رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 4 يونيو، 2012 0 تعليق

بريد القراء

 وقفة مع أهلنا في مصر

       لا أشك أن معظم أهلنا في مصر وربما في العالم ممن يعرفون مكانة مصر يتساءلون: ما هذا الذي حدث في الجولة الأولى للانتخابات؟! وقد تأملت ذلك وخرجت بملاحظات لنفسي أحببت أن أعرضها لعلها توافق ما عند بعض من يقرؤها فيصحح المسار، وهي:

       لا يشك مسلم في أن وعد الله جل جلاله لا يتخلف ومنه قوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره} فإن لم ننصر، فلنتيقن أننا ما نصرنا دين الله تعالى، فلعل بعضنا نصر نفسه أو حزبه أو جماعته؛ فليراجع نفسه وليصحح النية لعل رحمة الله تعالى أن تدركنا في الإعادة .

       المتابع للأحداث يجد لغة استعلائية وقع فيها بعض من ينتمون للتيار الإسلامي، وهذه لغة يعقبها فشل: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم}، والعلاج أن ننكسر لله حتى ندخل في قوله تعالى: {ثم أنزل الله سكينته}، وهذا الوقت يحتاج إلى أن يكف بعض المتحدثين باسم الفصائل الإسلامية عن الكلام في الفضائيات؛ فإنهم يجرون إلى كلام مشين ينفر الناس ولا يتألفهم .

       الحماسة دفعت كثيرًا من شباب الدعوة أن يجاري الناس في السباب والشتائم فأعطوهم الفرصة أن يقولوا لعوام الناس: انظروا هذه أخلاقهم، هذه ألفاظهم، وهم بعد لم يتحكموا بنا فكيف بهم لو حكمونا؟! فكسبوا بذلك قطاعًا من الناس مساكين لا معرفة لهم بما يدار، فهلا أعدنا النظر في أن نعرض عن التعليقات على كثير من المنشورات التي ما وضعت إلا لجرنا في مستنقع سوء الأخلاق حتى تكون سيفا مصلتًا على رقاب التيار الدعوي كله؟

       قد جاء الوقت أن يقف كل واحد منا مع نفسه فيقول لها: هل أنا ممن رضيت بعرض من الدنيا قليل من أجل الدنيا؟ هل أنا ممن كنت سببًا في خزي إخواني وشق الصف؟ هل أنا ممن غلبت المصلحة الخاصة على المصلحة العامة؟ هل أنا ممن سعيت في صفقات لإقصاء من ليس على طريقتي وإن رأيته خيرا مني؟ هل أنا ممن أجزئ الحق فأنصره في موطن وأضيعه في آخر يشبهه، لأن صاحب الحق ليس من فصيلي؟ هذه بعض التساؤلات غير المباشرة تغني بإذن الله عن المباشرة المؤلمة لمن كان حارسا على قلبه راغبًا في رضا ربه.

       نحن أحوج ما نكون إلى المصارحة والصدق مع أنفسنا والنقد الداخلي البناء، وأن تتسع صدورنا لنقد الناس والرد عليهم بالحسنى، ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : «يذمون مذمما وأنا محمد».
        اللهم احفظ مصر من مكر الماكرين، اللهم من سعى في المكر بالمسلمين فعجل بنهايته يا حي يا قيوم، واحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء.

بقلم: صلاح صبري

 

 

سلاح المؤمن(1)

 

 

       إن نعم الله عز وجل علينا عظيمة وكثيرة ولا تعد ولا تحصى، ومن أعظم النعم التي شرعها الله لعباده الموحدين وجعلها قربه نتقرب بها الرحمن الرحيم، وهي سبب لدخول جنات النعيم، ولا يرضى أن تصرف إلا إليه،  وهي سبب لتقوية العلاقة مع رب العالمين: الدعاء، فقد سماه الله عز وجل ديناً، فقال تعالى: {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين}، وسماه عبادة ومن أجلها خلق، الخلق قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، فلم يقل لنا أن نذهب إلى قبر فلان ندعوه ونسأله الحوائج ونجعل بيننا وبينه واسطة، بل قال: ادعوني..  فهذا وعد من الله محقق: أن من دعاه فإنه تعالى يجيبه «فقد علق في هذه الآية الإجابة بالدعاء تعليق السبب بالمسبب» مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 8/139.

       والدعاء في اللغة مأخوذ من مادة (دَعَو) التي تدلّ في الأصل على إمالة الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك، وفي الاصطلاح قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: «دعاء المسألة: هو طلب ماينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره»، ولو عرفنا كرم الله عز وجل وحياءه من أن يرد عبده عندما يرفع يديه يطلب من الله عز وجل الحوائج لما فرطنا في هذه العبادة العظيمة والجليلة، قال [: «إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا خائبتين».

       فينبغي على المؤمن عندما يسمع هذا الحديث أن يحرص كل الحرص على هذه العبادة عندما يعلم أن الله عز وجل لايرد أيدي الطالبين وبكاء المستغيثين ويستحيي من الداعي حياء يليق بجلاله، أنت أيها الإنسان يستحيي الله منك، تعصيه ليل نهار وعندما ترفع يديك تدعوه وتستغفره يعفو ويصفح ويجيب ويعطي.

       فهذه العبادة العظيم جماع الخير، فعن مطرف بن عبدلله قال: «تذكرت ما جماع الخير؟ فإذا الخير: كثير الصوم والصلاة، وإذا هو في يد الله عز وجل، وإذا كنت لا تقدر على ما في يد الله عزوجل، إلا أن تسأله فيعطيك، فإذاً جماع الخير الدعاء».

محمد فهد الخراز

 

 

عبّاد البشر

 

 

أولا عباد البشر على أقسام عدة نبدأ بـ:

- الصوفيون في صورة التمسح بالقبور ودعاء البشر من دون الله والتضرع إليهم، وهم من اعتمد عليهم الاستعمار قديما في نشر التخلف والبدعة لكونهم يملكون منهجا انهزاميا.

- النصارى فهم اعتقدوا أن عيسى عليه السلام ابن الله وجعلوه إلها.

- وهناك نوع ثالث وهم عباد العظماء فعندما قال فرعون ما رأيت لكم من إله غيري فعبدوه وخروا له ساجدين.

وهذه الفئة لا تزال موجودة حتى وقتنا الحاضر واتضح ذلك في انتخابات مصر وانتخاب من قام بالقتل والفساد عيانا بيانا وقام بتهديد الشعب واستهزأ بدم أبناء شعبه واستهان بالعلماء.

أنا الآن اسألهم سؤالا: ماذا تقولون عندما تقفون بين يدي الله ويسألكم عن إعانتكم للظالمين والمجرمين.

       فهل من المتصور أن تضعو أيديكم في يد ملطخة بدماء الأبرياء؟! هل تقفون في صف الظالمين وتعينونهم على ظلمهم؟! هل من المنطق أن تعرف أن هذا الإنسان قاتل وتمنحه وساما على قتله؟!

قال تعالى: { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون}.

       وتحضرني مقولة لأحد المفكرين في هذا العصر حيث قال: العبيد هم الذين يهربون من الحرية، فإذا طردهم سيدهم بحثوا عن سيد آخر لأن في نفوسهم حاجه جامحة ملحة إلى العبودية، ولأن لهم حاسة خاصة بهم وهي حاسة الذل لا بد من إروائها، فإذا لم يستعبدهم أحد أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد وتراموا على الأعتاب يتمسحون بها ولا ينتظرون حتى الإشارة من إصبع سيدهم حتى يخروا له ساجدين.

       إنهم لا يدركون بواعث الأحرار للتحرر فيحسبون التحرر تمردا والاستعلاء شذوذا والعزة جريمة، ثم يصبون نقمتهم الجامحة على الأحرار والمعتزين الذين لا يسيرون في قافلة الرقيق والعبيد.

اللهم الطف بمصر وأهلها، اللهم وحد صفوفهم ورقق قلوبهم،
اللهم ارفق بهم وبأبنائهم من الطغاة والمعتدين.

سعيد سنبل

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك