رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 6 فبراير، 2023 0 تعليق

بالتعاون مع معهد إشراقات مركز تراث للتدريب يقيم دورة (مهارات التحليل المالي)

 

 

 

يساعد التحليل المالي الإدارة العليا في اتخاذ القرارات الاستراتيجية طويلة الأجل كتحديد الطريقة الأنسب للتمويل من خلال المفاضلة بين التمويل من القروض البنكية أو الدائنين أو الأسهم أو غيرها

 

أقام مركز تراث للتدريب -التابع لقطاع العلاقات العامة والإعلام بجمعية إحياء التراث الإسلامي الأسبوع الماضي في الفترة من 1-2/1/2023م - دورة: (مهارات التحليل المالي)، للمدرب والمستشار المالي أحمد العسكري، وحضر الدورة عدد من موظفي الجمعية المستهدفين من الدورة.

     في البداية بين العسكري أنَّ التحليل المالي هو تبسيط البيانات الواردة في القوائم المالية المنشورة من جهة الشركات والمنشآت؛ للتعرف على الوضع الحالي أو المستقبلي للشركة، كما يُستخدم في التعرف على أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة التي يبحث عنها المستثمرون في إحدى الشركات، ويحدد التحليل المالي القرارات التي تتخذها الإدارة العليا من التحسينات التي يجب أن تتم، ويؤثر على قرارات الأطراف الأخرى التي تتعامل مع الشركة من الموردين والدائنين.

عملية تشخيصية

     ومن جانب آخر، فالتحليل المالي شبيه بالعملية التشخيصية التي يقوم بها الطبيب (المحلل المالي)، للتعرف على المرض الذي يشكو منه المريض (الشركة)، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب له (اتخاذ القرار)، إلا أن التحليل المالي يركز على اتباع الأساليب الرياضية والإحصائية؛ بغرض إظهار الجوانب المتعلقة بالسيولة، والربحية، والنشاط، والرفع المالي.

أهداف التحليل المالي

     وعن أهداف التحليل المالي قال العسكري: ليس التحليل المالي بالشيء البسيط أو السهل الذي من الممكن لأي شخص القيام به؛ فهو يحتاج لبعض المعرفة بالبيانات والقوائم المحاسبية، وتكمن وراء تلك العملية المطولة والدقيقة الكثير من الأهداف التي قد تستغرق وقتًا لتحقيقها، حتى تتمكن الشركات أو المحاسبون من تنظيم هذه القوائم، ومن ثم عرضها على المحللين الماليين، ومن هذه الأهداف:

1- التعرف على أداء الشركات

     من الصعب على المديرين الداخليين أو المستثمرين الخارجيين التعرف على أداء الشركات بمجرد النظر إلى كمية النشاطات التي تقوم بها الشركة، أو الأرباح التي تجنيها، أو توزعها على المستثمرين؛ فهناك الكثير من الجوانب الخفية التي تبين أداء الشركة، وتُسهم في تحديد قرارات المديرين أو الأطراف الخارجية من الدائنين والمستثمرين والموردين، فمثلا من خلال رفع نسبة السيولة سيقرر المورد التعامل مع هذه الشركة من عدمه، والأمر نفسه بالنسبة للأطراف الأخرى، ويتمثل هذا الأداء في مجمو عة من النسب المالية من نسب الربحية، والتدفقات المالية والعائد على الاستثمار، وحقوق الملكية.

2- اتخاذ القرارات

     يمثل التحليل المالي تمهيدًا للإدارة العليا لإطلاق القرارات المستقبلية طويلة الأجل، كتحديد الطريقة الأنسب للتمويل من خلال المفاضلة بين التمويل من القروض البنكية، أو الدائنين، أو الأسهم أو غيرها، كما يعد دليلا لمديري الأقسام لاتخاذ القرارات الحالية؛ فمثلاً إذا كان معدل دوران المخزون أو الأصول المتداولة منخفضا، فهذا يدل على أن الشركة لا تدير المخزون والأصول المتداولة بنظام جيد، وهذا بالتأكيد سيؤثر على نسبة السيولة المتوفرة لسداد الديون والمشتريات.

3- فرض الرقابة على الشركة

     يمثل التحليل المالي القناة الرئيسية التي تُمكّن مختلف الجهات من الرقابة على الشركة، فالمؤسسات الحكومية تعتمد عليه في الرقابة على الأسعار، ومعرفة مدى تقيد الشركة بالقوانين واللوائح المفروضة عليها، على سبيل المثال رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية، ويسمح أيضا للإدارة العليا بالرقابة على الأقسام الأخرى من قسم المخزون، والمشتريات، والمبيعات وغيرها، التي تؤثر على أداء الشركة.

طرائق التحليل المالي

     ثم بين العسكري أن أدوات أو طرائق التحليل المالي التي يستخدمها المحللون الماليون تتغير على حسب الهدف من التحليل، فهناك أدوات مناسبة للتعرف على مدى مساهمة كل بند في المجموع الإجمالي للقائمة المالية الحالية، وأخرى تتيح مراقبة أداء القوائم المالية الحالية مقارنة مع الأداء في السنوات السابقة، وهناك أدوات مخصصة لتحديد النسب تحديدا مفصلا؛ للتعرف على أداء الشركة في جوانب محددة. وإليك طرائق التحليل المالي:

طرائق تحليل الأداء المالي في المؤسسة

1- التحليل الأفقى

     عند استخدام المحلل المالي للتحليل الأفقي، فهو يعمل على مقارنة المعلومات المالية عبر سلسلة من السنوات السابقة، وتحلل المعلومات بطريقة تناسبية مع كل بند سابق للتعرف على حركة البند الديناميكية، سواء نحو تحسن الأداء أم ضعفه، وهناك نوع آخر من التحليل الأفقي يُسمى بتحليل الاتجاه؛ إذ يحدد المحلل سنة الأساس وهي السنة الجارية، ومن ثم يعمل على مقارنة النسب مع ثلاث سنوات سابقة أو أكثر.

2- التحليل الرأسي

     يتسم التحليل الرأسي بالجمود؛ إذ يعمل المحلل المالي على تحليل النسب المالية من خلال التعرف على درجة مشاركتها أو مساهمتها في إجمالي القائمة المالية أو المجموعة الفرعية التابع لها، والتعرف على طبيعة العلاقة بين البنود، وطريقة تأثيرها في بعضها بعضا، وقد تتم من خلال تحليل القائمة المالية للشركة ومقارنتها مع الشركات الأخرى في السنة نفسها، ومن أمثلة ذلك التحليل المالي الرأسي لصافي المبيعات.

3- تحليل النسب المالية

     يعتمد تحليل النسب المالية على العلاقات الرياضية، للمقارنة بين النسب المختلفة في فترة زمنية محددة، وتساعد هذه النسب في التعرف على أداء الشركة في مختلف الجوانب، لتقدم مجموعة من المعلومات للمديرين والمستثمرين والمتعاملين مع الشركة، وقُسمت النسب لتشتمل على نسب السيولة، ونسب النشاط، ونسب الرفع المالي، ونسب الربحية. وسنتعرف عليها جميعًا لاحقا.

تحديات التحليل المالي

     ثم تحدث العسكري عن تحديات التحليل المالي فقال: أصبح التحليل المالي ذا أهمية متزايدة لكل من إدارات الشركات والمستثمرين، والأطراف المتعاملة مع الشركة. لذا، تسعى الشركات دائمًا للقيام بالتحليل المالي للتعريف بنجاحاتها وجذب المستثمرين إليها، ولكن لا زالت هناك تحديات تواجه كل من يقوم بعملية التحليل المالي، متمثلة في الآتي:

1- رداءة البيانات

     إن من أكثر الجوانب التي يعاني منها المحللون الماليون أو من يقوم بعملية التحليل هي رداءة البيانات؛ ففي بعض الأحيان قد يكون من الصعب الوصول إليها، أو حتى من الممكن أن تكون مغلوطة، وهذا بالتأكيد سيؤثر على جودة التحليل المالي والتفسيرات والقرارات المتخذة لاحقا، حتى إن الشركات نفسها قد تجد صعوبة في الوصول إلى البيانات المالية الدقيقة.

2- استغراق الكثير من الوقت

     بالنسبة للشركات، فإن عملية التحليل المالي تبدأ من حساب أصغر وحدة من أصول الشركة حتى تقدير الأرباح المحققة وتسوية الحسابات الخاصة بها، ويقضي المحللون الماليون الكثير من الوقت في إجراء العمليات الحسابية يدويا وفرز البيانات وتنظيمها، لكن -مؤخرًا- ظهرت بعض البرامج والأدوات التي تساعد في عملية التحليل المالي.

3- التحليل المالى يحلل فقط المعلومات المالية

     لا يعطي التحليل المالي أي حقائق متعلقة ببيانات الشركة التشغيلية، فعلى سبيل المثال: لا يتيح التعرف على البيئة الداخلية للشركة من الرضا الوظيفي للموظفين أو العملاء، وكذلك لا يحلل قدرة الشركة على استغلال الموارد البشرية الخاصة بها؛ فهو تحليل خاص فقط بالجانب المالي بعيدًا عن المعلومات التشغيلية للشركات.

 

 

دورة إدارة الوقت

      في سياق آخر أقام مركز تراث للتدريب دورة فن إدارة الوقت الأسبوع الماضي- دورة: (مهارات إدارة الوقت) في الفترة من 29-31/1/2023، قدمها رئيس المركز جاسم السويدي، وحضرها عدد من موظفي الجمعية وفروعها المختلفة، وقد سعت الدورة لتحقيق عدد من الأهداف منها: تعريف المتدربين بأهمية إدارة الوقت، وتعريف الحاضرين عن مضيعات الوقت وحلوله، وطرائق الاستخدام الفعال للوقت، ومعرفة منطلقات توزيع الوقت، وكيفية التخطيط لإدارة الوقت، والطرائق الحديثة لاستغلال الوقت، وكيفية تحليل الوقت بطريقة فعالة، وكيفية ترتيب الأولويات، وأهمية التفويض وأثره في الإدارة الجيدة للوقت.

 

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك