رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 1 سبتمبر، 2015 0 تعليق

بريد القراء

 آداب منسية في الأسواق التجارية

 

هذه بعض الآداب العامة في المعاملات في الأسواق للبائع والمشتري ومن يدخل السوق التي غابت عن كثير من الناس:

1- التفقه في الدين: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، «لا يبع في سوقنا إلا من تفقه في الدين» رواه الترمذي؛ فالذي يدخل السوق يجب أن يعرف الحلال والحرام، وماله، وما عليه، ولا يكذب، ولا يخدع، ولا يغش، ولا يدخل عليهم الربا حتى تكون المعاملة صحيحة خالصة يطمئن إليها المسلم وغير المسلم، وفي الحديث: «أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها». مسلم وأحمد.. فالأسواق يبغضها الله؛ لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة، والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضدها.

2- الصدقة: ففي الحديث «إن هذه السوق يخالطها اللغو والكذب فشوبوها بالصدقة» أبو داود والنسائي، والصدقة هنا كفارة لما يجري في السوق من آثام.

3- ذكر الله تعالى: وأفضل الذكر بين الغافلين، وكان بعض السلف يدخلون السوق لمجرد أن ينالوا فضل الذكر في السوق وفي الحديث «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة» الترمذي وابن ماجه وغيرهما.

4- عدم الانشغال بسوق الدنيا عن سوق الآخرة، وسوق الآخرة المساجد: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (النور: 37) فإذا سمع الأذان يذهب إلى الصلاة ويصلي في أول الوقت.

5- استصحاب نية العدل والإحسان وعدم الظلم والنصيحة لكل مسلم وحبه للناس ما يحبه لنفسه وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

6- أن يبتعد عن الحرام ويتقي الشبهات، ويكف عن الطمع ومظان الريب، ولا يكذب، ولا يسرق، وأن يستغني بالحلال عن الحرام وعن الخبيث بالطيب.

7- لا يمكث بالسوق إلا لضرورة. قال سلمان: «لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها؛ فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته» مسلم في فضائل الصحابة، فالشيطان يتواجد بالأسواق، ويجمع أعوانه إليه للتحريش بين الناس وحملهم على المفاسد، وعن علي «إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق يذكرون الناس حاجاتهم، ويثبطونهم عن الجمعة» أي يؤخرونهم عن الصلاة. رواه أبو داود وأحمد.

أحمد أحمد جاد

من خواطر الصلاة

أنا جليس من ذكرني

     من أجمل مُتَع الحياة مجالسة الأحبة، ومحادثة إخوة الصدق والإيمان؛ فهي بحق مجالس أُنس، ومواطن راحة، وروح وريحان وفي الحديث القدسي، يقول الله تعالى: «وجبت محبَّتي للمتحابِّين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ»، وهي مجالس صفاء، مهما طالت فهي قصيرة، ومهما تشعَّب الحديث فيها فهو ذو شجون!

     وأذكر أني كنت في مقتَبل العمر أحضر مع والدي -رحمه الله- بعضَ هذه المجالس في ليالي الشهباء، فما نشعرُ إلا ونسمات السَّحر العليلة تهبُّ فتحرك أغصان الشجر. وما نحس إلا وأصوات المؤذِّنين العذبة تصدحُ في جو السماء، تُنبِّه النائمين، وتُذكِّر القائمين.

سقيًا لتلك الليالي ما أجملها! وتلك المجالس ما أبهاها!

     صلَّيت فريضة الظهر في بيت من بيوت الله -تعالى-، وجلستُ بعد السلام أذكر الله تعالى وأدعوه بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ربه ويدعوه، ويسبحه ويحمده ويكبره، فقلتُ في نفسي: ما أجمل هذا الجلوس بعد مناجاة الله في الصلاة! فإذا كانت مجالسة الأحبة ومحادثة الإخوة من متع الحياة، فإن مجالسة الحق تعالى من أجمل لحظات العمر، وهي حياة للقلوب الميتة، وراحة للنفوس التائهة.

     فما أكرمك على ربك أيها الإنسان حين أذِن لك أن تحطَّ رَحْلك بين يدَيْه! وهو الكريم الذي ملأ أقطارَ السموات والأرض عطاؤه، وعمَّ الكونَ جودُه، وشمل الجماد والحيوان والإنسان إحسانُه!

د. عبدالسميع الأنيس

آثار السلف في غض البصر

عن أنس – رضي الله عنه – قال:

إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك.

(الورع لابن ابي الدنيا /72).

عن ابن عمر –رضي الله عنه – قال: من تضييع الأمانة النظر في الحجرات والدور.

الورع لابن أبي الدنيا /71

عن قيس بن الحارث قال:

قال سلمان –رضي الله عنه  – لأن أموت ثم انشر ثم أموت ثم انشر ثم أموت ثم انشر أحب إلي من أن أرى عورة مسلم أو أن يراها مني.

(الزهد لأحمد /192).

قال حاتم:

     الشهوة ثلاث شهوات: شهوة في الأكل، وشهوة في الكلام، وشهوة في النظر، فاحفظ الأكل بالثقة، واللسان بالصدق، والنظر بالعبرة.

(شعب الأيمان للبيهقي 5/5712)

     قيل لبعضهم: أين نطلبك في الآخرة؟ قال: في زمرة الناظرين إلى الله، قيل له كيف علمت ذلك ؟ قال بغضي طرفي له عن كل محرم، وباجتنابي فيه كل منكر ومأثم.

(لطائف المعارف /299).

عن وكيع قال: خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا.

(الورع لابن أبي الدنيا/66).

عن أبي حكيم قال:

     خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد فلما رجع قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم إليها؟ فلما أكثرت عليه قال: ويحك ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت حتى رجعت إليك.

(الورع لابن أبي الدنيا /68).

عن العلاء بن زياد قال: لا تتبع بصرك رداء المرأة فإن النظر يجعل شهوة في القلب.

(الزهد لأحمد/311).

عن إبراهيم بن أدهم قال: كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.

شعبان فيض الطاهر

 

 

 

ولنفسك عليك حق

 في حياتنا مواسم نعدها من الفرص التي نجدد معها علاقتنا بالله تعالى، تفكرنا في أنفسنا، وبناء ذواتنا.

وللنفس عليك حق أيها اﻹنسان. إنها لتمل وتكل، وتجهد وترهق وتتأزم، ربما بمعاص وفتن. أو تحميلها فوق طاقتها.ِ

وما هذه المواسم، إلا كمزن المطر، ينزل على أديم اﻷرض فيغسل درنها، ويعمر حيها وزرعها، ويزيدها تألقا صافيا مشرقا.

     كذلك النفوس، تحتاج ارتواء و ترويضا وتهذيبا، وتجديدا وعزما ثابتا على الحق، وإلى مراعاة لحاجتها ومتطلباتها الدينية والدنيوية، دون الخروج عن جادة الصواب.

      إن اﻹسلام بمعانيه النورانية، وازن بين متطلبات النفس، وآتاها تقواها {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (القصص:77).

     وذو العقل اللبيب، والفهم السديد، من يسعى لبناء نفسه البناء الصحيح، وتصحيح مسارها، وإعانتها بعد إعانة الله على عزمها للخير والصلاح والفلاح.

يستشعر أن النفس تحتاج لشيء من نعيم اﻹيمان. فيعتني بصلاته، وسائر عباداته، وتغيير بعض عاداته.

فلا لهو غير مباح، ولا فراغ يؤدي بها للكسل والفتور، وضعف الفكر، بل توسط بين إشباع الرغبات، وإعادة ترتيب اﻷوقات واﻷولويات.

     ومما أدركه الصحابة كما قاله عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إني ﻷبغض الرجل أن أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا من عمل اﻵخرة.

ولقد كان اﻹمام ابن عقيل حريصا على وقته، يستثمر كل دقيقة فيه. وكلما جاءه خاطر كتبه.

ثم جمعت خواطره في كتابه ( الفنون) فأثمر 800 مجلد.

     فياأيها اﻹنسان: نفسك التي بين جنبيك  تولى أمرها. قو فيها التقوى. ولتكن متيقظا لما يبّصرها، وينمي فيها حب الفضيلة، والبعد عن الرذيلة.

     تعامل معها برفق يقودها لحب الطاعة، لاسيما في تلك المواسم، ولتكن نيتك صلاحها، والوقوف بها على عتبات الثبات،  والراحة الكبرى في نعيم الجنات.

فاطمة محمد الخماس

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك