اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الوبائي
نظراً للخطورة الشديدة لمرض الالتهاب الكبدي الوبائي c فإن منظمة الصحة العالمية تنظم اليوم العالمي لالتهاب الكبد في 28 تموز/ يوليو من كل عام من أجل زيادة الوعي بالتهاب الكبد الفيروسي وفهمه، وبهذه المناسبة نقدم لكم ملفاً شاملاً عن المرض مع أطيب أمانينا بالصحة والعافية للجميع:
١- معلومات أساسية
التهاب الكبد C مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد C -أو (بالعربية: ج)- ويمكن للفيروس أن يسبب عدوى التهاب الكبد الحاد والمزمن على السواء، الذي تتراوح وخامته بين مرض خفيف يدوم بضعة أسابيع ومرض خطير يدوم مدى الحياة.
يعيش ما بين 130 و170 مليون شخص، أو ما يقارب 3% من تعداد السكان في العالم، وهم مصابون بالتهاب الكبد ج ، وبين 3–4 مليون شخص يصابون بالمرض كل سنة، بينما يموت نحو 500000 شخص سنوياً من جراء أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب الكبد C الفيروسي
يوجد التهاب الكبد C في مختلف أنحاء العالم. وأشد المناطق تضرراً هي أفريقيا ووسط آسيا وشرقها. وحسب البلد، يُمكن أن يتركز التهاب الكبد C في مجموعات سكانية معيّنة (على سبيل المثال، بين من يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن)؛ أو في مجموعات سكانية عامة. وهناك سلالات (أو أنماط جينية) متعددة لفيروس التهاب الكبد C ويتفاوت توزيعها حسب المنطقة.
٢- الأعراض والأضرار
تتراوح فترة حضانة التهاب الكبد C بين أسبوعين وستة أشهر. وبعد العدوى الأولية، لا تظهر على نسبة قدرها 80% من الناس أي أعراض لمدة عقود إلى أن تظهر أعراض ثانوية لضرر الكبد.
وأما بالنسبة لمن تظهر عليهم أعراض حادة من البداية فقد يصابون بالحمى والإرهاق ونقص الشهية والغثيان والقيء وآلام المعدة وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين) وقد يصير بولهم داكناً ولون برازهم رمادياً.
العدوى المزمنة قد تؤدي إلى ظهور ندوب على الكبد، وبعد سنوات عدة قد تؤدي إلى التشمّع. في بعض الحالات، يعاني مرضى التشمع أيضاً من الفشل الكبدي أو سرطان الكبد أو من أوردة شديدة التورم في المريء والمعدة، ما قد يؤدي إلى نزيف شديد يؤدي إلى الوفاة، وقد يؤدي التشمع الكبدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوردة التي تصل إلى الكبد وتجمع السوائل في الصدر وسهولة الإصابة بالكدمات أو النزف وربما تلف المخ.
٣- التشخيص
يتم على مرحلتين:
- الأولى: البحث المعملي عن الأجسام المضادة لفيروس c في الدم، فإن تم العثور عليه وكانت النتيجة إيجابية.
- الثانية: يتم إجراء الاختبار الثاني وهو تحليل الحامض النووي المميز لفيروس c للتأكد من العدوى ومعرفة درجة نشاطها.
يتم عمل اختبارات استكشافية لمعرفة درجة تضرر الكبد نتيجة الالتهاب،
٤- الأشخاص المعرضون للإصابة
يُمكن للتشخيص المبكر أن يقي من المشكلات الصحية التي قد تنجم عن العدوى وأن يمنع انتقال الفيروس. وتوصي منظمة الصحة العالمية بفحص الأشخاص الذين قد يكونون معرضين بدرجة أكبر لخطر العدوى. وتشمل المجموعات السكانية المعرضة بدرجة أكبر لخطر العدوى ما يلي:
الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.
الأشخاص الذين يتلقون منتجات الدم الحاملة للعدوى أو يخضعون لإجراءات جراحية في مرافق رعاية صحة لا تكون ممارسات مكافحة العدوى فيها مناسبة.
الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بفيروس التهاب الكبد C .
الأشخاص الذين يكون قرناؤهم الجنسيّون مصابين بفيروس التهاب الكبد C .
الأشخاص المصابون بفيروس الإيدز .
السجناء أو الأشخاص الذين سبق لهم أن سُجنوا.
الأشخاص الذين تعاطوا المخدرات عن طريق الأنف.
الأشخاص الذين يطبعون أوشاماً على أجسامهم أو يثقبون أجسامهم لتعليق حليً العلاج.
الأشخاص الذين مروا بتجربة نقل دم غير مؤمنة بدرجة كافية طبق معايير السلامة.
الأشخاص الذين يستخدمون أدوات النظافة الشخصية كأمواس الحلاقة وفرش الأسنان وأدوات العناية باليدين والقدمين وأدوات المائدة الخاصة بمن يحملون العدوى.
٥- هل تنتقل العدوى من خلال الممارسة الجنسية
لم تقم أية أدلة علمية على أن العدوى بالفيروس يمكن أن تنتقل من خلال الممارسة الجنسية السليمة بين الأزواج.
أما الممارسة متعددة الشركاء و الممارسات الجنسية المسببة لمستويات مرتفعة من الرض والأذى للانسجة الداخلية المبطنة للقناة الشرجية مثل الجماع الشرجي أو ما يحدث أثناء وجود مرض منتقل جنسياً أيضاً بما في ذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة أو تقرح الأعضاء التناسلية فهي تشكل خطرا.
وعلى أي الأحوال فينصح باستخدام الواقي الذكري من قبل المصابين بالمرض أو شركائهم على سبيل الوقاية والاحتياط.
٦- هل تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين؟
يحدث انتقال فيروس ج من الأم المصابة إلى جنينها في أقل من 10% فقط من حالات الحمل، و لا توجد أية وسيلة للحد من هذا الخطر.
يمكن أن يحدث الانتقال خلال فترة الحمل أو عند الولادة. و فترة المخاض الطويلة ترتبط بإمكانية أعلى لانتقال المرض. ولا توجد أي دلائل تشير إلى أن الرضاعة تنقل فيروس ج؛ ولكن يجب على الأم المصابة تجنب الإرضاع إذا كانت مصابة بتشقق ونزف في حلمة الثدي، أو إذا كان عدد الفيروسات لديها مرتفعة.
٧- معلومة خطأ
لا ينتشر التهاب الكبد C من خلال لبن الأم أو الأغذية أو المياه أو عن طريق التلامس العابر مثل العناق أو التقبيل أو تقاسم الأغذية والمشروبات مع شخص مصاب بالعدوى.
٨- العلاج
لا يحتاج التهاب الكبد C دائماً للعلاج؛ لأن الاستجابة المناعية لدى بعض الأشخاص تقضي على العدوى تلقائياً، كما أن بعض الأشخاص المصابين بالعدوى المزمنة لا ينتهي بهم المطاف إلى الإصابة بضرر كامل للكبد.
ويتوقف معدّل الشفاء على عوامل عدّة، منها: سلالة الفيروس ونوع العلاج.
معيار الرعاية بالنسبة لالتهاب الكبد C آخذ في التغيّر بسرعة. فحتى وقت قريب، كان علاج التهاب الكبد C مستنداً إلى الإنترفيرون والريبافيرين، وكان يتطلب حقناً أسبوعياً لمدة 48 أسبوعا، وكان يؤدي إلى شفاء نحو نصف المرضى المعالَجين، بيد أنه كان كثيراً ما يسبب تفاعلات ضائرة ومهددة للحياة أحياناً.
طرحت في الأسواق منذ مطلع العام مادتان فعالتان ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) يعتقد أن من شأنهما أن يساعدا مجموعة أكبر من المرضى، ولكنهما مكلفتان؛ إذ يصل ثمن جرعة العلاج على مدى 24 أسبوعا لنحو 120 ألف يورو (161 ألف دولار). والعقار الأول هو (سوفوسبوفير) واسمه التجاري سوفالدي. أما العقار الثاني فهو مزيج من مضادين للفيروسات هما داكلاتاسفير وأسونابرفير، وتم تطويره من قبل شركة بريستول مايرز، وجرى اختباره في جامعة هانوفر الطبية بألمانيا.
٩- الوقاية
لا يوجد تطعيم ضد التهاب الكبد C، ومن ثم فإن الوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد C تعتمد على الحدّ من خطر التعرض للفيروس في سياقات الرعاية الصحية، وفي صفوف المجموعات السكانية المعرضة للخطر.
التطعيم ضد التهابات الكبد A و B.
الفحص الدوري للكبد وإجراء تحاليل التعرف على الأجسام المناعية المضادة.
الالتزام بمعايير النظافة الشخصية وعدم تبادل الأدوات المعرضة لنزف الدم كأمواس وأدوات الحلاقة مع الغير.
لاتوجد تعليقات