رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 13 فبراير، 2012 0 تعليق

النظام السوري يستخدم سياسة الأرض المحروقة- أين الضمير العالمي مــن مجـــازر حمــص؟!

 

 إن النظام السوري بدأ يتمادى في مجازره الدموية بعد أن فهم بطريقته الخاصة أن الفيتو الروسي - الصيني للمشروع العربي في مجلس الأمن يعطيه الضوء الأخضر ليفعل مايشاء من الحماقات، وتشير صحيفة «الإندبندنت» إلى أن الزيارة الروسية حول محادثات السلام انتهت، فيما يستمر القصف الثقيل لمدينة حمص، فزيارة وزير الخارجية الروسية «سيرغي لافروف» خرجت بالتزامات من بشار الأسد بإنهاء القمع الدموي. إن روسيا قد وضعت نفسها في وسط جهود دبلوماسية متأرجحة لوضع حد للعنف الدائر هناك، وذلك عندما أصر لافروف خلال زيارته لدمشق على أن النظام هناك ملتزم بوقف العنف، وقال لافروف: إن الأسد أكد له الالتزام بفتح حوار مع المعارضة، وإجراء استفتاء حول دستور جديد، وتوسيع مهمة المراقبين العرب، وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من سماع تعهدات مشابهة خلال الأشهر الأحد عشر التي هي عمر الانتفاضة السورية، واستمرار العنف وتصاعد وتيرته.

       وتعرضت الصحيفة نفسها لموقف بريطانيا التي استبعدت أي تدخل غربي في سورية، على الرغم من تزايد حدة القمع ضد المحتجين والمنشقين على النظام من قبل القوات الحكومية، وقالت الصحيفة: إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتمع مع أعضاء مجلس الأمن الوطني البريطاني، حيث تم الاتفاق على تشديد العقوبات ضد النظام السوري، وتقوية العلاقات مع زعامات المعارضة؛ حيث إن لندن ردت بتحفظ على تصريحات لافروف القائلة: إن الأسد مستعد لإنهاء العنف واجراء استفتاء على الدستور؛ إذ قال مكتب رئيس الوزراء: إن النظام السوري يحكم عليه ليس بناء على ما يقول، بل على أفعاله «الوحشية».

       أما على الصعيد الميداني فقد أشارت الصحيفة إلى أن الناس في حمص يستعدون للأسوأ، فمعارضو الأسد مصممون على مواصلة مسيرتهم، مع زيادة إطباق الجيش النظامي عليهم، وانحسار الآمال لدى الناس في المدينة، وإن مقاتلي المعارضة يستعدون بمحاولات مستميتة لرد ما يعتقد كثيرون أنه بداية عملية عسكرية برية واسعة النطاق للسيطرة مجددا على الأحياء التي فقدت قوات الحكومة السيطرة عليها في حمص.

       وفي الشأن السوري أيضاً نقلت صحيفة «الجارديان» (8/2/2012)، عن سكان حمص المحاصرين قولهم: إن الحصار «مذبحة»، فيما يستمر القصف المدفعي، ورصاص القناصة؛ حيث يخشى هؤلاء أن تكون تلك بداية هجوم قاتل ومدمر عليهم، وقارنت الصحيفة بين مشهدين في مدينتين، تمثلا في صورتين متناقضتين إحداهما لموكب سيارات الوفد الروسي وحشود تستقبله ترفع الأعلام، وصورة إلى جوارها  بالحجم نفسه للدمار الذي لحق بحمص، ونقلت الصحيفة عن شهود داخل المدينة قولهم: إن حمص تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والدبابات والصواريخ التي تسقط عليهم كل بضع دقائق، إلى جانب طائرات الهليوكوبتر والطائرات الحربية التي تحوم فوقهم، وتنسب إلى هؤلاء قولهم: إن دبابات الجيش السوري طوقت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة استعدادا لما يرون أنه هجوم مميت ونهائي من القوات الحكومية.

       وأضافت الصحيفة ناقلة عن لافروف قوله: إن الأزمة في سورية بحاجة إلى حل عربي، بينما ذكرت منظمة اليونسيف للطفولة التابعة للأمم المتحدة أن أحداث حمص أسفرت حتى الآن عن مقتل 400 طفل واعتقال 400 آخرين.

       وقالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» (8/2/2012): إن المئات قتلوا في سورية منذ استخدمت موسكو وبكين الفيتو لإفشال مبادرة عربية تدعو الأسد للتخلي عن السلطة، وأشارت إلى أن القتلى ليسوا فقط من المقاتلين، بل العديد من المدنيين، وأن هؤلاء الناس كانوا سيقتلون على أي حال، لكن موتهم، وموت آخرين لاحقا، يجعل من الفيتو الروسي والصيني أمراً لا يحتمل.

       وأضافت الصحيفة قائلة: إن موسكو، وبكين بدرجة أقل، سوّغتا موقفهما جزئيا بما حدث في ليبيا؛ حيث امتنعتا عن التصويت في شأن ليبيا بعد أن حصلتا على تأكيدات بأن الهدف من القرار حول ليبيا هدف إلى حقن الدماء وليس إلى تغيير النظام، وأكدت الصحيفة أن القرار حول سورية ربما وصل إلى نقطة تغيير النظام بدعوته إلى تشكيل حكومة انتقالية، وهو ما قبلت به موسكو من خلال حوارها مع المعارضة؛ لذا ترى الصحيفة أن على المجتمع الدولي تكثيف الضغوط مع غياب قرار من الأمم المتحدة، فإغلاق السفارات غير كاف، ومن الممكن تشديد وتوسيع العقوبات الاقتصادية، كما يجب تطبيق العقوبات الحالية تطبيقا كاملا من قبل الغرب والجامعة العربية، فهناك حاجة إلى خطة ذات صدقية للتحرك في حال تعمقت الأزمة وتعقدت أكثر من حالها الآن.

وختمت بطرحها عدة أسئلة لا بد من الإجابة عنها، «منها تقديم السلاح للمعارضين المتمردين نعم أم لا»، «فتح ممرات للمساعدات الإنسانية نعم أم لا»، «كيفية مساعدة المعارضة المتفككة لإيجاد أرضية مشتركة للعمل معا وتقديم المعارضين أنفسهم بديلا موثوقا ومعتمدا عليه نعم أم لا». إن الضغوط يجب أن تمارس أيضا على روسيا والصين لجعلهما تدركان أين تقع مصالحهما البعيدة الأمد، وإن الفشل في استصدار قرار دولي يجب ألا يضعف الإرادة الدولية لوقف القتل في سوريا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك