رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 13 يناير، 2014 0 تعليق

انفعالات المراهق(3) 15 أسلوبا سلبيا في ممارسات الوالدين يسبب تدميرا لشخصية الابن المراهق


من الأساليب السلبية: السخرية من السلوك المرفوض، الذي يسحب الثقة من المراهق، ويقنعه بعدم قدرته على التخلي عن سلوكياته المزعجة.

 

هناك أساليب سلبية تعد ممارستها في تربية الأبناء من الطفولة إلى المراهقة سببا في تدمير الشخصيات النامية لدى الأطفال والمراهقين، وهي أساليب طالما حذرت منها وبينتها في معظم كتبي عن تربية الطفل والمراهق وأعيد تفصيلها هنا:

1- الصراخ:

     الصراخ يلغي لغة التواصل والتفاهم بين طرفي المعادلة... فالابن يدخل في حالة من الدفاع عن النفس والخوف من الصوت المرتفع، ويركز اهتمامه على الطرق التي تحميه من ردود أفعال غير منتظرة، ولا يبدي أي اهتمام بسلوكه الذي أثار هذا الصراخ، وتسبب فيه.

     كما إن الصراخ يعد أسوأ الطرق في التعامل مع المراهق، وآثاره السلبية أكثر من آثار الضرب، وغيره من الأساليب العقابية، هذا إضافة إلى كون الصراخ يحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى المراهق، والذي يدوم مع المراهق طيلة حياته، ومهما كبر فإن أي رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو صغير ضعيف.

وقفة!

     أذاعت إحدى محطات التلفزة الأميركية منذ سنوات سلسلة حول مفهوم الصغار إزاء كثير من موضوعات الحياة وعلائق الأسرة، وموقف الصغير من الطريقة التي يتبعها والداه في تأديبه، وما إلى ذلك من شؤون.

وكانت المحطة تستضيف كل أسبوع بعض الأطفال الأذكياء القادرين على الإفصاح عن آرائهم بوضوح وقوة وتوجه إليهم طائفة من الأسئلة.

     وقد كان موضوع التأديب هو موضوع إحدى الحلقات، واستمعت إحدى الأمهات إلى طفلها على شاشة التلفاز وهو يبدي آراءه وملاحظاته ويدلي بأقواله، وجزعت الأم أيما جزع لدى سماعها أقوال ابنها، فلما عاد إلى المنزل بادرته قائلة:

- هل قطعت يوما شيئا من مصرفوك اليومي عقابا لك؟

- هل احتجزتك في غرفتك يوما بطوله؟

- إذا ما سبب ادعائك بأنني فعلت هذه الأمور كلها معك على شاشة التلفاز؟

- كان لا بدلي أن أقول هذه الأمور كلها، وإلا كان علي أن أقول لك إنك كثيرة الصراخ في وجهي.

     تكلمت الفطرة... الصراخ أخطر من كل ما سبق، فيا ليت المربين يفقهون هذا، وأنا أُعد هذا السلوك كارثة تربوية، ورسولنا المربي الأعظم ما رفع صوته قط  صلى الله عليه وسلم ، إلا في بعض المواقف التي تستدعي ذلك مثل خطبة الجمعة وغيرها.

2- التأنيب واللوم:

كثرة التأنيب واللوم يوغر القلوب، ويفكّك العلاقات والروابط، ويبعد القلوب، ويقتل المشاعر الإيجابية بين الطرفين.

3- الأوامر المزاجية:

     كثرة الأوامر المزاجيّة دون عملية إقناع ترافقها تحوّل الابن إلى آلة لتنفيذ الأوامر، وتلغي شخصيته وتضعفها، وتجعل منه شخصاً انقيادياً مستسلماً لا كيان له.

4- التهديدات:

     كثرة التهديد بكل أنواعه: (المباشر وغير المباشر، اللطيف والعنيف...) لا يساعد ولا يسهم في حل مشكلة، أو إبعاد ابن مراهق عن السلوك المزعج، وإن بدا لنا أنه يترك هذا السلوك ويتخلى عن هذا السلوك، فإن هذا يكون مؤقتا، وبدافع الخوف من التهديد لا من خلال قناعات ومعتقدات ودوافع داخلية.

5- السخرية:

السخرية من السلوك المرفوض، الذي يسحب الثقة من المراهق، ويقنعه بعدم قدرته على التخلي عن سلوكياته المزعجة.

     إضافة إلى كون السخرية تحطم المعنويات، وتضعف كيان المراهق، وعادة ما تدخله في عالم منطوٍ على ذاته بعيداً عن التفاعل مع محيطه إيجابيا ومستقلا.

6- الشتم:

     شتم المراهق ووصفه بنعوت سلبية تثبت هذه الأوصاف، وتقنع المراهق بها، إضافة إلى أن الشتم يعلّم الابن البذاءة، وسوء الخلق، ويضعه ضحية آفات لسانه.

7- المقارنة:

     لا تقارن مراهقاً أبدا بغيره. فالمقارنة – أصلاً – لا تجوز بين شخصين وهي غير منطقية؛ إذ المقارنة تتم عادة بين سلوكين أو موقفين لا بين شخصين.

أما المقارنة بين مراهق وغيره أسلوب يزعزع ثقة المراهق بنفسه وقدراته، ويقنعه بفشله وعدم قدرته أن يكون مثل غيره.

8- المبالغة في الوعظ:

     إن النفس البشرية ترفض المبالغة في الوعظ، وتسأم ويصيبها الملل. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه -رضي الله عنهم- بالموعظة مخافة السآمة.

والمراهق كذلك.. يرفض أن يتلقى باستمرار وعظاً مبالغاً فيه ومباشراً.

9- سوء الظن بالمراهق:

تفسير السلوك دائماً بشكل سلبيّ يعد من سوء الظن بالمراهق، وعدم الثقة فيه وفي أخلاقه وقيمه.

     وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بين الابن ووالده، وإذا اندثرت هذه الثقة أغلقت أبواب التواصل بينهما، وإن أية علاقة متينة لا يمكنها أن تقوم إلا على ثقة متبادلة.

10- الاتهام:

     حين تضع ابنك في قفص الاتهام، فأنت تقوم بدور القاضي الذي يصدر الأحكام، والمحقق الذي يصدر الاتهامات بدل أن تقوم بدورك بوصفك مربياً ومصلحاً.

     والاتهام يكون مبثوثاً في أسئلتك. فالفرق شاسع بين أن تسأل ابنك لماذا تأخر؟ من باب الاطمئنان عليه والحرص على سلامته، وأن تسأله لماذا تأخر؟ من باب الاتهام وسوء الظن فيه.

فالدافع الأول يقرّبكما ويجعل ابنك يتواصل معك، ويفتح قلبه وحديثه معك، والثاني يجعله ينغلق وقد يدفعه للتهرب والكذب.

11- العقاب والعنف:

العقاب بشتى أساليبه لا يجعلك تركز على الحلول بقدر ما يكون، بالنسبة إليك شفاء للغليل، أو إفراز للتوتر.

     والمراهق الخاضع للعقاب قد يستجيب لك، ولكن مؤقتاً، أو أنه يتعلم الازدواجية السلوكية، فأمامك يتصرف بسلوك، وفي غيابك ينهج سلوكاً مخالفاً. وهنا يصدق المثل: «من أمن العقاب أساء الأدب».

وفهمي له: الولد يستجيب للعقاب فإن أمنه أساء، يعني لو غاب صاحب سلطة العقاب أساء الولد الأدب.

6 مظاهر للعنف مع الأبناء

1- منع المراهق من الحركة وممارسة حريته:

     حين تلجأ الأم مثلا لمنع ابنها المراهق من الخروج لممارسة شيء تعود القيام به من دون رغبته وأمام احتجاجه تكون قد مارست نوعا من العنف مع ابنها.

فالمراهق في هذه الحالة رضخ لمنطق القوة والضعف.. ويشعر بضعفه وعجزه حين يتكرر هذا النوع من الإخضاع.

2- إرغام المراهق

     المراهق الذي يفرض عليه القيام بسلوكيات معينة أو ترك أخرى، أو يرغم على الاعتذار أو السكوت دون أن يشرح له أسباب ذلك أو يقتنع بمسوغات كثيرا ما يخضع لنوع من العنف التربوي.

3- ابتزاز المراهق

     حينما يخضع المراهق للغة الابتزاز.. «بربط المكافأة بالعمل ومنعها إن لم يتحقق العمل» من مثل: لو قمت بهذا العمل سوف تحصل على ما ترغب فيه.. لو أديت واجباتك المدرسية أمنحك هدية.

بهذا الأسلوب يخضع المراهق للغة العنف.

فالابتزاز نوع من العنف

4- فرض الرأي الأبوي

 مقابل إقصاء آراء الأبناء

     الأب الذي يفرض رأيه باستمرار، ولا يسمح لأبنائه بإبداء وجهات نظرهم وطرح أفكارهم، ويفرض أحكامه دون أن يمنح أبناءه فرصة الحديث وتفسير آرائهم وطرحها يحرم نفسه من فرصة الإنصات للأبناء وفهم أفكارهم، ويمارس نوعا من العنف في علاقته بالأبناء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك