بركـــــــــان المدينــــــــة لــــــه دلالات خطـــــــيرة
والذي سمع خطبة المدينة المنورة وتأثير ذلك ظاهر على إمام المسجد النبوي وعلى المستمعين واستشهاداته بالآيات والأحاديث، ومنها سورة الزلزلة ودلائل كثرتها بإنذار قرب يوم القيامة، وكانت هذه الأهوال تتطلب المسارعة إلى التوبة والإنابة والرجوع والفرار إلى الله تبارك وتعالى: {ولله جنود السموات والأرض} ليخيف به العباد، ودليل قدرة وقوة، وإنذار لأهل المعاصي، ويتطلب العودة بصدق وإخلاص إلى الرب عز وجل.
وأيضا عند اقتراب خروج الدجال تتزلزل الأرض في مكة والمدينة ويخرج أهل النفاق ويتبعون الدجال وتنظف مكة والمدينة منهم ومن أعمالهم وأفعالهم، ويذهبون مع الدجال إلى بيت المقدس لتكون المواجهة الكبرى مع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.
ولما اهتزت المدينة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقف مخاطبا في الجمهور «لئن اهتزت مرة أخرى والله لا أجالسكم وسأخرج منها»، ومثل هذه الزلازل لها انعكاس ونتيجة حتمية لأفعال العباد.
والناظر إلى أحوال المسلمين من قتل وتشريد وعقوق وشرك وربا وزنا وسرقة وتفرق وتشرذم والتحريش بينهم وآفات اللسان والركون إلى الدنيا وترك الصلاة والزكاة وإيذاء الناس وعدم الاحتكام إلى شرع الله عز وجل، والانحلال والفساد وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، والنيل من العلماء وهجرة كتاب الله عز وجل، وظهور المائلات المميلات والكاسيات العاريات، وغيرها لهو دليل على أن هناك بعداً واضح وملموساً بين فئات كثيرة من المجتمع عن جادة الدين، وعليها لابد من التعاون على البر والتقوى ونشر الإسلام والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حتى يكون المجتمع مفتاحا للخير مغلاقا للشر.. ونسأل الله التوفيق والسلامة للجميع..
وكما جاء في الحديث «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»..
والله المستعان
لاتوجد تعليقات