رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 18 أغسطس، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 الأمة بين نقيضين

     تعيش الأمة الإسلامية في السنوات الأخيرة بين تيارين نقيضين، كلاهما من عوامل الهدم فيها، وتقويض بنيانها، في حين أنهما يعتقدان أنهما يحسنان صنعا، وأنهما يحملان مشاعل النهضة والتقدم. هذان التياران -وإن بدا في الظاهر أنهما متناقضان-  إلا أنهما عند تدقيق النظر سيتضح أنهما وجهان لعملة واحدة، هي عملة التطرف والغلو.

-  وجه العملة الأولى:  هم أهل الغلو، ممن ينسبون أنفسهم إلى الدين والشريعة، وهم من أبعد الناس عنها هديا وسلوكا وأخلاقا، وتحت شعار الشريعة يرتكبون الآثام فيستهينون بأمر الدماء، ويتساهلون في تكفير المخالف لهم، ويهلكون الحرث والنسل، ويشوهون صورة الشريعة التي يزعمون أنهم يدافعون عنها، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا السلوك، وأوضح أنه سبب في هلاك الأمم وضياعها. قال - صلى الله عليه وسلم - : «أيها الناس! إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (أخرجه أحمد، وابن ماجه وابن حبان وغيرهم، وصححه الألباني).

      أما وجه العملة الثاني: فهم أهل الغلو، من دعاة التحلل من قيم الأمة والتحرر من عقيدتها الذين لا يتركون مناسبة إلا ويتطاولون على نصوص الشريعة، ويهاجمون ثوابت الدين. يدافعون عن كل ما ينتجه أعداء الأمة من أفكار وثقافة، ويروجون لها باسم التحضر والانفتاح، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه سيظهر هؤلاء الغلاة في أمته، وحذر من سلوكهم. قال ـ صلى الله عليه وسلم - «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، فذراعا بذراع، وباعا بباع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، قالوا: من يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن» (أخرجه البخاري).

      ومن العجيب أنه على الرغم من التناقض الظاهري في سلوك هذين التيارين، إلا أن كلا منهما يُسوغ وجوده، ويستدل على صواب منهجه بممارسات الطرف الآخر، فكل منهما يغذي وجود الآخر، ويدفع في اتجاهه، ويسوغ له ظهوره، فتطرف كل طرف لا ينتج سوى تطرف الطرف الآخر، وكما قيل:  لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار مضاد في الاتجاه.

      الحل الذي يحفظ الأمة الإسلامية، ويقيها شرور الفتن الناتجة عن هذه التيارات وينهض بها، هي: إبراز منهج الأمة الوسطي؛ فالأمة الإسلامية هي الأمة الوسط، أي أمة العدل والقسط، وسطية في الاعتقاد، ووسطية في السلوك و وسيطة في الأحكام، و وسطية في العبادة، و وسطية في الأخلاق. قال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة : 143).

مؤمنة عبد الرحمن

 

نصائح على طريق النجاح

النجاح هو طموح كل شخص في الحياة، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن من يستطيع تحقيقه؟ وكما يقول الشاعر:

وما نيل المطالب بالتمني

                           ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

فمن النجاح عدم التسرع في وضع الأهداف، وعدم استعجال النتائج.

فعلى كل راغب في النجاح مبدئيا، وضع الهدف، ثم الاهتمام بالوسائل والأساليب التي تقوي هذا الهدف، والطرائق التي تؤدي إلى الخطوات العملية التي تكون حجر الأساس في مشروعك.

فكما يقال: مشروع الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه الخطوة هي وضع الهدف, فكونك وضعت هدفا، فقد وضعت قدمك على خط النجاح.

لذلك لا تضع هدفك وأنت تتيقن أو تشك بفشلك؛ لأن هذا معول هدم يسبب لك الإحباط, فعليكِ أن تؤمن بمبدأ النجاح لتنجح.

كما أوصيك بمنح نفسك دفعات وجرعات إيجابية؛ لتضمن تحقيق الثقة بالنفس، وهذا بدوره يجعلك تستمر في حال فشلك في التجربة الأولى، فستكون التجربة الثانية أفضل وهكذا.

ولا تنسَ أن كثيرا من العلماء يقومون بتكرار تجاربهم أكثر من مرة؛ فالنجاح ليس رهين الفرصة الأولى.

- وأخيرًا:  لديك طموح، ولديك طاقات، ولديك آمال، ونصب عينك مشروع، فهذا هو النجاح, فعليك كتابة هدفك، والتفكير به ثم احسمه بقرار هو نقطة البداية. واصل واصبر ولا تيأس، واستعن بالله ولا تعجز.

 

أروى درهم الحداء

يوميات شاب سلفي

 (وداعاً أيها القرآن)

     حَمَلَ الشاب مُصحَفَه مع غروب شمس آخر يوم من رمضان، ووضع المصحف على رَف مكتبته، وقال له: وداعاً أيها القرآن، كم كنت أنيساً لي طوال رمضان! بالفعل لقد انتهى الشهر بسلام وداعاً أيها القرآن، لن أنساك طوال العام، وسأستحضر على لساني كلماتك، سأتذگّرُها دوماً في كل حين، فأنت كلام رب العالمين.

وداعاً أيها القرآن، فلن أتركك إلى وقت طويل، فموعدنا رمضان القادم.

وداعاً أيها القرآن، فقد كنت خير رفيق، وأفضل ناصح لي على الطريق.

وداعاً أيها القرآن، فأبداً أبداً لن أنساك، سأتذكرك دوماً وسأتمنى رؤياك، سامحني فأنا مشغول بأعباء الحياة، وسأقرأ بعض آياتك أثناء الصلاة.

وداعاً أيها القرآن، فقد قضينا طوال الشهر وقتاً جميلاً، وجنينا بسبب تلاوتك حسنات كثيرة.

سمع الشاب صوتاً يناديه، يحنو عليه ليهديه، يقول له: ولماذا الوداع؟ هل رأيت مني شيئاً لا يعجبك؟ أم هل وجدت في غيري طريقاً يؤدبك؟

هل استغنيت عني بكتاب آخر تقرأ فيه؟ أم ستأخذ الهدي من مصدر آخر تبتغيه؟

ألم تجد في آياتي تحذيرا ووعيدا؟ ألم تعلم بأن مَن هَجَرني له عذاب شديد؟

ألم تسمع دعاء مَن أرسله الله رسولاً، وقال: {يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً}.

إن الذي لا يؤمن بي إذا قرأني  فيستريح، وأنت تستغني عني وأنت مؤمن بي وتشكو بعد ذلك من ضنك وضيق.

ألم تَعتَبِر بما قرأته فاتعظت وتركت السيئات؟ ألم تعلم أن الحرف الذي قرأته بحسنة والحسنة بعشر حسنات؟

هل استغنيت عن كل ذلك؟ أم هل ظننت أنك برئت من الذنوب والسيئات؟

هل فكرت يوماً مَن منا يحتاج إلى الآخر؟

لا تأتي يوم القيامة وأنا عليك شهيد! وتذكر أن عذاب الله شديد.

اعلم أنه من تركني طوال العام على هذا الرَف، لن يجد يوم القيامة مكاناً له مع المؤمنين في الصَف.

دَمَعت عينا الشاب، وتذكر ساعتها ما كان يفتقده طوال العام، وعَلِم بأن الغَم والهَمَّ والضنك سببه البُعد عن القرآن. عاهَدَ نَفسَه أن يعيش مع القرآن حتى آخر الأنفاس، وسيصحب القرآن دوماً حتى لو هَجَرَه الناس كلهم. 

وقال باكياً والحسرة تقطع قلبه، سامحني أيها القرآن، سامحني فقد كنت أطلب شفاعتك وأنا أهجرك معظم الأيام. 

سامحني فقد كنت في علاقتي معك من عُبَّاد رمضان. 

من الآن سأكون حقاً عبداً للرحمن.

 

أحمد الأهواني

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك