بحضور عدد من المسؤولين وأعضاء مجلس الإدارة – إحياء التراث الإسلامي تقيم يومًا مفتوحًا لموظفيها
أقامت جمعية إحياء التراث الإسلامي يوم الجمعة 7 فبراير، يومًا مفتوحًا في منطقة العبدلي لموظفي الجمعية وأفرعها المختلفة، وقد حفل اليوم بأجواء مميزة، في ظل حضور عدد من المسؤولين بالجمعية، وبعض أعضاء مجلس الإدارة، على رأسهم الشيخ ناظم المسباح، والمدير العام للجمعية نبيل الياسين، ورئيس قطاع الموارد المالية والبشرية، أحمد الحوطي، والمدير المالي صالح النمش، ومدير التنسيق والمتابعة نواف الصانع، ومدير إدارة المتابعة وضبط الجودة صلاح الغديان، والمراقب المالي محمد إبراهيم، ومدير إدارة فروع محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير محمد الملا، ورئيس فرع الرقة مهدي العجمي، وقد استمتع الموظفون بالأنشطة الرياضية والمسابقات الثقافية، والكلمات الإيمانية، التي أقامتها اللجنة المنظمة؛ حيث بذلت اللجنة جهودًا كبيرة لإسعاد الحضور وإدخال السرور عليهم تحقيقًا لأهداف ذلك اليوم.
أهمية الأخلاق
وفي كلمته التذكيرية عن أهمية الأخلاق التي ألقاها على الحضور، قال المدير العام نبيل الياسين: نتكلم اليوم في موضوع من أهم المواضيع التي يحتاج إليها كل واحد منا وأنا أولكم، وقد ركز الإسلام عليه كثيرًا في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ فالأخلاق لها شأن عظيم، بل من مقاصد بعث النبي صلى الله عليه وسلم تحقيق مكارم الأخلاق، كما قال -سبحانه وتعالى-: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
تزكية النفوس
فالله -سبحانه- بعث محمدا صلى الله عليه وسلم لتزكية النفوس، قال الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم}، وقال صلى الله عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، إذًا من مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، نشر فضائل الأخلاق والتأكيد عليها، بل من مقاصد العبادة أيضًا؛ ففي الصلاة قال الله -تعالى-: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَر}، وقال في الزكاة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}، وقال في الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقال في الحج: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.
جزاء الخلق الحسن
قال صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُق»، والله -تعالى- يبني بيتا في أعلى الجنة لمن حسن خلقه، قال صلى الله عليه وسلم : «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا»، وهناك أحاديث أخرى كثيرة تدل على فضل هذا الجانب العظيم.
التأدب مع الله
الواجب على المكلفين التأدب مع الله، وذلك بإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه، والإيمان به، وبما أخبر به -سبحانه- في كتابه العظيم، على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وشكر نعمه، وحسن الظن به، والاستقامة على دينه، والإيمان بأسمائه وصفاته، ويتحقَّق حُسن الخُلق مع الله بأن يتلقى الإنسانُ أحكام الله بالقبول والتطبيق العملي، فلا يرُدُّ شيئًا من أحكام الله؛ فإذا رد شيئًا من أحكام الله؛ فهذا سُوء خُلق مع الله -عز وجل-، سواء ردها منكرًا حُكمها، أو مستكبرًا عن العمل بها، أو متهاونًا بالعمل بها؛ قال -تعالى-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}(الأحزاب: 36).
التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم
والأدبَ مع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالانقياد التام والطاعة المطلقة له صلى الله عليه وسلم ، قال -سبحانه-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}(النساء: 80)، وتصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به مِن أمور الغيب في الماضي والمستقبَل، واتباعه صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال جميعها، قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}(آل عمران: 31)، وكذلك من الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، اجتناب ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم .
روى البخاريُّ عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا مَن أبى»، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى» (امتنع عن قَبول الدعوة) البخاري - حديث: 7280.
التأدب مع الوالدين
وعن الأدب مع الوالدين قال الياسين: طاعة الوالدين تكون بالتأدب معهم في الحديث والنقاش، ولكي يحصل المرء ذلك، عليه أولاً أن يبتغي بذلك وجه الله، ويمتثل أمره، وينزجر بزواجر القرآن والسنة الناهية عن عقوق الوالدين، والإخلال بحقهما، وينضم إلى ذلك تذكر إحسانهما إليك، والتعب في حملك وتربيتك، وأنهما كانا سبب وجودك بعد أن لم تكن شيئاً مذكوراً، وعلى أخينا السائل أن يتحلى بالصبر والحلم والرفق مع والديه خاصة، ومع الناس عامة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه». رواه مسلم.
الأدب مع الجيران
وعن الأدب مع الجيران قال الياسين: للإحسان إلى الجار فضلٌ عظيمٌ في ديننا الإسلامي، وقد أمر الإسلام بمُراعاة حقوق الجار بالإحسانِ إليه وعدم إيذائه، بل قرَنَ الإحسان إلى الجار في القرآن الكريم بالأمر بعِبادة الله -سبحانه وتعالى-، وبالإحسان إلى الوالدين، قال -تعالى-: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}، وَرد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: «ما زالَ يوصيني جبريلُ بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُه»، ونهى النبيُّ عن إيذاء الجار، بل جعل إيذاء الجار من الأفعال التي تُعدُّ نقصاً في إيمان المسلم؛ فقال -عليه الصلاة والسلام: «واللَّه لا يؤمِنُ، واللَّه لا يؤمنُ، واللَّه لا يؤمنُ»، قيلَ: ومن يا رسولَ اللَّه؟ قالَ: «الَّذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه».
الأدب في العمل
وعن حسن الخلق في العمل وما يجب على الموظف، سواء كان رئيسًا أم مرؤوسًا قال الياسين: بين الرسول صلى الله عليه وسلم قاعدة جميلة، حينما قال لأبي ذر رضي الله عنه : «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»؛ فلو شاعت الأخلاق في مؤسستنا، وكانت أساس التعامل بين الرئيس والمرؤوس، وبين الزميل وزميله، وبين الموظف ومراجعه، وبين الإدارات وبعضها بعضا، لنتج عن ذلك أجواء الثقة والتفاهم والألفة ومن ثم الإنتاجية؛ لأن صاحب الأخلاق يعمل بدافع ضميره ورقابة الله -تعالى- عليه فهو عندما يبتسم يبتسم صدقة، وعندما يلقي التحية على رؤسائه وزملائه؛ فإنه يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في إفشاء السلام، وإذا قضى حاجة لأخيه المراجع، أو لصاحب الحاجة بهمه وسرعة؛ فإنه يقوم بذلك تطبيقًا للتوجيه النبوي الشريف: «لأن تقضي حاجة أخيك خير لك من الاعتكاف بمسجدي هذا شهرًا».
آداب الطريق
وبين الياسين آداب الطريق وأكد على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجلوس في الطرقات قال صلى الله عليه وسلم : «إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ»، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا؛ فَقَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ»، قالوا: ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ»، وكذلك في السيارة يجب أن يكون عندك خلق؛ إذ يأتي أحدهم من ورائك ويسبقك وأنت تشتم وتسب، فهل هذا خلق؟ ولاسيما إذا كان إنسانا فقيرا وسيارته بسيطة، أما إذا كان ذا شأن أو صاحب سلطة لا تستطيع أن تتكلم، -سبحان- الله! قد يكون الذي في هذه السيارة أفضل عند الله من ذاك؛ لأنك قيمت الناس بحسب أملاكهم وليس بحسب حقوقهم.
حقوق العباد
وختم الياسين حديثه بأن حسن الخلق هو أن تعطي كل إنسان حقة، سواء كان مسلمًا، أم كافرًا، وهذا ما أرشدنا إليه الإسلام؛ فحسن الخلق من شعائر أهل الإسلام العظيمة، وهو من أيسر العبادات وأعظمها أجرا في الشريعة، وجماع حسن الخلق هو بذل المعروف وكف الأذى، أي بذل الخير وكف الشر؛ فبذل الخير يدخل فيه الصدق، والأمانة، وحسن الجوار، وصلة الرحم، وحسن العهد والوفاء، والمكافأة على المعروف، وغير ذلك من خصال الخير، وكف الشر يدخل فيه احتمال الأذى، وكظم الغيظ، والصبر على المكروه، والعفو عند المغفرة، ومقابلة الإساءة بالإحسان، وغير ذلك.
لاتوجد تعليقات