رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: علي صالح طمبل 18 أغسطس، 2014 0 تعليق

الهجوم على النقاب: ليس الأول ولا الأخير..!!


في أحد البرامج التلفزيونية، هاجم مقدم البرنامج النقاب، ودعا إلى منعه بحجة أن بعض المجرمين والمجرمات يلبسونه!

وأعجبني رد د. عارف الركابي على هذا الإعلامي حين قال: «إذا لبس شخصٌ لبس الشرطة أو الجيش وانتحله واستغله في فسادٍ كبير قام به وساعده ذلك اللبس على تنفيذ جريمته، فهل الإساءة لذلك اللبس بذلك التصرف يصح مسوغا للمطالبة بإلغاء الزي المميز للعسكريين خشية أن يسيء أحد استعماله؟!!

     وإذا ارتدى لبس الأطباء من ليس بطبيب ونفّذ به جريمة أو جرائم عدة هل يجوز لأحد أن يطالب بأن يلغى اللبس الخاص بالأطباء بناءً على استغلاله من قبل المجرمين؟! على هذا المثال فليقس.. لو طالب شخصٌ بإلغاء لبس أصحاب هذه المهن ــ الذي خصصته أنظمة دنيوية لتحقيق المصالح لأنكر عليه الجهال قبل العلماء والصغار قبل الكبار، ولضحك عليه عامة الناس».

     لقد تناسى مقدم البرنامج الحكم الشرعي للحجاب بعده واجباً عند أكثر أهل العلم، وهذا عجيب أن يطالب مسلم بإلغاء واجب شرعي، أسوة بمن سبقه من الكفار، مثل فرنسا التي منعت النقاب من قبل، فإذا كان الكافر معذوراً؛ إذ ليس بعد الكفر ذنب؛ فما عذر المسلم؟ وهل ما ساقه من حجج مسوغ كاف لمنع النقاب؟!

كما أن دعوته هذه ليست بجديدة، فقد كان لها سلف ممن ابتُلينا بهم في الأمة الإسلامية، دعوا إلى منع النقاب بحجة أنه عادة من عادات العرب، وقد رد عليهم العلماء الأفاضل، وليس المجال متسعاً للإفاضة  في هذا المنحى.

لقد سلم من أمثال هؤلاء من الإعلاميين المتبرجات والمتبذلات والسافرات والكاسيات والعاريات، وسلمت منهم مجتمعات الاختلاط والعري والغناء الهابط ولم يسلم منهم المنقبات المحجبات العفيفات الطاهرات النقيات، ولكنها الفطرة حين تنتكس، والغشاوة حين تغطي القلوب والأبصار!

     وإني لأتساءل: لماذا غض أمثال هؤلاء الإعلاميون الطرف عن التبرج الذي استشرى في شوارع الخرطوم، حتى تفننت كثير من النساء في فتنة الناس وإغوائهم، لدرجة أن أُطلِق على ما يلبسْن أسماء مثل: (فصل الدين عن الدولة)، و(الشريعة طرشقت – عياذاً بالله - )، و(أديني حقنة)، و(شطفني)؛ فأيهما أولى بالنقد والمنع: أمثال هذه الملابس الخليعة، أم النقاب المحتشم الذي فرضه الله سبحانه وتعالى؟!

     إن هذا الهجوم على النقاب ليس تلقائياً أو بريئاً، وليس الأول ولا الأخير، وإنما يستهدف زعزعة ثوابت الأمة والتشكيك في مبادئها المستقاة من مشكاة الوحي وهدي النبي عليه الصلاة والسلام؛ فعلى المسلمين أن يأخذوا حذرهم ممن يسوقون الدعاوى والدعوات بمعسول الكلام وساحره؛ لينالوا من عقيدة الأمة ويهزوا مسلماتها، فقد قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ: {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون} (سورة المنافقون: الآية4) .

وقال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ  وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (سورة محمد: الآية 30) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكُم بعدي كلُّ مُنافقٍ عليمِ اللِّسانِ) (صحيح الترغيب والترهيب: 1/103).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك