رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 28 سبتمبر، 2022 0 تعليق

الناخب.. والمسؤولية الكبيرة

- تقع على الناخب عند التصويت في الانتخابات مسؤولية كبيرة؛ ففي رقبته أمانة عظيمة، يجب أن يشعر بعظم حملها، قبل أن يُقدم على التصويت والانتخاب؛ فالله -عز وجل- سائله عن تلك الأمانة، حفظها أم ضيعها؟ قال -تعالى-: {وقفوهم إنهم مسؤولون} (الصافات: 24). وقال -جل شأنه-: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الحجر: 92-93). أي سوف يحاسبون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا.

- إن اختيار مرشح بعينه في الانتخابات، يدخل في أبواب عدة من أبواب الشريعة، منها: باب الأمانة، وباب الشهادة، وباب التزكية، وباب القضاء.

- أما باب الأمانة: فيجب على المواطن أن يكون أمينا في اختيار الأصلح والأحق من المرشحين لهذه الولاية العامة؛ إذ هي منصب كبير وخطير؛ فإذا اختار غير الأصلح والأحق بهذا، فهو بذلك لم يؤد الأمانة التي حمَّلها نفسه عند التصويت، بل خان الله ورسوله والمؤمنين. وحديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -، عنما طلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستعمله في أحد المناصب؛ ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده على منكبه، وقال: «يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا».

- وأما في باب الشهادة: فإن تصويت المواطن الناخب واختياره لأحد المرشحين يعد شهادة، فلسان حاله يقول: «أشهد بأن فلانا المرشح أحق وأصلح المرشحين لهذا المنصب»، فإن كان يوجد من هو أصلح منه وأحق، فإن هذه الشهادة تعد زورا وكذبا؛ ولذلك فهو آثم عند الله. قالَ - صلى الله عليه وسلم-: «ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ - صلى الله عليه وسلم-: قَوْلُ الزُّورِ -أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ».

- وأما في باب التزكية: فإن التصويت والانتخاب يعد تزكية؛ فلا يزكي من المرشحين إلا من كان أهلا لتلك التزكية، ويرى أنه الأحق والأصلح لتولي هذا المنصب الكبير في مجلس الأمة. قال -تعالى-: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} أي لا تمدحوها ولا تثنوا عليها بحسن أعمالها. وقال - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا - والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا - أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك».

- وأما في باب القضاء: فكأن المرشحين اختصموا عند المواطن الناخب، وقالوا: احكم بيننا، من منا أحق بهذا المنصب وتلك الولاية الكبيرة على حقوق الناس ومصالح دينهم ودنياهم؟ فإذا قضى المواطن وحكم في تصويته واختياره لفلان المرشح، فواحد من أمرين: إما أن هذا المرشح أحق بهذا المنصب؛ لأنه جدير به وأصلح له، فحينئذ يكون حكمه عدلا وقسطا، وإما أن يكون غيره أحق منه وأصلح، فيكون قد جار في حكمه وظلم. قال -تعالى-: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء: 58).

- لذا فإن على الناخب أن يسأل عن مرشحه الذي سيختاره، ليمثله في التشريع الذي سيبقى أثره لسنوات عدة؛ فلا يعطي صوته إلا لمن هو أهل لذلك، ولا يلتفت للشعارات والوعود والقرابات.

 

26/9/2022م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك