رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مؤمنة معالي 21 يناير، 2013 0 تعليق

الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين

 

     إمكانية استخدام الإنترنت وتطبيقات التواصل المجاني دفعت بـ45% من سكان العالم لامتلاك هواتف ذكية، الأمر الذي عزز ترسيخ التواصل بين الأفراد حول العالم بصورة كبيرة وتكلفة رمزية لا تتعدى سعر حُزمة الإنترنت، وتتمتع بخاصية التجوال مع المستخدم أينما حل، بالإضافة لخفة حملها مقارنة باللابتوب.

     وبالرغم من الميزات الكثيرة التي يجنيها مستخدم الجوال الذكي إلا أنها عادت بالسلب على الترابط الأسري والتواصل المباشر مع المحيط الاجتماعي لهؤلاء، حيث أصبح التعلق بالتكنولوجيا يأخذ منحى أكثر خطورة؛ إذ إن إشعاراً واحداً من whats app، أو تعليقا على صورة في instagram كفيلان بأن ينقلا انتباه المستخدم للعالم الافتراضي وتتبع الردود والإشعارات، ولا شك أن مثل هذه الانشغالات قد تكون سبباً قوياً في إثارة الخلاف بين الزوجين، أو التأثير سلباً على الأسرة التي تحتاج من الأبوين المتابعة والرعاية الحثيثة واليقظة الدائمة.

I phone “الضرة المُرة”

     تقول ليلى: أعد جهاز الآيفون “ضرة مرة” لي، فهو رفيق زوجي ليلاً ونهاراً، وفي كثير من الأحيان أَشعُر بأنه ليس معي، فهو مجرد مستمع، وبعد أن أنتهي من حديثي أكتشف أنه كان مشغولاً بمحادثة مع أحد الأصدقاء.

الانشغال بالبلاك بيري شغل زوجتي في غربتها

     أما عبد الحي فكما يعبر أنه قد ارتاح نفسياً بعد اقتناء جهاز البلاك بيري لزوجته، حيث إنهما يعيشان في الغربة، ويتطلب عمله الغياب أكثر من 12 ساعة، تبقى فيهما زوجته وحيدة، إلا أنها وبعد استخدامها للجهاز الذكي واشتراكها في جروبات الأهل والأصدقاء باتت تقضي الوقت في متعة وفائدة وقد انطوت عنها آلام الغربة.

أنـدم لشرائي الجلاكسي هدية لزوجتي

     أما أبو رامي فيشعر بالندم أحياناً لشرائه جهاز جلاكسي «اس 3» لزوجته في ذكرى زواجهما الرابع، حيث إنه يأخذ الكثير من وقتها في المتابعة والتحدث مع رفيقاتها، وقد أثر ذلك على حرصها الشديد على المنزل الذي كان يلحظه في السابق، غير منكر أنها تعلمت الكثير من فنون الطبخ وتربية الأطفال.

الأجهزة الذكية تركت أثراً مفيداً في حياتنا

     تقول أم عمر: بمجرد عودتنا من العمل وعودة الأبناء من المدرسة نُغلق الإنترنت في أجهزتنا المحمولة، ولا نعيد الخدمة إلا في ساعات المساء بعد الراحة وشرب الشاي خلال الجلسة العائلية، ونقضي بقية الوقت في البحث عن المفيد وتبادله مع الأصدقاء، وأرى أن هذه التكنولوجيا قد أثرت إيجابا في حياتنا فنحن في كل يوم نكتسب معلومات جديدة ونعممها على جميع أفراد العائلة.

     ويقول الأستاذ أحمد عبد الله مُختص العلاقات الزوجية والأسرية: إلا أن الأسرة مُعرضة للكثير من التغيرات التقنية التي تُحيط بها، الأمر الذي يحتاج دائماً لوعي الزوجين ومواكبتهما لهذا التطور واغتنامه ليكون عاملاً في الاستقرار وليس سبباً في الخصام وضعضعة أركان الأسرة.

     ويؤكد عبد الله أن الهواتف الذكية أصبحت تأخذ الكثير من وقت الزوجين حيث إنها لم تعد مقتصرة على التواصل، بل باتت تُمكن المرء من استخدامها في إتمام أعماله ومتابعتها، ولا شك أن هذا ينعكس على حياة الشريكين سلباً في حال عدم امتلاكهما الوعي المطلوب للتعامل مع هذه التكنولوجيا الجديدة.

     ويُضيف أن الانشغال عن الطرف الآخر والغوص في العالم الرقمي على حساب العالم الواقعي هو عين السلبية التي تحملها هذه التكنولوجيا؛ لذلك فمن الواجب على الأطراف فصل الحياة الاجتماعية الخارجية والعمل عن وقت البيت، والانضباط بوقت محدود من الدقائق لمتابعة مستحدثات العالم الافتراضي؛ إذ إنه لا يعقل أن يقضي الوقت في ذلك بالساعات داخل البيت، ويغيب عن بيته لفترات طويلة خلال اليوم من أجل العمل؛ لذا فإن الحل الأمثل هو ترتيب الأولويات والحرص على ألا يطغى أحدها على الآخر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك