بريد القراء
خدع الإعلانات
هدى الكندري تقول: إنها قرأت عن كريم في إحدى الجرائد وقدرته على التبييض وإزالة البقع عن البشرة خلال سبعة أيام، وطبيعي 100٪ وعند استخدام هذا الكريم أعطى نتيجة عكسية وأصبح وجهي «أدكن» من السابق، ولكن الحمدلله استطعت أن أعالج المشكلة بسرعة عند طبيب مختص و(حرمت) أشتري أي شيء من هذه المواد المعلن عنها، وإذا كان الشخص مضطرا لعلاج أو حل مشكلة لديه فيجب أن يلجأ إلى الطب والابتعاد عن هذه الإعلانات الزائفة، وأيضا تتفق فاطمة معها على أن جميع هذه المواد «خادعة»، وتقول: إننا لم نسمع عن أي منتج حقق أي نتيجة بفعالية ومن دون أي آثار جانبية، مثلا لم نر أن بشرة امرأة في الخمسينيات قد تغيرت وأصبحت مثل بشرة فتاة في العشرينيات، وتعتقد أن المراهقات هن أكثر من يستخدم تلك الأمور لتقليد فنانة أو ممثلة مشهورة، وفي رأيي أن أي شخص يعاني مشكلة تسبب له الازعاج يجب أن يستشير الطبيب أو حتى يجري عملية جراحية بدلا من استخدام مواد لا نعرف سلبياتها عبر مرور الزمن، فغالبية المواد التي تباع عن طريق الإعلانات تحتوي على مواد كيميائية خطرة.
وتقول بشرى العارف: إن الناس ينخدعون بما يرونه من إعلانات عبر فضائيات مخصصة لتلك الأمور، فهم يعرضون المنتج ويصورنه بأجمل صورة ويقدمون بعض الشواهد عليه قبل وبعد عملية الاستعمال، وبديهيا فإن العديد من الأشخاص، خصوصا السيدات سوف يصدقن ما يشاهدنه، فمثلا يحضرون فتاة سمراء ووجهها مملوء بالحبوب، وبعد استخدام كريم معين تصبح بشرتها بيضاء وصافية.
ترى باسمة أن الخطورة تكمن أكثر في الأعشاب وبعض أنواع العسل التي يعلن عنها باستمرار، فهذه الأمور يتم تناولها وأخذ كميات لا بأس بها بوصفها وسيلة لعلاج مرض معين، ونحن نعرف أن الشيء إذا زاد عن حده يضر ولا ينفع، فكيف يتم استخدام عشبة معينة ولفترة طويلة دون معرفة أعراضها الجانبية؟!
وتقول أريج ربيع: إنه يجب أن يكون لدى الشخص وعي بهذه الأمور وألا ينخدع بمجرد إعلان سمع عنه أو شاهده، ولاسيما العلاج بالأعشاب والعسل فيجب التأكد من مكان الشراء ومصدره وحصوله على رخصة صحية وشهادات علمية، فقد أصبح كل عاطل عن العمل يمارس تلك المهنة، ودائما الناس ينخدعون بالسعر، فهم يعتقدون أنه كلما زاد السعر يكون دليلا على قدرته وفعاليته في العلاج، وهذه تكون فقط حيلة من التجار وسياستهم للكسب المادي.
وتقول خبيرة التجميل مادونا جميل: إن جميع الكريمات التي يعلن عنها هي فقط «للتسويق» ولا أساس لها من الصحة، وذلك يشمل كريمات التبييض والتنحيف والنفخ والشد، فمثلا كريمات النفخ لا يمكن أن تعطي نتيجة سواء على الخدود أم الشفايف ونفخ هذه المناطق لا يتم إلا إذا تم حقنها باستخدام مواد معينة، وأما كريمات التبييض فجميعها غير حقيقية؛ لأن كريمات التبييض تحتوي على مادة تسمى «هيدروكينين»، وهذه المادة لا يمكن أن تزيد على نسبة 10٪ وهي النسبة المسموح بها من قبل وزارة الصحة، وفيما يتعلق بكريمات التنحيف فجميعها لا أساس لها من الصحة، وهي كريمات تكميلية، أي بمعنى آخر يجب على الشخص في البداية أن يتبع حمية أو نظاما غذائيا معينا في المراكز الصحية لتنحيف «السلولايت» وممارسة الرياضة، والكريم يأتي آخر خطوة ليكمل الشخص برنامج تخفيف الوزن، فهو مكمل بسيط لا أكثر، ومهما كان تأثير هذا الكريم سوف يكون فقط «سطحيا»، وإن انقاص الوزن لا يتم إلا بإجراء عملية جراحية كشفط الدهون، وأنا أحذر الناس من هذه الكريمات التي يعلن عنها، فهي ربما تحتوي على مواد خطرة وتسبب مشاكل صحية؛ فيجب علينا أخذ الحذر من هذه النوعية من الإعلانات والمحاولة قدر المستطاع عدم الانخداع بها، كذلك علينا أن نشجع وندعم الإعلانات ذات الأهداف السامية للمحافظة على قيمنا وعاداتنا.
عبدالقادر محمد نوري
خواطر صيفية
هذه صفحة جديدة بعنوان خواطر صيفية أذكر فيها أمورا حياتية متعددة خدمة للقارئ وعامة الناس، وأبدأ بتوجيه كلمة للطلاب: في هذه الأيام فترة الامتحانات ما عليهم إلا التوكل على الله وعدم الرهبة من هذا الأمر؛ لأنه طريق النجاح والانتقال من فصل إلى آخر.
وبعد انقضاء الامتحانات فما على الطلاب إلا الاحتفاظ بالكتب المدرسية؛ لأنهم سوف يحتاجون إليها وقد تكلفت وزارة التربية مبالغ كبيرة لطباعتها الطباعة الجيدة.
وفي عطلة الصيف على الطلاب الكبار والصغار قضاء أوقاتهم في العطلة بالأمور المفيدة التي تعود عليهم بالفائدة في حياتهم اليومية العلمية العملية.
إن قراءة الكتب والمجلات أمر ممتع للذي يحب هذا النوع من الهوايات المعرفية؛ لأنه عن طريق الهواية يكتسب معلومات ومهارات مختلفة تفيده في حياته اليومية.
يوسف علي الفزيع
يوميات سلفي 2
مثالٌ عام في حال أمة الإسلام
عُرف ضربُ الأمثال بإيضاح المبهم وبيان المقصد، ومن أجل ذلك أردتُ أن أضرب مثالاً عاماً لإيضاح حــال أمــة الإسلام ممتثلاً لقولـه تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ...}، وقوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ...}، وقوله صلى الله عليه وسلم : «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها...» وكثيراً ما ضرب صلى الله عليه وسلم الأمثال لأصحابه رضي الله عنهم وللناس جميعا، فأحوال الأمة في هذا الزمان أحوال عجيبة وهي لأمر الله بائسةٌ كئيبة، فمثلها كمثل قومين كانوا على ضفاف نهرٍ يشربون منه ويزرعون ويسقون أنعامهم وكانوا يحافظون عليه مهتمين به، وكان لهذا النهر حُراس لا يسمحون لأحد أن يُلقي فيه أي شائبة ولو كان عوداً من أراك، وهذا هو الجيل الأول الذي سكن على ضفاف النهر لم يتساهلوا مع أحدٍ في الحفاظ على نهرهم صافياً نقياً.
فلما توفي هذا الجيل خرج بعدهم من اقتفى آثارهم وحافظ على النهر بقدر الإمكان، وبعد مرور السنين وتعاقب الأجيال تهاون بعض الحُراس مع بعض الناس وسمحوا لهم أن يلقوا ببعض الأعواد الصغيرة في النهر، ومع مرور الوقت وكثرة السكان وقلة الحراس أصبحت الفضلات لا مأوى لها إلا النهر وذلك لندرة الحُراس والتخاذل عن النصح حتى صُرفت فيه دورات المياه وأصبح الماء غير صاف وملوثا، والجميع يشككون في صلاحية الماء، والبقية المصلحة من الحُراس لا تستطيع منع السواد الأعظم من الناس بل من المتخصصين في إفساد المياه الصافية لمصالحهم الخاصة، وأصبح الناس يسألون، من أين نأخذ الماء الصالح للشرب بعد تلوث النهر؟ وضاقت على الناس الحيل؛ فلجأ أكثر الناس إلى النهر الملوث لحاجتهم الماسة لذلك حتى اعتاد الناس على الشرب من الماء الملوث واختلط عليهم الطيب والخبيث، والناس بين محذر من مرض وأخر من عدوى وأخر من تلوث وآخر يقول: الماء صاف لا شيء فيه اشربوا، واختلط الأمر على كثير من الناس وهم بين محذر ناصح ومرشد مستحسن ميسر لهم، فالنهر بجوار البيت لا يتكلفون عناء السفر لجلب الماء النقي إلا من رحم الله وقليل ما هم.
ووسط هذا الخضم تجد هناك القلة المصلحة الذين يُرشدون الناس إلى المكان الآمن لمشربهم، وهو رأس الجبل الذي ينحدر منه النهر، وهذا فيه مشقة لكن فيه ضمانا لصلاحية الماء ونقائها وصفائها؛ لذا من الواجب على العلماء وطلبة العلم أن يتكلفوا المشقة ويصعدوا الجبل ليشربوا من المنبع ويرشدوا الناس إليه بعدما شربوا هم منه، والجميع لا يختلفون على أن المنبع صافــ وصالــح للشرب لجميع الناس، فالنهــر (السنة) والجيل الأول (الصحابة) ومـــن بعدهـم (التابعون)، والحُراس (أهل العلم) والمُتساهلون هم (المُدلسون من المحدثين)، وأما من ألقى فيه القمامة وفتح فيه دورات المياه فهم (الكذابون والوضاعون والمبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم من الفرق الضالة المنحرفة) والشاربون من النهر الملوث هم (عوام الناس)، والبقية المُصلحة هم (أهل العلم المجددون) وهم في كل عصرٍ ومصرٍ، في رباطٍ إلى يوم القيامة، وعلى الناس أن ينتبهوا ويُحافظوا على نهرهم ويُكثفوا الحِراسة عليه وينصح بعضُهم بعضاً للصعود إلى المنبع!
أحمد بن جابر الزعبراوي
لاتوجد تعليقات