برنامـج الأســــرة في رمضــان
كوني سخيةً سخاءً عاطفيًّا لزوجك وأبنائك وأهلك وأقاربك وأخواتك، ومعنويًّا بالعون على قضاء حاجة مَن حولك
من النساء من تعتقد وجوب خروجها لصلاة التراويح في المساجد ولو أدى ذلك إلى ترك أولادها وتغفل عن أن صلاتها في بيتها أولى
الأخت المسلمة تحب أن تكون هي وأسرتها على أفضل حال في رمضان؛ في كافة شؤونها الدينية والحياتية؛ ولأن وقت رمضان غالٍ وأجره مضاعَف؛ فالأمر يحتاج أن نضعَ له خطةً وبرنامجًا متفقًا عليه من الأسرة كلها .
خطة الأسرة
القرآن «قراءة، وتدبُّر، وحفظ، ومراجعة»: كلٌّ حسب سنِّه، وحبَّذا جلسةً (مائدة القرآن) كل يوم نصف ساعة بعد العصر للقرآن وأذكار المساء لكل الأسرة.
الصلاة على وقتها: «وفي المسجد للأولاد» وخشوعها، وسننها، والضحى، والتهجُّد.. قدر الإمكان، كلٌّ حسب سنه.
أختي الحبيبة؛ جرِّبي أن تشترك الأسرة أو أنت وزوجك في طاعة، مثل قراءة جماعية للقرآن، وصلاة التهجُّد، فهذه الأمور تقوِّي روابطَ الأسرة وتُزيد المودَّة والمحبة؛ ففي حديث رسول الله[ قال: «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصلَّيا -أو صلى- ركعتَين كُتبا في الذاكرين والذاكرات».
صلاة التراويح في المسجد قدر الإمكان حتى الصغار.
اجعلي لسانك رطبًا بالذكر دائمًا في أثناء أعمالك المنزلية، وأعدِّي لكِ وردَ ذكرٍ «تسبيح، استغفار، سؤال الجنة، الاستعاذة من النار، قول لا إله إلا الله».
الدعاء أثناء الصيام وعند الإفطار وفي القيام والتهجُّد، مع الالتزام بآداب الدعاء قدْر الإمكان، ولا ننسَى الدعاءَ لإخواننا وأخواتنا المجاهدين والمجاهدات في كل مكان.
إفطار الصائم على ما تيسَّر حتى ولو على تمرة أو شربة ماء، كما يمكن إهداء الجيران والأقارب تمرًا.
استحضار النية في الإفطارات (العزومات) مع عدم الإسراف فيها، لا في الوقت ولا في المال، كما أنها صلةُ رحم وتقويةُ صلةٍ مع الآخرين.
قضاء حوائج المسلمين من جيران وأقارب وغيرهم، فهو خيرٌ من الاعتكاف شهرًا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فاستغلِّي فترة الحيض في هذا الأمر.
صلة الرحم وبرّ الوالدين والإحسان إلى الجار والأقارب، سواءٌ بالزيارة أم بالهاتف أم بدعوة إلى الإفطار الجماعي للأقارب أو الجيران.
الصدقة.. كوني سخيةً -أختي الحبيبة- سخاءً عاطفيًّا لزوجك وأبنائك وأهلك وأقاربك وأخواتك، ومعنويًّا بالعون على قضاء حاجة مَن حولك، سخيةً بالنصيحة، وبالتي هي أحسن ولا تبخَلي بها في مواقف يُحتاج إليها، سخيةً بالمال والإنفاق، فاللهم أعطِ منفقًا خلفًا. حبَّذا وجود صندوق صدقات في كل منزل للأسرة كلها، ولا ننسَى إخوانَنا في سوريا واليمن وفلسطين والعراق، وحثَّ من حولنا على ذلك، كما يمكن إخراج زكاة المال في رمضان، كذلك إخراج الملابس والأحذية والحقائب الزائدة عن الحاجة والتصدُّق بها.
التخفف من المتاع الزائد في هذا الشهر، حقًّا إنه شهر توسعة، ويزداد فيه رزقُ المؤمن، ولكن لا نُكثر من هذا المتاع، فمن أكل كثيرًا شرب كثيرًا نام كثيرًا خسِر كثيرًا؛ فهي أيامٌ معدوداتٌ، فلنقلِّل من الأكل والشرب والنوم والكلام والنظر فيما لا ينفع، فإن كل لحظة لها قيمتها؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له».
استلهام المعاني العظيمة في هذا الشهر من رحمة ومغفرة وصبْر، ونحاول أن نحقِّقَها في أنفسنا وعلى مَن حولنا؛ فالصيام أكبرُ عونٍ لنا على التقوى؛ حيث قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183). فلا يتحقَّق ذلك إلا إذا كان الصيام صحيحًا.
علينا بصيام الجوارح (صيام الخصوص) من عينٍ وأذنٍ ولسانٍ وجميعِ الجوارح.. لننْتَبهْ للتلفاز ولنتفقْ مع أبنائنا قبل رمضان على ما يمكن أن يشاهدوه، وذلك لحسن صيامهم ومذاكرتهم وعدم السهر؛ حيث قال رسول الله[: «إن الصوم أمانةٌ فليحفظ أحدكم أمانته».
الصيام مجاهدة للنفس، فكوني في كل لحظة على استعداد للجهاد والتضحية وابتغاء رضوان الله، فمن طلب الراحة ترك الراحة؛ فكوني ربانيةً، همُّك هو الآخرة حتى تنالي جنةً عرضها السموات والأرض أنت وأسرتك.. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (الطور: 21).
برنامج المرأة المسلمة في رمضان
1- قراءة القرآن.
2- الصلاة على وقتها.
3- صلاة التراويح في المسجد.
4-المداومة على الذكر.
5- الدعاء.
6- إفطار الصائم.
7- استحضار النية.
8- قضاء حوائج الناس.
9- صلة الأرحام.
10- الصدقة.
11- التخفف من الدنيا.
12- الرحمة والعطف.
13- صيام الجوارح.
14- مجاهدة النفس
بعض النصائح للأسرة والأبناء
- عدم السهَر والنوم مبكِّرًا؛ حتى يستطيع الأبناء الاستيقاظَ للسحور؛ فالسحور بركة، والملائكة تصلي على المتسحِّرين، كما أن تأخيره يقوِّي على الصيام، ويضمن صلاة الفجر في وقتها.
- الجلسة اليومية أو الأسبوعية أو الخروج معًا لصلاة التراويح من الأمور التي تقوِّي أيضًا الترابط الأسري.
- اجتماع الأسرة على السحور والإفطار، وأن يدعُوَ بعضُهم لبعض.
- اشتراك الأبناء مع الأم في إعداد مائدة الإفطار.
- اختيار الغذاء المفيد دون إسراف.
- إعطاء الأبناء مكافآتٍ على ما أنجَزوه في شهر رمضان، من صيامٍ أو قرآنٍ أو سلوكٍ حسنٍ تحلَّوا به أو سلوكٍ سيِّئٍ تخلَّصوا منه.
- استعيني بالدعاء دائمًا وردِّدي {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74)، {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 127).
وقفات مهمة
الوقفة الأولى: من النساء من تعتقد وجوب خروجها لصلاة التراويح في المساجد بل في مساجد بعينها، وفي اعتكافها ولو أدى ذلك إلى ترك أولادها مع الخادمة أو مع بعض أهلها، ولو كانوا لا يوافقونها في طريقة التربية، وغفلت عن أن صلاتها في بيتها أولى، بل هي ستعلم أولادها صلاة التراويح عندما تصلي بهم جماعة، وأيضًا ستقرأ معهم القرآن وتشرف عليهم بنفسها، وكل ما تقوم به في سبيل تربيتهم والجلوس معهم عبادة عظيمة.
الوقفة الثانية: التفاخر والرياء في تباهي النساء بعبادتهن في رمضان، وهذا يعني فقدان الإخلاص التام، والله -تعالى- يقول في الحديث القدسي: «من عمل عملاً فأشرك فيه معي غيري، تركته وشركه».
الوقفة الثالثة: رمضان شهر له خصوصيته في أوقاته المنظمة، فهو أيام تحتاج للحرص على ضبطها؛ لذا لا يلزم إهدارها في حفلات وولائم وزيارات لا حاجة إليها، ومن باب أولى التسوق في لياليه، وعلينا فقه حقيقة صلة الرحم وربطها بالوقت المناسب الذي يوفر للجميع الابتعاد عن مهلكات الحسنات من لغو وغيبة والجلوس لأوقات طويلة وتفاخر في أصناف الطعام والملابس؛ وغير ذلك مما شاع في اللقاءات الأسرية الرمضانية.
لاتوجد تعليقات