رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 24 يونيو، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 وقفة في دار العجزة!

لا أعلم لماذا قادتني خطواتي إلى دار العجزة، وكبار السن؟!

هل الصدفة؟!

أم لحظة استنطاق الواقع، والمُحيط؟!

أم لإحياء تلك الأجساد الهامدة، التي كانت بالأمس القريب في أوج نشاطها، وقوتها؟!

لكم أن تتصورا وتتخيلوا حالهم، وهم يُلوحون بأيديهم لمن زارهم..

عيونهم تراقص الأحداق، أنفاسهم تُشعل مجامر ذكرياتهم في بخور الحكايات، صدورهم جنة الدنيا التي خانها النسل، وبعض سلالة الأحفاد على حدٍ سواء!

أكاد أجزم أني حبست آهات القلم، وحسبت تعداد مشيتي نحوهم، وظل ناظري يستنطق دموعهم، وارتعاشة شفاههم الثكلى.. بتساؤلات عدة لا مناص من ذكرها، وتوثيقها للتاريخ والزمن..!

- أحقاً هؤلاء يملكون المال، والولد؟!

- أحقاً لا تعترف بهم ذريتهم إلا ساعة البصمة، والتوقيع على وريقات أموالهم وممتلكاتهم، وهم على قيد الحياة؟!

- أحقاً لا يُعترف بهم إلا بالاسم، والتفاخر بهم بين الأنام بنظرية وجاهة بالوجاهة؟!

- أحقاً يزورهم بعض الأحفاد، ويتجاهلهم أصحاب الشأن والمسؤولية؟!

- أحقاً كانوا بالأمس هنا.. بمقدار ما تصطف النقود بين أناملهم، والحساب بالكم، والمجموع، والمُدخر؟!

- أحقاً سيفعل بنا كما فعلنا، فباني الدار أولى بالدرار والإدرار، وعلى بند «خبزٍ خبزته أكله»..؟!

- أحقاً استقبلتهم الدنيا بالولادة، والقماط الأبيض، وزغاريد البهجة، والتغافل عن تصرفات طفولتهم.. وفي الجانب الآخر الموت، الغسل، الكفن، الصلاة، التشييع، القبر، الوداع؟!

- فحقاً حقاً حياتنا قصة قصيرة بدايتها هُم، ونهايتها نحن!

عادل بن حبيب القرين

السعودية - الأحساء

 

 

 

من روائع وصايا الآباء لمؤدبي أبنائهم ومعلميهم

وصية هارون الرشيد

لخلف الأحمر معلم ولده الأمين

  من أحسن مذاهب التعليم ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده، قال خلف الأحمر: بعث إليَّ الرشيدُ في تأديب ولده محمد الأمين، فقال: «يا أحمرُ، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعته لك واجبة فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين:

أَقْرِئْهُ القرآن، وعرِّفه الأخبار، وروِّه الأشعار، وعلمه السنن، وبصِّرْه بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه.

 ولا تَمُرَّن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميتَ ذهنه.

ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفَه.

وقوِّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإنْ أباهما فعليك بالشدة والغلظة».

 

 

(وصايا الآباء للأبناء).

  قال هارون لبنيه: «لا تَحْمِلُوا ألسنتَكم على وَحْشِيِّ الكلام، ولا تُعَوِّدُوها المستشنع ولا المتصنع؛ فان العادة ألزم من الطبع، واعتمدوا سهولة الكلام من غير استكراه ولا مؤونة تَكلُّف، سيِّدُ الكلام ما ارتفع عن طبقة العامة، وانخفض عن درجة المتشدقين، وخالف سُبُل المُغْرِقين، فليكن كلامكم قَصْدًا، وألفاظكم عددًا؛ فإن الإكثار يمحق البيان، ومِن قِبَلِهِ تحدث الآفةُ على اللسان.

 وتحامَوا الأُنس بالسلطان، وكلما رفع دونكم سترًا من الحشمة فاحتجبوا عنه بستر من الإعظام، وكونوا أشدَّ ما يكون لكم بسطًا أشدَّ ما تكونون له هيبة.

 

وائل حافظ خلف

 

إلى آدم في ..

يوم حواء العالمي..!!

 

إلى قلبكَ الجميل؛ الذي لا يعرفُ المستحيل، إلى عقلك الكبير الذي يحتوي حماقاتي قبل طموحاتي.

إليكَ يا آدم، وقد أهملكَ العالم ولم يمنحكَ يومًا للعرفانِ بدوركَ في حياةِ حواء وأبنائها..إليكَ وقد حاولَ العالمُ أن يقفَ بينك وبين (حواء) محاولاً أن يُفرقَ بينكما؛ عبر سعيه بأن يدفعَ «حواءك للتمردِ عليك، وإشعالِ نار الغيرة بينكما؛ فلها يوم وأنتَ بلا يوم..

لن أجبرَ خاطركَ يا آدم؛ فأنتَ أكبر من أن تتطلعَ إلى فرصةِ منحكَ يوم أو يومين أو أسبوع لاستعراضِ عضلاتِ قوتك وإبراز نجاحاتك أسوةَ بمن خُلقتْ من ضلعكَ الأعوج «حواء الرقيقة»..

     اسمحْ لي أن أقول بأن «رقتها وعاطفتها وسهولة كسر خاطرها» هي من أهلتها لأن يكونَ لها يوم؛ يومٌ ضحك عليها فيه من ضحك؛ فسعى لتكريمها فيه؛ بينما أهملها طيلة العام، يومٌ لا ينظرُ فيه العقلاء على أنه يوم تقديرٍ حقيقيٍ للمرأة؛ فالجهلاء هم من يرقصون ويتباهونَ بفضلها فيه؛ بينما النبلاء هم من يضعونها على رؤوسهم في كل وقتٍ وحين..

ولأنكَ آدم.. لن أضنَ عليكَ بعمري فهو كله عرفانًا بوجودكَ الجميل في حياتي؛ فأنتَ أبي وأخي وابني وزوجي.. أنتَ أنا.. وأنا أنتْ، آزار لن يُفرقنا؛ بل سيزيدُ التلاحم فيما بيننا..

هي رسالةٌ من  قلبِ أنثويٍ يجمعُ بين العقلانية والعاطفة؛ فآدم ليس عدواً لها؛ بل أكبرُ داعمٍ لقلبها النابض في الحياة.

لِم يوم المرأة؟ ولِم التباهي بها؟؟ إن ذلك دليلُ نقصٍ لا قوة؛فمن يُعطي ويُقدم لا يحتاجُ ليومٍ يشهدُ بإنجازاته؛ لأنه سيبقى أقوى من الحديثِ عن أخلاقياته..

نحتاجُ لمراجعة الحسابات.. نحتاجُ إلى تقييم النفوس؛ بهدفِ تحقيق تكاملٍ أكثر حبًا بين حواء وآدم؛ فالحياةُ بينهما ليستْ ساحة صراع؛ بل حديقةُ ودٍ وسكينةٍ واحترامٍ منذ الأزل.

هنادي نصر الله

 

 

نافس لا تقارن!

 لا تقارن نفسك بغيرك فأنت بذلك في دائرة الهلاك!

بل قارنها بنفسك، تكن من أنجح الناس!

قارنها بمدى تطورك يوماً بيوم، وشهراً بشهر، وسنةً بسنة.

تحد ذاتك، تحد قدراتك، وليكن ذلك شعارك.

نافس الآخرين بما تملك من قدرات ومواهب, ولا حرج في ذلك طالما أن تنافسك في رضا الله وضمن الحدود الشرعية.

نافس لكن لا تقارن!

طوّر نفسك بالتسامح معها ومعرفة نقاط قوتها وضعفها، ما يجذبها وما يسيئها.

ونافس غيرك بقدراتك المميزة وركز عليها، ولتعمل على تقوية جوانب ضعفك.

فمقارنة نفسك بالآخرين تثبط من همتك, تدمر من ثقتك بنفسك، وتجعلك طعماً سهلاً لمرضى العقول والنفوس!

فمحيطك لا يشبه محيطه، عائلتك، حياتك، ظروفك تختلف تماماً عن الآخر. فكيف تقارن ما تنافر!

لنكن أرقى من ذلك.

عهد هيثم عقيل

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك