الوسائل التعليمية وأهميتها
تقلل الوسائل التعليمية من الجهد لكل من المعلم والمتعلم وتختصر الوقت، وتزيل الرهبة بين المعلم والمتعلم ورتابة العملية اللفظية التي تشعر كلا الطرفين بالملل
لم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية درباً من الترف، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم، وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها، ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الآونة الأخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة.
والوسائل التعليمية هي مجموعة من المواد والأدوات التي لا تعتمد على استخدام الألفاظ لوحدها، إنما تعتمد على استخدام طرائق جديدة تساهم في استعمال الحواس الأخرى كالسمع والبصر واللمس والتذوق والسمع والحركة، وللمساهمة في تحسين نوعية التعلم وإثارة اهتمام المتلقي فيشارك في العملية التعليمية. لا تغني الوسائل التعليمية عن دور المعلم أبداً؛ فهي مساعد وحسب لإيصال المعرفة والخبرات بطريقة أسهل بين المعلم والمتعلم.
أهمية الوسائل التعليمية
تقلل الوسائل التعليمية من الجهد لكل من المعلم والمتعلم، كما تختصر الوقت، وتزيل الرهبة بين المعلم والمتعلم ورتابة العملية اللفظية التي تشعر كلا الطرفين بالملل، وتساعد على تسهيل عملية تلقي المعلومات وإيضاحها، وتثير انتباه المتعلم ولاسيما الأطفال الذين يصعب الحصول على تركيزهم، وتضاعف القدرة على الاستيعاب، وتحفز الدماغ، كما تنمي التفكير، وتوضح بعض المفاهيم التي يصعب شرحها، وتجعل العملية التعليمية أكثر متعة، تبرز مواهب الطلاب المختلفة في كافة المجالات، تزود الطالب بالمعلومات المتوفرة، وتساهم في نقل الخبرات بنهج صحيح ولأطول فترة ممكنة، وتربي السلوك وتحسنه، كما تساهم في تحسين الذوق ورفع كفاءة المتلقي وارتقاء تفكيره، وتساهم في استمرار التفكير، كما تفعل الرسوم المتحركة والرحلات؛ مما يجعل الطالب يحتفظ بالمعلومات لفترة طويلة.
أنواع الوسائل التعليمية
- الوسائل البصرية كاللوح (السبورة) والصور واللوحات، والخرائط والرسوم البيانية والمعارض والنماذج والمجسمات.
- الوسائل السمعية كالإذاعة المدرسية والمذياع (الراديو) والحاكي والتسجيل الصوتي.
- الوسائل السمعية البصرية كالرسوم المتحركة والأفلام ومسرح العرائس والتلفاز وجهاز العرض (داتاشو) والحواسيب.
- وسائل الرحلات التعليمية كزيارة المواقع والآثار والمعارض والمتاحف.
شروط استخدام الوسائل التعليمية
- أن تناسب الوسيلة التعليمية المراد استخدامها مع العرض الذي سيقدم ومحتواه، أن تتحقق من المعلومات التي ستعرضها وتوصلها الوسيلة التعليمية المستخدمة، وألا تبتعد الوسيلة التعليمية عن المعلومات المراد إيصالها أو تتوسع فيها بما لا يناسب قدرات الطلاب.
- أن تناسب إدراك الطالب وذكاءه، ويستطيع المعلم استخدامها بيسر وسهولة، ويجب أن تتوفر الوسيلة بكل معداتها وبحالة جيدة ونظيفة، والتأكد منها ومن عدم وجود أي خطورة في استخدامها.
أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية.
1- تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة.
2- معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها.
3- معرفة بالمنهج المدرسي ومدى ارتباط هذه الوسيلة وتكاملها من المنهج.
4- تجربة الوسيلة قبل استخدامها.
6- تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة.
7- تقويم الوسيلة.
8- متابعة الوسيلة.
قواعد اختيار الوسائل التعليمية
1- التأكيد على اختيار الوسائل وفق أسلوب النظم: أي أن تخضع الوسائل التعليمية لاختيار المواد التعليمية وإنتاجها، وتشغل الأجهزة التعليمية واستخدامها ضمن نظام تعليمي متكامل.
2- قواعد قبل استخدام الوسيلة: تحديد الوسيلة المناسبة، والتأكد من توافرها، التأكد من إمكانية الحصول عليها، وتجهيز متطلبات تشغيل والوسيلة، تهيئة مكان عرض الوسيلة .
3- قواعد عند استخدام الوسيلة: التمهيد لاستخدام الوسيلة، واستخدام الوسيلة في التوقيت المناسب، عرض الوسيلة في المكان المناسب، وعرض الوسيلة بأسلوب شيق ومثير، التأكد من رؤية جميع المتعلمين للوسيلة خلال عرضها، التأكد من تفاعل جميع المتعلمين مع الوسيلة خلال عرضها، إتاحة الفرصة لمشاركة بعض المتعلمين في استخدام الوسيلة، عدم التطويل في عرض الوسيلة تجنباً للملل، عدم الإيجاز المخل في عرض الوسيلة، وعدم ازدحام الدرس بعدد كبير من الوسائل، وعدم إبقاء الوسيلة أمام التلاميذ بعد استخدامها تجنبا لانصرافهم عن متابعة المعلم، الإجابة عن أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة.
4- قواعد بعد الانتهاء من استخدام الوسيلة: تقويم الوسيلة وصيانتها وحفظها.
دور الجامعات في تنمية المسؤولية الاجتماعية
د. علي بن يحيى آل سالم
إن من الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات التعليمة إيجاد مواطنين صالحين قادرين على إنتاج المعرفة وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، والتفاعل مع مستجدات العصر ومتطلباته، والمشاركة الفاعلة في مؤسسات المجتمع المختلفة؛ وذلك من خلال تحقيق الجامعات لوظائفها الرئيسة المتمثلة في التعليم الجامعي والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
ولعل من أهم المفاهيم التي تعزز علاقة الطالب الجامعي بمجتمعه مفهوم المسؤولية الاجتماعية التي أولتها الشريعة الإسلامية عناية فائقة؛ حيث تواجه الجامعات مسؤوليات متعددة بجانب مسؤولياتها الأكاديمية، ومن أهم هذه المسؤوليات الدور المتصل بتحقيق التنمية الاجتماعية التي تقوم على أسس تتسم بالشراكة. والمسؤولية الاجتماعية مفهوم أصيل يتضمن مجالات عديدة تدور حول المسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية تجاه الذات، والمسؤولية تجاه الآخرين والمجتمع، والمسؤولية الوطنية، والمسؤولية تجاه العالم الخارجي، وحتى المسؤولية تجاه الكائنات الحية والنبات. فهي المسؤولية الفردية عن الجماعة، ومسؤولية الفرد أمام ذاته عن الجماعة التي ينتمي إليها أو المجتمع الذي يعيش فيه، وعلى المستوى الجامعي فإن المسؤولية الاجتماعية للطالب تعني المهام والواجبات التي ينبغي أن يؤديها الطالب الجامعي لمصلحة مجتمعة داخل الجامعة وخارجها، من خلال ما يتعلمه ويمارسه داخل الجامعة من أنشطة وبرامج تتعلق بمجالات المسؤولية الاجتماعية.
ويمكن تنمية هذه المجالات لدى الطلاب من خلال مؤسساتنا التعليمية المختلفة التي تهتم ببناء الإنسان، وأكثرها أهمية بالطبع المؤسسات الجامعية. ويقاس دور التعليم الجامعي في تعزيز مفاهيم المسؤولية الاجتماعية من خلال قدرة الطالب على إدراك قيم المسؤولية الاجتماعية الحقيقية وفهمها وممارستها عمليًا في مختلف المؤسسات والوسائط، والمشاركة الفاعلة في مجتمعه واستشعار الخدمات المجتمعية بحس وطني فاعل. ويتعاظم هذا الدور لدينا في المملكة العربية السعودية؛ إذ إن شريحة الشباب تزيد عن 60% من السكان؛ لذا فإن تربية الشباب على المسؤولية الاجتماعية والالتزام بها قولاً عملاً من أبرز الأولويات التي ستسهم في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة إن شاء الله.
ومن العوامل المساعدة لتحقيق ذلك تهيئة مناخ جامعي إيجابي يسمح بدرجة من التفاعل الاجتماعي, ويسوده روح التعاون والتآلف والجماعية, وإيجاد فرص إيجابية لدعم الثقافة الوطنية والإشادة بها والتمسك بمضمونها دون انغلاق أو رفض لنتاج التطور المعرفي, وتنمية الشعور لدى كل فرد أن له دوراً فاعلاً داخل هذه المؤسسة, وأن تتضمن المقررات الجامعية المفاهيم والمعاني المرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية، وتثير تساؤلات عديدة حول مشكلات الوطن وقضاياه , وذلك من خلال التركيز على تعويد الطلاب على المشاركة في الأعمال التطوعية في المجتمع, وتشجيعهم على المشاركة في حملات التبرعات, والحرص على إقامة علاقات جيدة مع الأقارب والجيران تحقيقاً لمبدأ التكاتف والترابط بين أفراد المجتمع، وتعريفهم بكيفية التعامل الجيد مع كل الفئات التي تعيش بيننا من غير المواطنين. وعلى أساليب الحوار الهادئ والنقاش الموضوعي مع الآخرين، وإكسابهم قيم التسامح والعفو والتيسير في علاقاتهم بأسرهم ومجتمعهم، وفتح مزيد من قنوات التوجيه والحوار والتثقيف مع الناشئة من خلال العلماء والدعاة والمفكرين والأكاديميين في جو يسوده الحب والتوجيه السليم.
وختاماً ينبغي الاهتمام بالأنشطة الجامعية داخل الجامعة وخارجها لدورها الفاعل في إكساب الطلاب الكثير من المهارات المتنوعة والقيم الفاضلة والاتجاهات الإيجابية السليمة التي تسهم في دعم معنى الجماعية والعمل بروح الفريق، وتحمل المسؤولية، وتكوين الشخصية المتكاملة علماً وخلقاً وسلوكاً.
لاتوجد تعليقات