رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فيصل العلي 31 مايو، 2018 0 تعليق

بحثوا عن حقيقة الإسلام فاعتنقوه – المسلمون الجدد في كندا قصص وعبر


استفاد المهاجرون المسلمون مما ضمه الدستور الكندي؛ من حيث حرية الاعتقاد والتعبد وبناء المساجد والمراكز الإسلامية التي تعود إلى أكثر من قرن من الزمن.  ويعد الدين الإسلامي الأكثر انتشارا في الغرب، سواء في قارة أوروبا أم في أمريكا الشمالية، وبات لدينا أجيال عدة ولدوا في تلك البلدان، وباتت لغة تلك البلدان هي لغتهم الأولى وإن كانت جذورهم إسلامية، ثم بات لدينا من أهل تلك البلدان مَنْ يعتنقون الدين الإسلامي؛ لأنهم وجدوا فيه إجابات عن كل الاسئلة التي واجهتهم في حياتهم.

     (الفرقان) التقت ببعض الإخوة المسلمين الجدد في مسجد الرحمة في العاصمة الكندية (أوتاوا)، واستمعت إلى قصة اعتناقهم الدين الإسلامي الحنيف، وإلى آرائهم حول بعض الأمور مثل التغيرات التي طرأت على حياتهم بعد دخول الإسلام، وصورة الإسلام في الغرب ولاسيما أن بعضهم لم يكتف باعتناق الدين الإسلامي وحسب بل باتوا يعملون متطوعين في المراكز الإسلامية.

سلمى حزلم

     بدأت الحديث السيدة سلمى حزلم -وهي رئيسة الأنشطة النسائية في مسجد الرحمة وهي متزوجة من مسلم عربي من المغرب-، وقالت: إنها درست الإسلام لمدة سنتين بعد أن دُعيت لحضور اجتماع الطلبة المسلمين،وتعرفت على الطالبات المسلمات وباتت قريبة منهن ثم نطقت الشهادة بعد عام واحد من زواجها، كما أن زوجها داعية إسلامي معروف في كندا، وله أنشطة عدة، وقد ساعدها في الإجابة عن الأسئلة التي طرأت في بالها.

وأضافت سلمى أنها تطوعت في العمل الإسلامي منذ سبع عشرة عاما وما زالت مستمرة أن يوفقها الله لما يرضى ولاسيما فيما يتعلق بالدعوة إلى الإسلام؛ حيث إن إجادة اللغة أمر في غاية الأهمية فضلا عن ثقافة البلد وأسلوب التفكير.

العمل الدعوي

     وقالت حزلم: إن العمل الدعوي في كندا يراعي كثيرا عملية الخلفية الثقافية للنساء اللاتي يعتنقن الإسلام أو اللاتي يحاولن دراسة الدين الإسلامي عن كثب، ونحن لا ننظر إلى الاختلاف الثقافي على أنه مشكلة، وكذلك الأمر بالنسبة للإيديولوجيات؛ فلكل حالة توجد طريقة مناسبة لإيصال الرسالة انطلاقا من القرآن الكريم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.

     وبينت سلمى أنها مهتمة كثيرا بالنساء المسلمات الجدد؛ حيث إنها لا تضغط كثيرا على الفتاة عندما تنطق الشهادتين لاسيما المتزوجة؛ فلا نطلب منها أن تترك زوجها بل نطالبها بأخذ وقت أطول لأن الأمر لا يحدث بيوم وليلة، وقد يعتنق زوجها الإسلام لاسيما أننا لا نكرهم على الإسلام، لكننا نعمل جاهدين على أن يتعرف غير المسلم على الإسلام.

زميل العمل

أما (وبقيت تارا) فقالت عن رحلة إسلامها: إنها لم أكن أسعى إلى البحث في الجانب الديني، بيد أنني كنت أتحاور مع زميلي في العمل وهو مسلم من الصومال الذي شرح لي الإسلام ثم عرض عليّ قراءة بعض الكتب إلى أن نطقت الشهادتين والحمد لله.

     وبينت (تارا) أنها لم تجد صعوبة في إخبار والديها باعتناقها الإسلام؛ فقد كان والدها متفهما أنها قناعتها إلا أن والدتي استغربت، لكنها لم تتخذ أي موقف معاد لها، وتضيف أنها ما زلت على علاقة وثيقة بهما؛ فديننا الإسلامي يحثنا على حسن التعامل مع الوالدين والإحسان إليهما كما أن علاقتي طيبة بكل معارفي وأصدقائي، وصرت أجتهد كي أكون أنموذجا للمرأة المسلمة؛ من حيث المظهر والجوهر.

الهدف من الحياة

     وتكمل السيدة (سندي جدايل) وهي متطوعة، وتشغل منصب نائب رئيسة اللجنة النسائية في مسجد الرحمة التي تناولت قصة اعتناقها إلى الإسلام المثيرة؛ فقد بدأت بالتساؤل عن الهدف من تلك الحياة وهي في سن الثالثة عشرة من عمرها، ثم اعتنقت الإسلام وهي في سن السادسة عشر بعد أن قامت بالبحث عن الأديان عموما وعن الإسلام خصوصا، كما أنها قرأت الكثير من الكتب ولاسيما أنها كانت تدعو الله -سبحانه وتعالى- على أن يهديها ويوجهها إلى الحقيقة.

إيمان كبير

     وقالت (سندي) إنها كانت تمتلك إيمانا كبيرا من أن كل إنسان يولد مسلما بالفطرة، وكل من كان قريبا منها لاحظ تغير سلوكها منذ أن اعتنقت الإسلام، بينما تأسف من سلوكيات بعض المسلمين في كندا كونها سلوكيات سلبية لكنها قليلة وفردية بينما هناك نماذج رائعة من الجنسين.

     وذكرت (سندي) أنها ما إن أخبرت أفراد اسرتها أنها اعتنقت الإسلام حتى وجدت أمها تتحفظ في البداية علما بأنها مدرسة بالكنيسة، بينما جدتها فقد عارضت الأمر بتاتا، وتقبل أخوها الأمر، وتضيف أن زوجي ساعدني في التعرف على الإسلام بطريقة سريعة؛ فهو مسلم من لبنان، والآن يساعدني في تربية الأبناء تبعا للطريقة الإسلامية.

     وشددت (سندي) على أنها تطوعت في العمل الدعوي داخل مسجد الرحمة وخارجه منذ ربع قرن من الزمن، كما أنها تنشط في مسجد الرحمة منذ سبع سنوات؛ وهي تشارك في الدعوة في الاجتماعات والمؤتمرات كما أنها تقوم بعمل ندوات وورشات عمل متعددة الأولى للأطفال والأخرى للمراهقات، فضلا عن المحاضرات الخاصة بالمسلمات الجدد.

توضيح حقيقة الإسلام

     وطالبت (سندي) بشحذ الهمم لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي السمحة؛ حيث إن صورة الإسلام في الإعلام الكندي ما زالت غير عادلة، الأمر الذي يتطلب منا بوصفنا كنديين مسلمين توضيح الصورة الناصعة للإسلام عبر المشاركة في وسائل الإعلام المختلفة فضلا عن التعامل مع غير المسلمين بطريقة مثالية انطلاقا من تعاليم الإسلام.

وذكرت (سندي) أن لديها قصصا كثيرة من خلال عملها التطوعي وهي قصص مؤثرة وتتمنى لو كانت تمتلك الوقت الكافي لتؤلف كتابا عنها.

مساعدة الزوجة

     أما (مايك باتلر) فإنه اعتنق الإسلام حديثا منذ عام كامل، وهو متزوج من امرأة صومالية، وقد رزقا بطفلة عمرها ثلاثة أشهر، وبين (باتلر) أن زوجته ساعدته كثيرا في التعرف على تفاصيل الدين الإسلامي كونها مسلمة بالأصل كما أنه مولع بطبيعته بالتعرف على الثقافات العالمية الشرقية والغربية وهي تشمل الأديان، وقد جذبني الدين الإسلامي كونه دينا يحمل رسالة سامية إلى الإنسانية، كما أنه يتواءم مع طبيعة النفس البشرية.

     وأضاف (باتلر) أنه منذ أن اعتنق الدين الإسلامي فإن الكثير من أمور حياته قد تغيرت إلى الأفضل؛ فقد امتنع عن تناول اللحوم، وبات لا يأكل إلا المذبوح حسب الطريقة الإسلامية، وكذلك الأمر بالنسبة للخمر فقد تركهما، أما بالنسبة لعلاقته مع أصدقائه فإنها طبيعية ولم تتغير بتاتا.

وذكر (باتلر) أنه بدأ بتعلم اللغة العربية كي يستطيع قراءة الكثير من سور القرآن الكريم فضلا عن معرفة الكثير من التاريخ الإسلامي ولاسيما أنه معجب كثيرا بشخصية الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ فهو أفضل شخص على مر العصور.

صديق من بنجلاديش

من جانبه تحدث (آدم جوكسون) وقال: إنني في العشرين من عمري، وأنا طالب في جامعة (ووترلو)، وقد اعتنقت الإسلام منذ عام كامل عبر صديق مسلم من بنجلاديش.

     وأضاف آدم أن صديقه قريب منه، وهما دائما معا إلا أنه لاحظ أن صديقه يذهب عنه ظهر كل يوم جمعة ولما سألته ما صلاة الجمعة فراح يشرح لي كما أنني لاحظت أنه لا يتناول لحم الخنزير، ولما سألته عن السبب شرح لي؛ فاحترمت التزامه، وبدأت بالتعرف على الإسلام تدريجيا.

وقال آدم: إنه كان يلعب كرة السلة التي يحبها مع بعض الأصدقاء جلهم من المسلمين، وكانوا يتوقفون عن اللعب لتأدية الصلاة فاقتربت منهم، وبدأت بالصلاة معهم قبل اعتناق الإسلام فشعرت براحة كبيرة كانت الخطوة الأولى لاعتناقي الدين الحنيف.

خطبة الجمعة

     وأشار آدم إلى أن خطبة الجمعة كانت باللغة الانجليزية؛ فكانت عاملا مساعدا على معرفة الكثير من التفاصيل الشرعية للدين الإسلامي في الأسلوب الأمثل لحياة الناس، ثم تبع ذلك عملية بحث عن الإسلام وقراءة ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، ثم ازدادت عملية البحث عن ماهية الدين الإسلامي عبر الإنترنت، وساعدني بعض الأصدقاء المسلمين في التعرف على الإسلام بطريقة أعمق لاسيما أن سلوكياتهم تعكس التزامهم بالأخلاق والقيم؛ فاعتنقت الإسلام، ونطقت الشهادتين في مسجد (ليزجر).

كان يصلي سرا

     وشرح آدم أنه في البدء أخفى الأمر عن والديه، وأنه كان يصلي سرا في غرفته، ولكن بعد مضي أسابيع عدة أخبرت والدي وهو من أصول بريطانية عن اعتناقي للدين الإسلامي فتقبل الأمر لكنه حذرني من بعض المسلمين السلبيين؛ فقلت له: إنني أعرف ما هو صحيح وما هو خطا بينما أمي وهي من البحر الكاريبي لم تتقبل الموضوع علما بأن خالي اعتنق الإسلام منذ ربع قرن، وهو يعيش في بريطانيا منذ زمن طويل، وقد أعطيتها كتابا يتحدث عن سماحة الدين الإسلامي ثم بات الأمر طبيعيا في المنزل. وشدد آدم انه يسعى إلى الاجتهاد مع معارفه ليشرح لهم الدين الإسلامي شرحا عمليا ولاسيما أن هناك من يعمل على تشويه صورة الإسلام في كندا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك