رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 7 يونيو، 2018 0 تعليق

باختصار – كويتيات يُسْعِدنَ الفقراءَ في صَمْتٍ أمّ يُوسُف وأخواتها نَموذجًا

 

     بعيدًا عن الأضواء والصخب الإعلامي، يتحرك جنود مجهولون، يتفانون في عملهم الإنساني بهدوء، بعيدًا عن الرياء وحب الظهور، لايرجون شهرة ولا كسب مال، شعارهم قول الله -تعالى-: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}، رسالتهم قضاء حوائج الفقراء والمحتاجين، ورسم البسمة على وجوههم، وإدخال السرور عليهم، خطواتهم كمن يمشون على الرمال، لا تسمع لها صوتًا لكن آثارها واضحة ومؤثرة وباقية.

     أم يوسف وأخواتها، نموذج فريد من الكويتيات اللاتي نذرن أنفسهن لفعل الخير، وأحببن الخير للناس جميعًا، وسعين لرسم واقع جميل في حياة الفقراء، عطّرنه بأزكى أنواع العنبر والعود، اقتلعن جذور الأنانية من قلوبهن، وأحللن محلها الإيثار والعطاء؛ فكانت عطاءاتهن الخيّرة بألف رجل.

     أم يوسف وأخواتها، نموذج مشرّف للكويتيات اللاتي سعين في نفع الناس، ولم يعشن في حدود ذاتهن، بل انطلقن في أرجاء الكويت يبحثن عن أصحاب الحاجات؛ فكم من فقير بائس كففن دمعه، وكم من مكروب خففن كربه، وكم من ملهوف أغثنه، وكم من جائع أطعمنه، وكم من محتاج ساعدنه، وكم من يتيم كفلنه، وكم من مديون غارم قضين دينه.

     أم يوسف وأخواتها، نموذج مضيء لأجيال من الكويتيات اللاتي لم يستأثرن بما رزقهن الله -تعالى- من ممتلكات دون أن يعطين شيئا منها للآخرين الذين يفتقدونها، استشعارًا للأخوة الصادقة، والروح الإسلامية القائمة على المودة والعطف والتعاون، مصداقا لقوله -تعالى-: {إن هذه أمتكم أمة واحدة} (الأنبياء: 92).

أم يوسف وأخواتها، أحد النماذج الفريدة لنساء الكويت اللاتي جبلن على فعل الخير منذ نشأة الكويت رغم قسوة الظروف، إلا أنهن أثبتن أن العطاء والمروءة والشهامة صفات أساسية لأهل الكويت، تتوارثها الأجيال تلو الأجيال.

أم يوسف وأخواتها، نموذج للقدوات الحسنة التي تساهم في نهضة مجتمعها وإبراز أصالته وعراقته؛ فالشعوب العريقة ليست بطول أعمارها؛ ولكن بأخلاقها وقيمها، وما تقدمه للإنسانية من عطاءات.

     أم يوسف وأخواتها،  نقطة مضيئة وقدوة حسنة ومثال رائع لكثير من الكويتيات الفضليات اللاتي شغلن أوقاتهن بالعمل الصالح، وساهمن من حيث لا يدري أحد بالحفاظ على تماسك هذا المجتمع وترسيخ قيمه العريقة، وتقديم نموذج متميز ومثالاً يحتذى في فعل الخير والبذل والعطاء.

     إننا حين نتكلم عن مثل هذا النموذج، إنما نحاول تسليط الضوء على زاوية مضيئة ونموذج مثالي لعديد من النماذج والأمثلة الرائعة والمتميزة في تصرّفاتها وأفعالها وسلوكها في المجتمع الكويتي، لتكون قدوة ومثالاً ساميًا وراقيًا؛ فيعمل أبناؤنا وبناتنا على تقليده وتطبيق نهجه والحذو حذوه، وقد قيل قديمًا: وردة واحدة تكفي لميلاد الربيع، ونحن نقول: قدوة واحدة تبني هدايات الجميع، حينما نزرع في القدوة روح الاقتداء؛ فالقدوة مطلب فطري، ما لم نجلبه لأجيالنا الواعدة، سقطت في وحل الترهات، وحمم الجهالات.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك