رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 25 أبريل، 2011 0 تعليق

بريد القراء

 سلسلة كن ولا تكن (3 )

الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدّب نبينا محمدا [ فأحسن تأديبه وبعد:

        فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، والهدف الأسمى لبعثة الأنبياء عليهم السلام؛ قال رسول الله [: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» رواه مالك.

كن ذا خلق كريم ولا تكن ذا خلق ذميم

        لقد دعا الإسلام إلى الخلاق الكريمة وحث عليها؛ قال الله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} وكما أن الدين كله خُلق والخُلق عبادة عظيمة من جُبل عليها لا يُخزيه الله أبداً؛ لأنه بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى، وقوام الشخص المسلم الذي يزينه الأدب والحياء، وليس أروع ولا أجمل ولا أكمل من الخُلق الكريم ، به تتعايش وبه ترتقي وعلى طريقه تصل إلى مبتغاك، زيادة إيمانك في حسن خُلقك، وفيه أيضاً كمال القبول للأعمال الصالحة، لقول النبي [: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا» الترمذي.

       فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين، فبحسن الخُلق تنال الرضا من رب العالمين ومن ثم يُوضع لك القبول بين خلق الله أجمعين، وهذا كله سببه أن تُخالق الناس بخلق حسن فإن فعلت تَحرمُ عليك النار قال [: «حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس» رواه أحمد، أن تخالق الناس بخلق حسن، تكون من المقربين بمجالسة الرسول الكريم [ يوم القيامة: «إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً» البخاري، أن تخالق الناس بخلق حسن، أبشر بهبات الله تعالى وعطاياه، وغايتك جنة الخلد فاجعل جميل الخُلق ديدنك وهويتك وهواك، فالله سبحانه جعل الأخلاق الفاضلة سبباً للوصول إلى أعلى درجات الجنان، واقتدِ برسول الله [ الذي كان من أحسن الناس أخلاقاً، الذي لا سبيل إلى جنة الله ورضوانه إلا بإتباعه ظاهراً وباطناً، وحمل النفس على ما يزينها فعليها مدار سعادتك وسعة رزقك، واعلم أن الأخلاق هي عنوان الشعوب والحضارات:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

                    فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

     وكما قال الشيخ الغزالي رحمه الله: الأخلاق مجموعة من العادات والتقاليد تحيا بها الأمم كما يحيا الجسم بأجهزته وغدده؛ فما الإنسان إذا جرد من الخُلق الكريم؟ لا شيء، فلا تكن ذا خُلق ذميم فتتحقق فيك أسوأ الخصال وأخس الصفات فتنحرف نفسك عن الصواب ، قال يحيى بن معاذ: سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات، وحسن الخلق حسنةٌ لا تضر معها كثرة السيئات. وحسبك في خسة هذا الخلق وسوء آثاره قول الإمام الغزالي رحمه الله: الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة، والمهلكات الدامغة، والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة التي تطلع على الأفئدة.

صن النفس واحملها على ما يزينها

                          تعش سالماً والقول فيك جميل

قال رسول الله [: «وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة أسْوَؤُكم أخلاقًا» رواه أحمد.   

أبو هاجر بكري البكري

  كيف تحصن نفسك؟

       إن الإنسان ضعيف بطبيعته لا يقدر أن يمنع الظواهر الخارقة مثل العين والسحر والجان، فهو معرض بالإصابة بأي واحدة منها إلا إذا فعل ما فعل الرسول [ وأصحابه والسلف الصالح والإنسان العادي الموقن والمقر بهذه الخوراق، فهو عن طريق تحصين النفس بالآيات الواردة عن الرسول [ التي تحصن النفس والأذكار التي قالها والمعوذات وأشياء كثيرة علمنا الرسول[ إياها.

- ومن الأحاديث التي ترخص الرقية وتأمر بها:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أمرني رسول الله [ أن أسترقي من العين».

وعن أبي سعيد الخدري ] قال: «كان رسول الله [ يتعوذ من الجن وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فأخذ بهما وترك ما سواهما».

الخطوات التي يحصن الإنسان بها نفسه

- أجمع العلماء على جواز الرقى والتحصين عند اجتماع ثلاثة خطوات:

1- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.

2- أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.

3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله.

قال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية، فقال: «لا بأس أن يرقى بكتاب الله تعالى وما يعرف من ذكر الله».

رقية النبي [

       تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان الرسول[ إذا أتى مريضا أو أتي به قال: «أذهب الباس رب الناس, اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك, شفاء لا يغادر سقما».

       وعنها أيضاً رضي الله عنها أن رسول الله [ كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي [ بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها: «باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفىَ به سقيمنا، بإذن ربنا».

منيرة فهد جديع

 

 

السعادة حقيقة أم وهم؟

 

- تطرقت لهذا الموضوع لأمور كثيرة منها:

         أن كل إنسان يبحث عن السعادة وهي غاية جميع الأديان والمذاهب، والجميع يبحث عن السعادة ولكن كثيرا من الناس يخطئ طريقها، والسعادة الحقيقية هي سعادة الدنيا والآخرة، وهناك سعادة وهمية يجدها الناس في تكديس المال وجمع الثروات وبناء العقارات، وللأسف فليس كل صاحب مال سعيداً.

        وهناك أسباب كثيرة تمنع من تحقيق السعادة مثل الحسد والغيرة, وسرعة الغضب, والوقوع في المعاصي, والكبر والتعالي على الناس, وتعلق القلب بغير الله، وتناول المخدرات والمسكرات بهدف الهروب من الهموم الدنيا, وظلم الناس, والتشاؤم, وسوء الظن, وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة والجدال بالباطل, وأصحاب السوء, وإطلاق البصر في النظر إلى حرمه الله عز وجل, والجهل, وسماع ما يغضب الله من الغناء, والغفلة.

- أما العوامل والأسباب الكفيلة بتحقيق السعادة فتتمثل في:

1- الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

2- العمل الصالح.

3- تعلم العلم النافع.

4- الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره؛ فلا تحصل السعادة إلا بالرضا بقسمته سبحانه.

5- تتبع سيرة النبي [ والصحابة والسلف في الاجتهاد في العبادة والإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة وزكاة وصدقة وذكر واستغفار ودعاء وصلة الأرحام مع الاهتمام بأعمال القلوب من خوف وخشية ومحبة ورجاء وتوكل على الله حق توكله.

6- مجالسة أهل الخير والرفقة الصالحة.

قال رسول الله [: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير» رواه البخاري ومسلم.

7- الزوجة الصالحة والزوج الصالح قال رسول الله [: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة».

8- أن تعلم أن تحملك للأذى من الناس خير لك ووبال عليهم؛ فقد روي أن أحد علماء السلف اغتابه رجل فبحث له عن هدية جميلة ومناسبة، ثم ذهب إلى الذي اغتابه وقدم له الهدية فسأله عن السبب، فقال له: من صنع لك معروفا وجبت عليك مكافأته وأنت أهديت لي حسناتك وليس عندي مكافأة لك إلا من الدنيا.

9- الالتجاء إلى الله عز وجل وكثرة الدعاء.

       ومن الأدعية المأثورة في هذا المجال: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر».

       وختاماً أدعوكم جميعاً أن تلحقوا بركب السعداء لتفوزوا بالحياة الطيبة بعيداً عن الانحدار وذلك بتحقيق الإيمان بالله عز وجل.

للداعية / أم شويع

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك