وأثنى على أهله ووصف به خواص خلقه، وجعله سبباً للمزيد من فضله، وجعل منه آيات: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} علمها من علمها، وجهلها من جهلها، فهذا أبو الأنبياء خليل الله إبراهيم عليه السلام كان شاكراً لأنعم الله فرفعه الله مكاناً عليا، والسبب كما قال مجاهد : لم يأكل شيئاً إلا حمد الله عليه، ولم يشرب شراباً إلا حمد الله عليه، فأثنى الله عليه وجعله أمة، قانتاً، حنيفاً، شاكراً، مجتبى، مهدياً، وقبله نوح عليه السلام: {إنه كان عبداً شكوراً}.

       فأرجو أن تكون من المعترفين لله بالفضل والنعمة وتعلم أن حقيقة الشكر الاعتراف بالإحسان، ولا تكن من الجاحدين الكافرين بالنعم ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فالنعم ثلاثة كما قال ابن القيم : نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها  . فكن من عباد الله الشاكرين.

        ختاماً: قال رسول الله [: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» أخرجه مسلم.

أبو هاجر بكري البكري

خاطرة الحركة الثقافية والأدبية

 

       في الكويت نهضة ثقافية وأدبية يقوم بتفعيلها نخبة من الأدباء والمثقفين الذين سخروا أنفسهم لهذه الحركة من خلال ما يقدمونه من محاضرات وأمسيات وندوات ثقافية تتناول موضوعات مختلفة، وكذلك هناك رابطة باسم الأدباء تقوم بإعداد موسم ثقافي في المناسبات الوطنية والدينية خلال السنة، ولها مجلة بعنوان «البيان» تصدر عنها وهناك في الصحف اليومية صفحة ثقافية تنشر فيها الموضوعات الثقافية والأدبية التي يستفيد منها الناس المحبون لهذا المجال الخصب، والذي يتطرق إلى العديد من القضايا التي تمس حياة الناس، إنها حركة جيدة، فضلاً عن نشر الكتب الأدبية للعديد من الأدباء والكتاب خلال السنة من دور نشر عريقة في هذا المجال في الكويت أو في دول أخرى.

       جيد أن يكون في الدولة مكان تجمع فيه الوثائق الخاصة بتاريخ هذه الدولة من كتب وصحف قديمة ومجلات صدرت في سنوات محددة، يطلبها الباحث أو الدارس لإعداد بحثه حول موضوع من الموضوعات؛ لأنه دون هذه المراجع لا يستطيع إعداد بحثه الذي يشتمل على عناصر لغوية أو علمية يحتاجها في بحثه.

احتياجات الإنسان

       السكن، الغذاء، الأمن، كل هذه العناصر يحتاجها الإنسان وهي من ضروريات الحياة، كل لا يتجزأ؛ لكي يعيش الإنسان بسعادة وراحة بال، فإذا توافرت هذه الأشياء الثلاثة، فهذا أمر جيد ومطلب جيد، لكي يعيش حياة فيها الطمأنينة وراحة البال، دون أن يعكر باله أمور أخرى، فالسكن لكي يرتاح فيه، والغذاء لكي يعمل ويكون نشيطا في عمله اليومي، والأمن لكي يعيش في هدوء وطمأنينة يأمن على نفسه وأهله وماله، إذناً العناصر الثلاثة نعم من نعم الله عز وجل فهي تحتاج إلى شكر دائم، والله الموفق.

يوسف علي الفزيع

 

أهمية الحركات الإصلاحية في إحياء الإسلام

      إن دعوات الإصلاح والتغيير والتجديد الديني للأمة الإسلامية في العصر الحديث، هي دعوات إلى إحياء الإسلام من جديد وتحريره من الأفكار والعقائد الدخيلة عليه والمستوردة من الشرق والغرب، ثم محاولة تجديده والعمل على تنزيهه وتطبيقه في واقع وحياة المسلمين المعاصرة، وقد ظهرت في القرون الأخيرة خصوصا بعد انهيار الخلافة العثمانية الإسلامية حركات إصلاحية وتجديدية عديدة، تطالب بالإصلاح والتغيير والتجديد وتدعو إلى العودة إلى الإسلام والرجوع إلى الكتاب والسنة وتحكيمهما وإصلاح أحوال المسلمين العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك تجديد الفكر الإسلامي وتنويره وتطويره، وقد ظهر علماء ودعاة ومفكرون ومصلحون في المشرق العربي والمغرب العربي، اشتهروا في هذا المجال أمثال محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد ابن عبدالوهاب، وعبدالرحمن الكواكبي، وعلال الفاسي، وحسن البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وعبدالحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي وغيرهم كثير ممن أسهموا إسهاماً فعالاً في نشوء الحركات الإسلامية الإصلاحية والتجديدية وتطويرها، وقدموا خدمات جليلة وعظيمة للإسلام والمسلمين بالقول والعمل والقلم والسلاح، بحيث دعوا إلى التشبث بالإسلام الحق والاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بالعقيدة الصحيحة والشريعة السمحة، وحاربوا الجهل والخرافات والبدع والمنكرات ونشروا الفكر الإسلامي الصحيح، وقاوموا الغزو الفكري والثقافي والإعلامي للحضارة الغربية الغازية، ودعوا كذلك إلى إصلاح أحوال المسلمين العامة الدينية والدنيوية، وذلك من خلال أقوالهم وخطبهم وما كتبوه وألفوه من كتب ومؤلفات ومحاضرات وغير ذلك، كما أنهم ناهضوا وقاوموا الاستعمار الغربي الغاشم للبلاد العربية والإسلامية بالقول والعمل والسلوك، وحرضوا الشعوب على المقاومة والمطالبة بالاستقلال والتحرر من العبودية والاستغلال والهيمنة الغربية، وهكذا تتجلى لنا أهمية الحركات الإصلاحية والتجديدية في إحياء الإسلام وبعثه من جديد ودورها العظيم في إحداث التغيير وتحرير الإنسان المسلم من غير عبودية الله، ولذلك فإن من واجبنا الاعتراف بفضلها الكبير والتشبث بمبادئها والسير على منوالها لتحقيق الإصلاح والتجديد والتغيير والنهضة الحضارية للأمة الإسلامية في العصر الحاضر على جميع المستويات.

عمر الرماش

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك