رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 16 أبريل، 2018 0 تعليق

برعاية أميرية سامية وبمشاركة 139 متسابقًا من 79 دولة – وزارة الأوقاف الكويتية تفتتح المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها التاسعة

 

قال الله -تعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر:9)، لا شك أن عناية دولة الكويت وعلى رأسها صاحب السمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- بالقرآن وأهله يعكس الدور الحضاري والإنساني لها، وتأتي المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله بوصفها أحد أبرز جهود دولة الكويت في هذا الجانب؛ حيث افتتح نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار د. فهد محمد العفاسي فعاليات جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته في نسختها التاسعة التي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- في الفترة من 10-18 أبريل الجاري،

     وألقى العفاسي كلمة بهذه المناسبة قال فيها: لعل من أهم ما تفخر به الكويت، أن قيض الله لها حكاماً تملأ قلوبهم عظمة القرآن، وحب أهله، وإكرام حفظته؛ لأنهم في الحقيقة يحتفون بكتاب شكل وعي أمتنا العربية والإسلامية، وجعلها خير أمة أخرجت للناس؛ فعلى العام التاسع على التوالي تنظم هذه الجائزة الدولية تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- التي يشارك فيها متسابقون يتوافدون من أرجاء العالم الإسلامي قاصدين الكويت بما عرف عنها من وسطية واعتدال وهذا خير دليل.

الكويت معنية بالقرآن

     وأضاف العفاسي أن الكويت معنية بالقرآن، وتفعيل قيمه الحضارية، ونشر فضائله الإنسانية التي تبني المجتمعات وتحميه من الاستلاب الفكري الوافد، والطغيان الإرهابي الهادم، الذي يهدد القيم الإنسانية النبيلة؛ لذا أجد أن ألفاظ اللغة العربية على ثرائها واتساع معانيها لتضيق بما أشعر به من معان سامقة ومشاعر جياشة وفرحة غامرة، ونحن نرى في قلوب أهل الكويت وقادتها وأميرها وتعظيم القرآن ليس فقط في تيسير تلاوته وإكرام حفظته، وإنما في الحرص على نشر قيمه، وتدريس أحكامه، وتفقيه الناس بما فيه من فضائل وأخلاق من خلال بناء المساجد، ودور القرآن، ونشر المصاحف، وإفساح المجال لمؤسسات العمل الخيري والدعوي، الراشد؛ لما رأوا في ذلك التمسك بالأسباب الحقيقية لقوة الكويت وحفظ كيانها ووحدة صفها وحماية ديارها، وتعايش أهلها في ظل معاني الوسطية والاعتدال.

للعام التاسع على التوالي

     ومن جانبه قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المهندس فريد عمادي: إنه وللعام التاسع على التوالي وبفضل الله -تعالى- ثم بفضل صاحب السمو أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- وبدقة متناهية في التنظيم وتميز رائع في الأداء، وبحفاوة بالغة في الاستقبال، وبرفادة كريمة لائقة بأهل القرآن تشرق شمس الكويت على العالم بالجائزة الدولية للقرآن الكريم التي بلغ عدد المشاركين فيها مائة وتسعة وثلاثين متسابقا، يمثلون تسعاً وسبعين دولة من مختلف أرجاء العالم الإسلامي والمجتمعات والأقليات المسلمة في بلدان غير إسلامية في لقطة رائعة تبرز اعتناء الكويت بوصفها دولة للقرآن، وبشكر نعمة الله على ما أسدى إلينا من نعم، وما امتن به علينا من فضائل في دلالة واضحة على ما يتبوؤه مقام حفظ القرآن من درجة عظيمة ومرتبة سامية كبيرة ترتفع به الأقدار، وتحاز به المغانم الكبار، وتنال به المنازل الرفيعة.

عودة حميدة

     وقال عمادي: لن نغض الطرف عن أمل يحمله الواقع في طياته، ثمة عودة حميدة من أبناء هذه الأمة وشبابها صوب القرآن، تتمثل فيكم أبنائي، تبشر بفجر للإسلام قادم، وفخر للأمة ماثل، ولا أدل على ذلك من انتشار المسابقات الدولية للقرآن، ليس في الكويت فحسب، بل في شتى الأصقاع ومختلف البقاع، ليعودوا للنبع الصافي، والكتاب الهادي، وليجددوا عهدهم مع القرآن، شريطة أن يكون فهمهم بوسطية واعتدال، وفقههم ببصيرة ورشد لما جاء عن الصحابة والتابعين؛ فالتاريخ يكشف لنا عن وجود مظاهر فكرية منحرفة عبر التاريخ، كانت تحفظ النصوص وتستظهرها، لكنها وقعت في الانحراف، وابتليت بالضلال وما نفعهم حفظهم للقرآن في شيء.

إصرار الكويت

     وأضاف عمادي من هنا جاء إصرار الكويت تحت توجيهات أميرنا القائد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- على الاعتناء بمجال القرآن وطباعته ونشرا وحفظا وتحفيظا وتجويدا وتدريسا، ليكون سياجا لنا في الكويت بوسطيته واعتداله ومبادئه الإنسانية، وقيمه السامية، وروحه الحضارية من كل فكر تغريبي، أو دعوة منحرفة، أو فكر ضال يهدد وحدة الكويت وتماسكها تحت دعاوى التطرف، أو الطائفية أو القبلية، والعودة بنا إلى نبع الأمة الأصيل الذي تكونت في ظلاله أمتنا الإسلامية، عقيدة، وشريعة، وفهما، ومعاملات؛ فغدت الكويت -بفضل الله- نموذجا يحتذى به، بل ومضرب الأمثال في الوسطية السياسية والدينية والاجتماعية تحت توجيهات أميرنا المفدى وقائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه.

 

رعاية سمو أمير البلاد للمسابقة

 وردًا على سؤال مقدم من مجلة (الفرقان) عن أبعاد رعاية سمو أمير البلاد -حفظه الله- لهذه المسابقة منذ إنشائها،

قال وكيل الوزارة المهندس فريد عمادي:  لا شك أن هذه الرعاية الكريمة من صاحب السمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- لها أبعاد متعددة وكثيرة جدًا، منها على سبيل المثال:

     اهتمام صاحب السمو بحفظة القرآن الكريم، ولا شك أن هذا الاهتمام يعكس توجيه حضرة صاحب السمو لأبنائه إلى ضرورة التزام الناس بما جاء في هذا القرآن من أخلاق، وتعاليم، وتوجيهات وسماحة، ووسطية، ولعل صاحب السمو ما يفتأ في خطاباته إلا ويؤكد على سماحة الإسلام وعلى اعتداله ووسطيته، وعلى ضرورة التمسك بما جاء في هذا القرآن من توجيهات ربانية وسماوية عظيمة.

كذلك فإن رعاية صاحب السمو لهذه الجائزة، تعطي توجيهًا لأبنائنا وبناتنا للاهتمام بهذا القرآن، الذي هو كتاب رب العالمين المنزل على محمد[ وفيه الخير وفيه النجاة.

كما أن رعاية سموه -حفظه الله- للجائزة تدلل على اهتمام دولة الكويت -حرسها الله- بالقرآن، وهو ما أكد عليه دستور دولة الكويت، من أن دين الدولة الإسلام، ولا شك أن هذا الاهتمام يعزز المفاهيم العظيمة التي جاء بها كتاب الله.

     كذلك فإن اهتمام صاحب السمو بهذه الجائزة يؤكد على المعاني العظيمة التي رسخها صاحب السمو بممارسته العملية من خلال إبراز الدور الإنساني العظيم من خلال جهوده الكبيرة في مساعدة المحتاجين، على وجه هذه الأرض حتى حظي حضرة صاحب السمو بلقب (قائد الإنسانية). كما أن رعاية صاحب السمو لهذه الجهود، ممارسة عملية وليست مجرد كلمات تقال في المناسبات والاحتفالات، وإنما هو جهد عملي واضح وراسخ، رسَّخه سمو الأمير من خلال دعمه المباشر لهذه المسابقات ورعايته السامية لها ولغيرها من المسابقات والفعاليات.

     ولا شك أن هذا يمثل فخرا واعتزازا بتجسيد صاحب السمو لما جاء في هذا القرآن الكريم ورعايته لهذا الكتاب العظيم الذي يرسخ هذه المعاني الجليلة العظيمة التي تمارس ممارسة عملية في واقع دولة الكويت؛ مما جعل الكويت تحظى بمكانة مرموقة من بين دول العالم أجمع، والكل اليوم يشهد لحضرة صاحب السمو، ويشهد لدولة الكويت على مثل هذه الجهود.

 الاهتمام بالحفظة الكويتيين

 وردًا على سؤال وجه لوكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المهندس فريد عمادي عن الاهتمام بالفائزين الكويتيين في المسابقات السابقة، وتهيئة البيئة المناسبة لهم لتطوير قدراتهم والاستفادة منهم?.

      قال: نحن -بفضل الله- لدينا مركز أبو موسى الأشعري لرعاية حفظة كتاب الله -تعالى- والاهتمام بالمتميزين منهم وإعدادهم الإعداد المناسب؛ حيث من ضمن مهام هذا المركز إعداد الحفظة للمشاركة في المسابقات الدولية، سواء مسابقة الكويت، أم المسابقات الدولية التي تشارك فيها وزارة الأوقاف بحفاظها التي تقام في الدول الإسلامية المختلفة. والمولى  -تعالى- يبارك في الجهود المشكورة للإخوة، التي نرى نتائجها بوضوح، من خلال فوز كثير من مرشحين دار الأوقاف في هذه المسابقات الدولية؛ حيث فاز الطالب عمر الشعلان بالمركز الثالث قبل أيام قليلة في المسابقة الدولية بجمهورية مصر العربية، وسوف يتم تكريمه من قبل رئيس جمهورية مصر العربية في العشر الأواخر من شهر رمضان القادم إن شاء الله تعالى.

     الشاهد من هذا أنه -ولله الحمد- يحرز المرشحون من وزارة الأوقاف والمشاركون في المسابقات الدولية مراكز متقدمة مثل: الأول، أو الثاني، أو الثالث، أو الرابع، وهذا بفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم بجهود الإخوة القائمين على هذا الأمر. والوزارة تحاول إيجاد البيئة المناسبة لهؤلاء الحفظة؛ حيث تشجعهم على التقدم للصلوات والإمامة في صلاة القيام، وصلاة التراويح، والنتائج في هذا المجال -ولله الحمد- جيدة جدًا، ونقوم برصدها من خلال استمتاع المصلين بهذه الأصوات الشجية والندية من أبناء الكويت حفاظ كتاب الله.

 

 قيمة جوائز المسابقة

الجوائز في فرع القراءات لثلاثة فائزين كالآتي:

الأول: جائزته 20 ألف دينار كويتي، الثاني: 15 ألف، الثالث: 12 ألف.

فرع حفظ القرآن الكريم كامل، فيه خمسة فائزين:

الأول: 10 آلاف، والثاني: 9 آلاف، والثالث: 8 آلاف، والرابع 7 آلاف، والخامس: 6 آلاف.

فرع التلاوة نأخذ الخمسة الأوائل الفائزين:

الأول: 5 آلاف، الثاني 4 آلاف، الثالث 3 آلاف، الرابع ألفين، والخامس: ألف.

أما في الفرع التقني ففيه ثلاثة فائزين، الأول من كل فئة جائزة 4 آلاف دينار، بما يقارب 130 ألف في الإجمال.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك