رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 27 مارس، 2012 0 تعليق

بريد القراء

 لنكون مع القرآن كما كانوا

       كما تعلمون فإن القرآن هو كلام الله العظيم، يسر لنا تلاوته، وأمرنا بتدبره والعمل به، فأحببت أن نستأنس معا  بأحوال السلف مع القرآن؛ لنكون  مع القرآن كما كانوا... عن ابن شذوب قال: كان عروة ابن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكان وقع فيها الآكلة فنُشرت.

         وروى إسحق المسيبي عن نافع قال: لما غسل أبو جعفر القارئ، نظروا ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف، فما شك من حضره أنه نور القرآن .

قال يحيى الحماني: لما حضرت أبا بكر ابن عياش الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة.

وقال أحمد بن ثعلبة: سمعت سلم بن ميمون الخواص يقول: « قلت لنفسي: يا نفس، اقرئي القرآن كأنك سمعتِه من الله حين تكلم به، فجاءت الحلاوة».

         عن الأعمش قال: « كان يحيى بن وثّاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد.

         قال عبدالله بن عروة ببن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله إذا سمعوا القرآن ؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.

قال ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس - يعني في السفر - فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفا حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب.

         سمع عمر بن الخطاب رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور، فلما بلغ إلى قوله تعالى: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} قال عمر: قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه.

قال محمد بن جحا: قلت لأم ولد الحسن البصري: ما رأيت منه، أي الحسن البصري؟ فقالت: رأيته فتح المصحف، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان.

كره أبو العالية أن يقال: سورة صغيرة أو قصيرة، وقال لمن سمعه يقول ذلك: ها أنت أصغر منها، وأما القرآن فكله عظيم .

قال ابن مسعود: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولاتشغلوها بغيره.

قال هرم بن حيان: ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم.

         قال كعب الأحبار: «عليكم بالقرآن؛ فإنه فهم للعقل, ونور الحكمة, وأحدث الكتب عهداً بالرحمن, ولعظيم ما فيه من البركات كانت تلاوته واستماعه من أعظم  القربات, والاشتغال بتعلمه وتعليمه من أسمى الطاعات, وكان لأهله أعلى الدرجات وأوفى الكرامات».

     قال قتادة بن دعامة السدوسي, وهو من علماء تابعي البصرة: ما جالس القرآن أحد إلا فارقه بزيادة أو نقصان», ثم قرأ: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً}.

     ويقول إسحق بن إبراهيم عن الفضيل بن عياض: كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل.

     تدبر أحد السلف مرة في مثل من أمثال القرآن فبكى: فسئل ما يبكيك؟ قال: إن الله عزوجل يقول: {وتلك الأمثال نضربها للناس} أي: هذه الأمثال نضربها في القرآن للناس: {وما يعقلها إلا العالمون} وأنا ما عقلت المثل، فلست بعالم؛ فأبكي على ضياع العلم مني.

     فقال: أستره عليك ما دمت حيا.. ولكن أخبرني بخبرك. فقال: عندما كنت أرددها نزل قلبي الود الذي بين العبد وربه.. فأخذت أتلذذ بذلك الوداد.. وكلما كررت الآية ازداد ذلك الود في قلبي.

     وقال ابن سيرين حين ركبه الدين واغتم لذلك: إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة. وقال أحد السلف: نسيت القرآن بذنب عملته منذ أربعين سنة.

     ذكر العباس الكناني عن شيخ ضرير أنه أوصاه فقال: أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرؤه، قال: فرأيت ذلك وجربته كثيرا، فكنت إذا قرأت كثيرا تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي.

قال وهيب بن الورد:إن استطعـــت ألا يسبقـــك إلى الله أحـــد فافعل.

أم عزام

مسؤولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(3)

- ثالثاً: مواقف للصحابية أم سليم بنت ملحان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

      يروى أنه لما أسلمت أم سليم جاءت زوجها مالك بن النضر، وهو لايزال على شركه، فقالت له: جئت اليوم بما تكره؟ فقال: لاتزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابي - يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم - قالت: كان أعرابيا اصطفاه الله واختاره، وجعله نبيا، قال: ما الذي جئت به؟ قالت: حرمت الخمر، قال: هذا فراق بيني وبينك، فمات مشركاً.

        وما جاء فيها مع زوجها مالك أنها كانت تلقن أنساً - أبنها - قل:  لا إله إلا الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله. ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي علي ابني، فتقول: إني لا أفسده، فخرج مالك فلقيه عدو له فقتله.

     ثم تقدم أبو طلحة إلى أم سليم ليخطبها، وذلك قبل أن يسلم، فقالت له: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم أبو طلحة وتزوجها، وفي روايةa أنها قالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده خشبة نبتت من الأرض نجرها حبشي بن فلان؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحيي أن تعبدها؟ لئن أسلمت لم أرد منك من الصداق غير الإسلام، فأسلم، قالت: يا أنس، زوج أبا طلحة، فكان ابنها وليها في عقدها، قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم.

حصة يحيى الربيعة

 

 

 

ثقافة التبجيل أولها تخلف وآخرها خسران

       لطالما تلمسنا هذه الثقافة السخيفة أيام خروج بعض المرتزقة في مظاهرات تبجيل الحكام، وشاهدنا تلك المواقف التي لا تجلب إلا الأسف على أصحابها بل الشفقة عليهم أحيانا، ولكن أن نسقط مفهوم التخلف نتيجة لهذه الثقافة، هل يعد مبالغة؟ أم حقيقة لا مهرب منها؟

       إذا تأملنا القرون الماضية وخصوصا في فرنسا التي كان يعيش سكانها تهميشا وفقرا وقمعا يفوق بكثير التهميش الذي تعيشه الدول العربية الآن؛ لطبيعة الحكم السائد حينها الذي يتبختر فيه الملوك ويختال فيه الأمراء؛ حيث كان التخلف لا يعم تلك الدول فحسب بل كان يمشي على رجله، في حين نجد الوضع قد تغير وصارت الشعوب المتقدمة لا تولي أدنى تبجيل لحكامها أو لأي وزير، بل من الوزراء عندهم من يمتطي الدراجة الهوائية ويطوف في شوارع المدينة من دون نظارة سوداء أو قبعة تخفي هويته، ناهيك عن السيارات ذات الزجاج الأسود كما هو رائج عندنا؛ لأنهم وبكل بساطة يعدونه موظفا حكوميا حاله حال بقية الموظفين الآخرين، في حين يملأ الحرس أحياء سكن الوزراء عند العرب أما الرؤساء فحدث ولا حرج.

       وعليه فإن لهذه الثقافة الأثر البالغ في انحطاط الدول لما تمتاز به من قمع أصوات المنتقدين والمعارضين وشنق كل من يمس كرامة أولئك المبجلين، واستحالة محاسبة الفاسدين أو مراقبة عمل الطامعين في أموال الفقراء والغارمين، وبالتالي بناء جدار سميك ترتطم به رياح التغيير، وفي النهاية.. هذه الثقافة خسران نخسر بها شهامتنا وكرامتنا، نخسر بها تذكرة قطار التقدم ونركب بدل ذلك قطار التخلف رغما عن أنوفنا، ونخسر رضا بارينا الذي انشغلنا عن حمده وشكره بمدح لا يسمن ولا يغني من جوع.

إن ثقافة التبجيل والتقدم ضدان لا يجتمعان فلا يمكن أن نتصور بلدا متقدما تسوده هذه  الثقافة والعكس صحيح.

الداعية: أسماء البكاري

 

 

المكتبات بين الماضي والحاضر 

        في هذه الخاطرة أعقد مقارنة عن أهمية المكتبة العامة في الماضي والحاضر؛ حيث كان الزائرون للمكتبات العامة في الماضي كثيرين، وكانوا يستعيرون الكتب المتنوعة في علوم كثيرة والمجالات المختلفة، وكذلك الطلاب كانوا يقومون بعمل بحوث دراسية، فكانت هناك حركة ثقافية في ذلك الوقت، أما اليوم فالمكتبة العامة لا يزورها أحد إلا نادرا؛ لأن الناس تركوا الكتب وأقبلوا على استخدام الأجهزة الحديثة التي تزودهم بالمعلومات التي يحتاجونها، وأخيرا فالمكتبة تحتاج إلى رعاية كبيرة وجهد حتى ترجع إلى عهدها السابق لخدمة أفراد المجتمع، والله الموفق.

يوسف الفزيع

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك