برعاية سمو أمير البلاد حفظه الله – وبمشاركة 160 متسابقاً من 70 دولة – انطلاق جائزة الكويت الدولية ال
تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- أقيم الأسبوع الماضي صباح يوم الثلاثاء 16 ربيع أول 1444هـ، الموافق 12 أكتوبر 2022 حفل افتتاح جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته، الدورة الحادية عشر وذلك بفندق الريجنسي، وقد أناب سموه -رعاه الله- رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح لحضور الحفل.
بعدها ألقى وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس اللجنة العليا للجائزة مهندس فريد عمادي كلمة بهذه المناسبة، بين فيها أهمية هذه المسابقة معبرًا عن مشاعره قائلاً: إن الكلمات لتقف على لساني عاجزة عن التعبير فرحًا وسرورًا، وغبطةً وابتهاجًا ونحن نرى جائزة الكويت الدولية تنمو باسقة، لتغدو معلما من أهم المعالم الثقافية العالمية، تحت رعاية كريمة سامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه-، وإن مشاعر الود والكرم لتتداخل مرحبة بضيوف دولة الكويت المشاركين في الجائزة من الأقطار المختلفة، والأعمار المتباينة حفاظا وقارئين، تحملوا العناء ومكابدة الأسفار من أجل التنافس الإيجابي، والتسابق الخيري على أرض الكويت التي عرف عنها كرم الرفادة وطيب المقام.
م. فريد عمادي
معلم حضاري وإنجاز عملي
ثم أكد عمادي أن جائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم أضحت اليوم معلما حضاريا، وإنجازا عمليا، ودلالة قاطعة على تضلع ولاة أمر الكويت بحب القرآن، وخدمة كتاب الله، ليس فقط في تيسير تلاوته، وإكرام حفظته فحسب، وإنما في الحرص على نشر قيمه، وتدريس أحكامه، وتفقيه الناس بما فيه من فضائل وأخلاق، من خلال رعاية المساجد، وإنشاء دور القرآن، ونشر المصاحف، وإفساح المجال لمؤسسات العمل الخيري، والدعوي الراشد؛ لما رأوا في ذلك من التمسك بالأسباب الحقيقية لقوة الكويت، وحفظ كيانها ووحدة صفها، وحماية ديارها وتعايش أهلها في ظل معاني الوسطية والاعتدال التي جاءت تعززها آيات القرآن وأحكامه الكلية.
أحد عشر عامًا
ثم أشار عمادي إلى مسيرة الجائزة وإنجازاتها قائلاً: أحد عشر عاما والكويت تنير أفئدة العالم، وترسل نور القرآن إلى قلوب أهل الأرض يسطع ويشع، وينير ويضيء، أحد عشر عاما والألسنة تلهج على ثرى الكويت بتلاوة كتاب الله المجيد في تدبر وتجل، تجويدا وحفظا وتبار وتنافس، أحد عشر عاما وجائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم تضيء منابر يتوافد إليها حفظة كتاب الله المجيد من كل أصقاع العالم؛ إعلاما للدنيا بأسرها أن الأمة ستظل مستمسكة بكتاب ربها، وسبيلا للنجاة وطريقا للنهوض؛ فإن المستعرض لتاريخ أمتنا عبر أزمانها المختلفة ليرى بدلالة قاطعة أثر القرآن في مسيرتها الحضارية، وأثر القرآن في حياة المسلمين وتاريخهم؛ إذ في ضوئه تكونت أمتنا، وفي ظل أحكامه نشأت حضارتنا، وعلى قيمه تكونت ثقافتنا، فلقد كان القرآن لنا منهج حياة كامل، ودليل عمل ناجع، ومصدر قيم فاعلة، ودستور إصلاح عادل، وبناء عقيدة صحيحة، ومصدر تشريع راشد، أقام لنا الأمة، وبنى الحضارة، وشكل الثقافة، وكان محل الوحدة الجامعة، والمشروعية الكبرى ليس هذا فحسب، بل كان فوق ذلك منطلق النهوض، والحصن من السقوط، والوقاية من الذوبان والحماية من الاندثار وذهاب الريح، فكم من الأمم والحضارات سادت ثم بادت إلا الأمة المسلمة! التي بالقرآن نشأت، وبآياته حفظت، وبقيمه استعصت على السقوط، وأبت الانحسار، وقاومت الانزواء، وصدق الله إذ يقول: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
حياتنا والقرآن الكريم
وإذا كنا نجتمع اليوم في حفل افتتاح جائزة الكويت الدولية، فينبغي ألا يكون احتفالنا مقتصرا على حفظ النص، وترتيل الأحكام، واستظهار الآيات والسور فحسب، ولكن ينبغي أن تدور حياتنا حول القرآن ومقاصده، وما فيه من مكونات الهوية المسلمة الأصيلة، فإن أخطر ما يمكن أن يصيب أمة من الأمم هو أن تفقد هويتها الحضارية، التي هي أثمن ما يمتلكه أي مجتمع من المجتمعات، فقد تصاب المجتمعات بكوارث تقضّ مضجعها وتؤرِّق اطمئنانها وتجلب لها المعاناة والعنت، لكنها -ومع ذلك- تستطيع أن تواجه تلك الكوارث ما دامت متمسكة بهويتها الأبية وعقيدتها الراسخة.
تميز رائع في الأداء
وأضاف عمادي، للعام الحادي عشر على التوالي -وبفضل الله تعالى ثم بفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى -حفظه الله- ورعاه، وبدقة متناهية في التنظيم، وتميز رائع في الأداء، وبحفاوة بالغة في الاستقبال، وبرفادة كريمة لائقة بأهل القرآن- تشرق شمس الكويت على العالم بالجائزة الدولية للقرآن الكريم التي بلغ عدد المشاركين فيها ما يزيد عن مائة وثلاثين متسابقا في الحفظ والتجويد، وثلاثين متسابقا في المجال التقني، يمثلون سبعين دولة من مختلف أرجاء العالم الإسلامي والمجتمعات والأقليات المسلمة في بلدان غير إسلامية، في مشهد عالمي رائع يبرز اعتناء الكويت بوصفها دولة محبة للقرآن، ومقدرة لأهله وساعية إلى حفظه وعنايته، شاكرة للرب -تعالى- على ما أسدى إلينا من نعم، وما امتن به علينا من فضائل.
الدعاء وخالص الشكر
وفي ختام كلمته قدم عمادي الشكر والدعاء لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله- ورعاه على رعايته الكريمة للجائزة، وكذلك شكر سمو ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله- على دعمه لهذه الجائزة المباركة، كما توجه بالشكر الجزيل لمعالي رئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح الموقر على تشريفه وافتتاحه هذا الحفل المبارك ممثلا عن صاحب السمو أمير البلاد المفدى، كما شكر معالي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون تعزيز النزاهة ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار جمال هاضل سالم الجلاوي على دعمه الكبير ومتابعته الحثيثة لفعاليات الجائزة.
التعريف بالجائزة
تستهدف الجائزة تعريف الأمة الإسلامية والعربية بالقراءات القرآنية، وإبراز دور أئمة القراءات وعلوم القرآن المحققين، فضلا عن ترغيب الأجيال في حفظ كتاب الله ودراسة علم القراءات، وإظهار المتقنين من القراء على مستوى العالم، وإشاعة روح التنافس الإيجابي في حفظ القرآن الكريم، والتشجيع على بذل المزيد من الجهد والوقت في الحفظ والتلاوة، فضلا عن إبراز الوجه الحضاري للبلاد بوصفها راعية للقرآن الكريم على مستوى العالم، مؤكدا حرص الجائزة على تكريم الشخصيات القرآنية البارزة التي تقوم على خدمة كتاب الله على مستوى العالم، وترسيخ القيم الإسلامية الوسطية.
استعدادا للمشاركة في مسابقة الكويت الكبرى للقرآن الكريم
إحياء التراث تقيم التصفيات الأولية للمراكز القرآنية التابعة لها
صرح مدير إدارة تحفيظ القرآن الكريم بجمعية إحياء التراث الإسلامي طلال الظفيري، أن الجمعية عقدت الأسبوع الماضي لجان اختبار للتصفيات الأولية للمراكز التابعة للجمعية، والراغبة في المشاركة في (مسابقة الكويت الكبرى للقرآن الكريم الـ 25)، وقد شارك في هذه التصفيات 140 مشاركًا من المراكز التابعة للجمعية في المحافظات الست؛ حيث سيُختار أفضل خمسة مشاركين في كل فئة من الفئات الخمس للمسابقة، وهي (الابتدائي، والمتوسط، والثانوي، والجامعة، والفئة العامة).
وأبدى الظفيري سعادته بالمسابقة معربًا عن تقديره البالغ للقائمين عليها، ودعم صاحب السمو أمير البلاد لها، مشيرًا إلى أنه ستُعدُّ حلقات مراجعة ومتابعة لحفظ القرآن الكريم للمشاركين المجتازين في تلك التصفيات، وختم الظفيري تصريحه بدعوة الراغبين في حفظ كتاب الله إلى المبادرة والتسجيل بمراكز الجمعية واللحاق بركب القرآن الكريم؛ حيث يمكن التواصل مع الجمعية والتسجيل عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر موقعها على الإنترنت.
لاتوجد تعليقات