رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 16 يونيو، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 الحياة «شخص» فأحسن اختياره!

قد يُنسيكَ (شخص) كلَ (وجع) وقد يكونُ السببْ في كل (وجع)..

قد يمنحكَ (شخص) كلَ (أمل) وقد يكونُ السببْ في كل (ألم)..

قد يسقيكَ (شخص) ماء الحياة وقد يكونُ السبب في حرمانكَ (لذة الحياة)..

باختصار.. ليعرفَ كل إنسان من يختارْ؛ فاختيارُه قد يكونُ (بداية سعادته) وقد يكونُ (نهاية سعادته)..!!

(شخص) قد يجعلُك في جنةٍ دائمة؛ ويأبى إلا أن يصطحبكَ لتكونَ رفيقه في الآخرة؛ أو قد يجعلك في جحيمٍ دائم، يدفعكَ إلى انتقامٍ قد يجعلُ جهنمَ تنتظركَ بفارغ الصبر؛ لتتمتعَ بلحمكَ وعظمك وشحمك..!!

الحياة ليستْ (شخصاً) لكنها عند الاختيار والقرار تُصبح في نظري) شخص).. مصيرُنا مرتبطٌ به، قرارُنا لا يكونُ بعيدًا عنه؛ مشورتُه تكونُ واجبة، بل فريضة على الشخصية الواعية..

الحياة ليستْ (شخصاً) بل إن العاقل لا يختزلْ أحلامه في (شخص) لكنه عند الاختيار يضعُ (آماله) في الشخص) الذي اختاره؛ بناءً على قلبه أو عقله أو كليهما معًا..

لا يجوزُ وقتها أن يخرجَ عن رغبات (الشخص) فالخروجُ يعني (عصياناً) والعصيان قد يؤدي إلى (فوضى) قد تقلبُ (الشركة) رأسًا على عقب؛ فلا أبشع من الانهيار عندما يعصفُ (بالقلب) فيشلُه عن باقي الجسد؛ فيُصبح بلا روحْ..

     فاختيار) الشخص) له استحقاقاتٌ كبيره؛ لأنه سيكون (رجل الدولة) و(سيد الدنيا) و(الخادم المطيع) و(ملك المملكة) و(رئيس الجمهورية) و(إمام البيت) وبموجب تلك الألقاب الساحرة تكونُ (الطاعة) لازمة، بصرف النظر إن كانتْ مدروسة أو عشوائية؛ لأن اختياره من البداية كان بناءً على معايير واضحة، وأسس صريحة، وقناعة في القلبِ والعقل راسخة..

إن قالَ (لا) نرددْ خلفه (مليون لا) وإن قال (نعم) نردد معه (مليون نعم) لا مانع أن نكونَ تحتَ أمره، ورهنَ إشارتِه؛ فمنْ يختارُ بدقة؛ لا يندمْ البتة..

كنْ لمن تختاره (عبدًا) يكنْ لكَ كذلك، لا تقلْ كبريائي وأحوالي وإمكاناتي وهيبتي ووقاري، عند (الشركة) تسقطُ كل تلكَ (المفاهيم النمطية القاتلة لمعنى السعادةِ بمفهومها الرحب)..

أهمُ ما في الأمر.. أن تختار بحكمة، أن تختار من يجعلكَ صديقًا للبسمة؛ من لا يخدعك ومن لا يسحقك ومن لا يستقوي أمامك بفردِ عضلاتِه؛ ومن لا تكنْ في نظره مجرد جسد يستهلكه متى شاء؛ ويُوبخه ويُهمله متى شاء..!!

الآن دققْ في حديثي؛ حقًا الحياة (شخص) بناءً عليه تكونُ النتائج إيجابية أو سلبية؛ ولهذا عزيزي.. أنتِ وشطارتك من تختار؟؟ وهل تنجحْ في اختبار الاختيار؟؟ اختيارٌ يكونُ له ما بعده..

هنادي نصر الله

 

 

رسالة سوري إلى أمه!!

رحم الله أمهاتنا لم يرضعننا الحليب المجفف، ولم يفطمننا على البسكويت المستورد!

كنا نجد في أحضانهن إذا مرضنا العناية المركزة التي تمدنا بالدفء، وتغذينا بالحنان!

يومان لا أنساهما ماحييت: يوم مات ابن جيراننا وهو أصغر مني بقليل، فحزنت عليه، فنقلتني أمي إلى فراشها، وجعلتني في حضنها تقبل رأسي كلما فتحت عيني!

ويوم أحضر أبي لي تفاحة وأنا مريض، ودسها بين يدي!

أغبط من له أبوان على قيد الحياة، يتصل بهما، ويسمع صوتهما، أو يذهب إليهما بلهفة ورغبة!

رجوت أن تكون أمي موجودة، لأزورها في جسر الشغور وقد تحررت، أو أذهب فأقف على قبرها في حلب أغسل أحجاره بمدامعي:

أمي نشيدي، وأمي نبض ُ قافيتي

يضمُّها الشوقُ في قلبي فيستعـرُ!

أقول: غابت ؟ ستأتي مثلما وعدتْ

كم ذا تغيب إذاً ؟ إني لمنتظر ُ!

أمي أتيت ُ! أليس اليوم موعدُنا!؟

أمْ أنّ موعدنا ياأمي َ الحشر ُ!؟

يحيى بشير حاج يحيى

 

 

أما زلتَ حيّاً.. إذا فاحمد الله

قد ينبض قلبك ستين مرة في الدقيقة.. يضخ في جسدك الدم الذي وصل إلى أقصى درجات النقاء عنده محملاً بكل شيء..

تتسابق خلاياك الحمراء منه تحمل الغذاء لأجزائك الجوعى..

وتنقضّ البيضاء تلتهم ما قد يلتهمك.. أما الصغيرة الرقيقة تلك فترتق جراحات جلدك إن خُدش!

أعصابك الحسية مازالت تلتقط الموجات الصوتية لتسمع والأضواء لترى الكون بألوانه.. أما جفناك فما زالا ينسدلان على عينيك لحظة بعد الأخرى يزيحان ما قد يُدهش!

يداك.. قدماك.. أصابعك.. كل شيء مازال يتحرك..

إذاً.. أنت حيّ!

ماذا لو..

زاد نبض قلبك إلى ما فوق المئة؟

أو احتبس الدم في وجنتيك فجأة؟

ماذا لو خانتك تلك البيضاء، والتهمتك قبل كل شيء؟ أو خذلتك الصغيرة وتركت جرحك ينزف وهي تسخر منك؟! ماذا لو وصل إلى أذنيك صوت نبض بعيد؟

أو رأيت طيفاً من نور.. أو عالماً بلون واحد.. أو جفلت عيناك عاماً كاملاً؟!

ماذا لو أمسكت بخيال في رأسك؟ أو مررت أصابعك بين النار ولم تحترق؟!

ماذا لو قفزت فوق البحر فانتفض كل الماء وأغرق الكون؟!

ماذا لو أصبت بالجنون وأنت حي؟!

أما زلت حيّاً؟!.. ربما! إذا فاحمد الله

رحمة يوسف النتشة

كلية الطب المخبري – جامعة القدس

 

 

 

رسالة مغترب إلى أمه

 

أُمَّاه

أماه: متى أرد إليكِ ربيعكِ، وأنا مازلتُ أقتاتُ عليه!

أماه: طعامي الفاخر، لم يكسرْ بعدُ حِدةَ جوعي، فمتى تخالطُهُ أصابعكِ الطاهرةُ المباركة، لأكتفي وأغتني؟!

أماه: لا أريد ظلّ حياتي، وكفها البارد، أريد أن ألوذ بظهرك الآمن، أتشبّثُ به وأنتِ تحفظين حياتنا، وتصارعين همومنا، باسمةً راضية.

أماه: حين تعطرتْ أرضنا بعطر السّماءِ، واهتزتْ برحمةِ الله، عادَ في محاجرِ ذاكرتِي وهجُ شبابِكِ وملامحُهُ، وزمنًا أخضرَ دفنَ في بواطنِي لا يعرفُ سريرتَهُ أحدٌ.

أماه: يأتي الرحيل، والركضُ خلف لقمة الخبز، فيكفنُ كلّ لحظةِ سرور طربنا لها معا!

فأتركك تحتسين الألم على ناصية المجهول، وتنتظرين ابنا أنفقتِ عليه ربيعكِ، وهو مازال يجاهدُ شتاءه!

أماه: كانتْ لقمةُ الخبزِ قاسيةً، نبذتْنِي عن جنّاتِكِ سنينَ طويلةً، وسرقتْ منّي أجملَ أيامي، وفي البعدِ عنكِ لم أجدِ الهناءَةَ في أكلِها، ولن أجدها!

هل تعلمينَ لمَ كان هواءُ وطنِنَا منعشا حنونا نقيّا؟!

لأنّ أنفاسكِ -يا أمي- تتردد فيه.

حسين رشود العفنان

حائل الطّيبة

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك