رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 2 فبراير، 2015 0 تعليق

المهيمن العزيز

هاتفني مساء السبت بعد صلاة العشاء.

- كنت أنوي زيارتك ولم أكن متأكدا إن كان الوقت مناسبا لك؟

- بالطبع يمكنك زيارتي كالعادة مساء السبت إلا إن كان لدي التزام بأداء واجب التهنئة لفرح أحدهم.

- لا بأس مرة أخرى، ولكن دعني أسألك عن مقالك الأخير حول الأسماء الحسنى، أظننا نستطيع أن نضع الأسماء التي وردت في أواخر سورة الحشر في مجموعات، كل مجموعة فيها اسمان: (الملك القدوس)، (السلام المؤمن)، (المهيمن العزيز)، (الجبار المتكبر)، وقبلها (الرحمن الرحيم)، ثم (العزيز الحكيم)، أما (الخالق البارئ المصور) فتكون مجموعة لوحدها، هكذا حسب المعاني لهذه الأسماء الحسنى.

     أبو عبدالله -هو الذي طرح عليّ فكرة البحث في الأسماء الحسنى المقترنة في كتاب الله، وهكذا هو بين فترة وأخرى يطرح علي فكرة، نتناقش فيها، ثم ننفذها، وآخر ما طرح علي فكرة النظر في الأحاديث التي فيها (غفر له ما تقدم من ذنبه).

تابعنا حوارنا الهاتفي.

- نعم، تقسيم جميل ويتفق مع المعنى.

- ماذا لديك عن (المهيمن العزيز)؟

- كنت جالسا أمام الحاسوب أبحث عن بعض مفردات اللغة.

- اسم الله (المهيمن) لم يرد إلا مرة واحدة في القرآن في الآية:23 من سورة الحشر، أما اسم الله العزيز فورد سبعا وثمانين مرة في كتاب الله، واقترن بتسعة أسماء من أسماء الله الحسنى، وإذا عددنا أنه اقترن في هذه الآية بـ(المهيمن) يصبح العدد عشرة!

     ومعنى (المهيمن)، من (الهيمنة)، التي تعني الإحاطة والحفظ والعلو مع العلم والقدرة والقهر، ووصف الله -عز وجل- القرآن بقول: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (المائدة:48)، أي أن القرآن يصدق ما في الكتب التي قبله، وهو المعيار في صدق ما جاءت به.

     وأكثر ما يستعمل المعنى في الإحاطة والقهر، فالله سبحانه وتعالى (المهيمن) مطلقا على كل شيء؛ لأن كل شيء دونه مخلوق، فهو سبحانه وحده (المهيمن) ولا أحد غيره له الهيمنة المطلقة، أحاط سبحانه بكل شيء، وقهر كل شيء، ومن كان كذلك، كان (عزيزا)، ولذلك أتى (العزيز) بعد (المهيمن)، وتعلم أن (العزيز) هو (الغالب)، وهو سبحانه (رب العزة)، أي صاحب العزة على الحقيقة، ولذلك جاء في الحديث: «العزّ إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني عذبته» مسلم.

ولا شك أن (عزة) المخلوقين إنما هي من عند الله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} (فاطر:10).

- كلام جميل، وكما كنت أقول دائما اسم الله (العزيز) له تأثير عظيم في حياتي، وفقك الله لخدمة أسمائه الحسنى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك