المُجمع أهدى 5000 نسخة من المصاحف المترجمة إلى جمعية إحياء التراث الإسلامي – مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف – من أعظم صور عناية المملكة بالقرآن الكريم
قال الله -تعالى-: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}، وقال -تعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، تكفل الله -تعالى- بحفظ كتابه الكريم من التحريف والتبديل والتغيير؛ فكان كتاب الله الكريم محل اهتمام المسلمين وخلفائهم وعنايتهم منذ عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ حيث تم جمعه للمرة الأولى، ثم اكتمل جمعه نهائياً في عهد عثمان رضي الله عنه ، وكُتِبتْ نُسَخ منه وتم نشرها في الأمصار.
وظل القرآن الكريم بعد عهد الخلفاء الراشدين يُنسخ يدويًا، إلى أن جاءت المطابع في العصر الحديث؛ فانتشرت النُسَخ المطبوعة للقرآن الكريم في مختلف البلاد الإسلامية، ولكن كانت تلك النسخ محدودة وقليلة الانتشار، إلى أن قَيّض الله في عصرنا الحاضر لخدمة كتابه الكريم حكومة المملكة العربية السعودية؛ حيث حملت على عاتقها الاهتمام والعناية بالقرآن الكريم؛ فأنشأت لذلك مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف الذي يُعنَى بخدمة القرآن الكريم، وطباعته، وترجمته، ثم يقوم بنشر تلك المصاحف والترجمات وإيصالها إلى المسلمين في شتى الأقطار والبلاد، وكان من أهم وأجل خدمات المجمع طباعة المصحف الشريف؛ حيث يقوم بطباعته بأدق الصور وأصحها، بعد أن يتم فحصه وتدقيقه من اللجان المتخصصة، ثم يُطبع بأفضل المواصفات؛ من حيث اختيار الورق، وكذلك التجليد، وسائر مستلزمات الطباعة، وقد قام المجمع منذ تأسيسه وإلى الآن بطباعة عشرات الملايين من المصحف الشريف وتوزيعه، وقد وصل هذا المصحف إلى أيدي المسلمين في أكثر أقطار الأرض، ومختلف دول العالم، وإلى أقاصي البلاد في هذا العالم الفسيح.
5000 نسخة لجمعية إحياء التراث
تسلمت جمعية إحياء التراث الإسلامي (5000 نسخة) من المصاحف المترجمة للغات عدة، من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وقد اشتملت الكمية المرسلة على ترجمات للغات عدة هي: الأردية، والبنغالية، والهندية، والتاميلية، والإنجليزية، والتلغوية، والمليبارية، وقد جاء هذا الإهداء بناء على توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع، د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله-، وقد قامت الجمعية بتوجيه كتاب شكر وعرفان للشيخ حفظه الله، ولسمو الأمير سلطان بن سعد بن خالد آل سعود، سفير المملكة العربية السعودية بدولة الكويت، على هذا الاهتمام البالغ لخدمة كتاب الله تعالى ونشره، مؤكدين على تقدير الجمعية لجهود خادم الحرمين الشريفين، لما يوليه من عناية خاصة بكتاب الله عزوجل وطباعته بمختلف اللغات ونشره على عموم المسلمين في ربوع المعمورة، متمنيين دوام التعاون لما فيه خير الإسلام والمسلمين في كل مكان.
نبذة عن المجمع
يُعدّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجلِّ صور عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم، حفظًا وطباعةً، وتوزيعًا على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حجر الأساس للمجمع سنة 1403هـ، وتم افتتاحه سنة 1405هـ.
أهداف المجمع
ويستهدف المجمع إلى طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وتسجيل تلاواته، وترجمة معانيه، والعناية بالبحوث والدراسات الأصيلة المتعلقة بعلوم القرآن الكريم. وتقدر مساحته بمئتين وخمسين ألف مترٍ مربع، ويُعَدُّ وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها. وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الإشراف على المجمع، وفي المجمع مجلس علمي يُعنى بدراسة الأعمال التي تُرفع إليه من المراكز العلمية، والاطلاع على التقارير المعدة من قبل اللجان والجهات العلمية؛ لإبداء الرأي فيها.
الطباعة بالروايات المتواترة
وقد وضع المجمع على عاتقه طباعة القرآن الكريم بالروايات المتواترة وفق أسلوب يتميز بالدقة من مرحلة كتابته من قِبَلِ خطاط المجمع، إلى مرحلة مراجعته مراجعة علمية دقيقة، تشمل كل حرف، وكلمة فيه، وتنهض بهذه المراجعة (اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية)، وتتفرع عن هذه اللجنة لجنةُ الإشراف على المصاحف المرتلة (التسجيلات الصوتية)، وقد أشرفت على تسجيل طائفة من التسجيلات لمشاهير القرّاء.
نظام دقيق للمراقبة
وينفرد المجمع بنظام دقيق للمراقبة متعدد المراحل، وتشمل مراقبة الإنتاج كلاً من مراقبة النص والمراقبة النوعية والمراقبة النهائية، وتتعاون هذه الأقسام على المحافظة على سلامة النص القرآني، وضمان حسن الإخراج الطباعي. ويستخدم المجمع في مراحل التحضير والطباعة والتجليد أفضل المواد ذات الصفات العالمية، كما يستخدم أحدث التقنيات الحاسوبية في جميع مراحل العمل.
الشؤون العلمية
وأما الشؤون العلمية؛ فتشرف على مختلف المناشط العلمية للمجمع، ويتبعها مركز الدراسات القرآنية الذي يُعنى بأعمال التحقيق العلمي لمخطوطات التراث القرآني، كما ينظم الفهارس التي تُسَهِّل الإفادة منه، ويُنشئ المعاجم التي تُعِين على جمع المواد التي تقع ضمن هدفه المنشود، ويُعِدُّ الدراسات الأصيلة المتصلة بعلوم القرآن.
مركز الترجمات
ومركز الترجمات الذي أُنشئ إيماناً من الوزارة بأهمية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم المهمة جميعها؛ تسهيلاً لفهمه على المسلمين الناطقين بغير اللغة العربية، وتحقيقاً للبلاغ المأمور به في قوله صلى الله عليه وسلم : «بَلِّغوا عني ولو آية»، وقد أعدَّ المركز مجموعة من ترجمات معاني القرآن الكريم تزيد على أكثر من (72) لغة.
مركز البحوث الرقمية
ومركز البحوث الرقمية لخدمة القرآن الكريم وعلومه، الذي يُعنى بمراجعة الإصدارات الإلكترونية التي تحتوي على نصوص القرآن الكريم وتلاواته (المُنتجة من قبل المجمع أو أي جهات أخرى) ومتابعتها، ومَنْح شهادات المصادقة، أو التوصية بمنع النصوص المغلوطة منها، مع الحرص على توفير البدائل الإلكترونية المناسبة من البرامج الحاسوبية الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، ونُسَخه الرَّقمية النصِّية والمرئية والمسموعة المطابقة لمصحف المدينة النبوية، ومواكبة التطورات التقنية المتجددة في هذا المجال.
التقنيات الرَّقمية
وأما في مجال التقنيات الرَّقمية؛ فقد أنجزت إدارة تِقنية المعلومات في المجمع العديد من المشروعات والتطبيقات والبرمجيات والمصاحف الرقمية من بينها:
- تطبيق مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، وتطبيق مصحف الخدمات الحاسوبية للقرآن الكريم وعلومه.
- قواعد بيانات المصحف الشريف، وهي أحد المشروعات التقنية المهمة التي يعمل المجمع على إنتاجها لخدمة القرآن الكريم، وقد روعي فيها استعياب مختلف الأشكال ومكوِّنات النص القرآني لكل رواية من روايات المصحف الشريف.
تحسين جودة الخط
مشروع تحسين جودة خط مصحف المدينة النبوية، وهو أحد المشروعات الرائدة في المجمع، ويُعدّ الأول من نوعه في مجال خدمة القرآن الكريم وخدمة علومه. ويستهدف معالجة خط مصحف المدينة النبوية، من أجل إنتاج خط حاسوبي عالي الجودة من خلال معالجة منحنيات الأجزاء الدقيقة للرسم العثماني المستخدم في الخط وتحسينه؛ مما يساعد على إظهار الخط النهائي بجودة عالية، وقد أنجز -ولله الحمد- مصحف المدينة النبوية برواية حفص كاملاً، وكذلك مصحف المدينة النبوية برواية ورش.
مشروع الصيغ الرَّقمية
مشروع الصيغ الرَّقمية للمصحف الشريف، وهو أحد مبادرات المجمع نحو توحيد طريقة التعامل الرقمي مع القرآن الكريم -نصاً وبرمجة-، بهدف القضاء التدريجي على ظاهرة التعامل مع نصوص من القرآن الكريم المجهولة المصدر، التي قد تحتوي على بعض الأخطاء، وتقوم فكرة المبادرة على توفير نسخ رَقْمية للنص القرآني بأهم أربع صيغ رَقْمية متداولة في أعمال البرمجيات الحاسوبية: (XML, JS*N, MySQL, SVG) وَفق كل رواية بدءاً برواية حفص عن عاصم الكوفي، ثم سيليها تباعاً -إن شاء الله تعالى- بقية الروايات الأُخر.
تطبيق مصحف المدينة
تطبيق مصحف المدينة النبوية للنشر المدرسي، الذي أنتجه المجمع بناء على ما لُمِس من حاجة طلبة العلم الشرعي وطلاب المدارس العامة والجامعات وغيرهم من المستفيدين إلى نسخة ميسَّرة من تطبيق (مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي) تكون سهلة الاستخدام، وتساعد على تخفيف العبء على أجهزة الحاسب ذات السعة الصغيرة -التي يستخدمها الطلاب- بتثبيت ملف خط حاسوبي واحد لكل رواية، بدلاً من تثبيت (604) ملفات للخطوط في الرواية الواحدة، مثل ماهو مطبق في تطبيق (مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي)، كما أن التطبيق المذكور يدعم أحدث أنظمة تشغيل ويندوز.
خطوط الرسم العثماني
مجموعة من خطوط الرسم العثماني بمختلف الروايات، التي أنتجها المجمع ضمن اهتماماته بشأن دعم بيئة البرمجيات الإسلامية بخطوط حاسوبية لنص المصحف الشريف بالرسم العثماني، الموافق لمصحف المدينة النبوية على هيئة (TTF) متوافقة مع الترميز المعياري الدولي (Unic*de)، مدققة وخالية من الأخطاء، ويسهل تداولها واستخدامها في البرمجيات والتطبيقات الحاسوبية ومحررات النصوص ومواقع الإنترنت ونحوها، مدعومة بوثيقة (وورد) تحتوي على النص القرآني كاملاً لكل رواية، وقد أنجز المجمع حتى الآن ستة خطوط حاسوبية بالرسم العثماني لكل من الروايات التالية (حفص، وورش، وقالون، وشعبة، والدوري، والسوسي).
خدمة اللغة العربية وعلومها
كما تبنى المجمع - ضمن اهتماماته في إطار خدمة اللغة العربية وعلومها- تطوير مجموعة من الخطوط الحاسوبية التي تخدم الباحثين والناشرين وعامة الناس وتساعدهم على تلبية احتياجاتهم في كتابة البحوث والكتب وغيرها باللغة العربية باستخدام خطوط حاسوبية تتميز بحسن الخط وجمال التراكيب، ومن بين هذه الخطوط الحاسوبية مايلي:
خطّ النسخ - عثمان طه
وهو باكورة مجموعة الخطوط الحاسوبية التي أنتجها المجمع، وأحد أبرز الخطوط الحاسوبية العربية التي تتميز بجمال الأحرف والتراكيب، وقد لقي هذا الخط القبول والاستحسان من قبل المستفيدين منه، واستُخدم في العديد من كتب التراث وغيرها؛ لما يتميز به من جمال الأحرف المفردة و التراكيب المختلفة.
خط المُدرَجات
وهو خط حاسوبي مرادف لـ(خط النسخ)، يحتوي على مجموعة من العبارات والنصوص المتداولة في كتب التراث والحديث والسيرة النبوية.
خطّ النسخ المنقَّط، وخط النسخ المفرَّغ
وهي خطوط حاسوبية مرادفة لـ(خط النسخ) الحاسوبي، موجَّهَة لصغار السن، يستفيد منهما الأطفال في التمرين على تحسين الخط، وتعلُّم كتابة الأحرف والكلمات وتلوينها.
العاملون في المجمع
يعمل بالمجمع حاليا نحو 1700 شخص بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين وإداريين، ونسبة السعوديين منهم تصل إلى حوالي 71 %، وتعمل الكفاءات السعودية الآن في مختلف الأقسام الفنية بالمجمع، ويتابع المجمع تطوير مهاراتهم الفنية والإدارية لتتناسب مع احتياجاته، وتعمل الأمانة العامة للمجمع جاهدة لاستمرار زيادة نسبة السعوديين في المجمع، آخذة في الاعتبار طبيعة العمل في المجمع، وأهمية تدريب الفنيين السعوديين الجدد على العمل فيه، ويسير المجمع وفق خطة للتدريب تراعي توفير احتياجاته من مختلف الكوادر الوطنية من خلال دورات تدريبية منتظمة في مركز التدريب والتأهيل الفني، وتدريب على رأس العمل، وغير ذلك.
مساحة المجمع ومرافقه
تقدر مساحة المجمع بمائتين وخمسين ألف متر مربع، ويُعد المجمع وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها؛ إذ يضم مسجداً، ومبانيَ للإدارة، والصيانـة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والسكن، والترفيه، والمستوصف، والمكتبة، والمطاعم وغيرها. ونال تصميم مبنى المجمع - ذو الطابع الإسلامي الأصيل - جائزة المدينة المنورة في رجب 1416هـ (ديسمبر 1995 م).
لاتوجد تعليقات