رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 17 فبراير، 2014 0 تعليق

المهندس فريد عمادي للفرقان: وزارة الأوقاف الكويتية لعبت دورًا هاما في التاريخ المعاصر؛ مما جعلها رائدة في العمل الإسلامي عالمياً


بيت الزكاة يعمل وفق منهج علمي تطبيقي معتمد يراعي أفضل الممارسات العالمية في الأداء

القيادة الاستراتيجية هي التي لديها القدرة على التوقع والتصور وإحداث المرونة المطلوبة سعيا إلى تحقيق التطور المنشود

الهيئة العامة للعناية بطباعة القرآن الكريم والسنة النبوية تولى قيادتها مجموعة من الخبرات العالية ذات الكفاءة العالية

استطاعت الوزارة أن ترسم مستقبلها وفق خطة استراتيجية واضحة الأركان، شارك في صياغتها كافة القيادات والعناصر البشرية

 

يعد مفهوم الإدارة الإستراتيجية من المفاهيم التي نالت اهتماماً واسعاً في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين،؛ وذلك استجابة للضغوط والمؤثرات البيئية الهائلة التي واجهتها منظمات الأعمال في تلك الحقبة، وأصبح هذا المفهوم  هو الرائد لدى المنظمات المهتمة بتحقيق المبادرة والريادة في مجال نشاطها، ومن هذه المنظمات -ولاشك- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت التي تميزت بالتطبيق العملي لهذا المفهوم من خلال خطة استراتيجية بدأت خطواتها في العام 2006، ومازالت منذ هذا الوقت تخطو خطوات هائلة نحو التميز والريادة في العمل الإسلامي عالميًا، وهي الرؤية التي انطلقت منها الوزارة لتحقيق هذا المفهوم.

ونلتقي اليوم بأحد القيادات البارزة والمتميزة، الذي أسهم بدور فاعل في نجاح الخطة الاستراتيجية للوزارة، وأسهم هو وباقي قيادات الوزارة في جعل وزارة الأوقاف علامة بارزة في تطبيق مفهوم الإدارة الاستراتيجية، وهو المهندس فريد عمادي الوكيل المساعد للشؤون المالية والإدارية بالوزارة، على هامش مؤتمر الممارسات المتميزة في التخطيط الاستراتيجي الذي عقد بدولة الكويت، وسألته بداية عن دور القيادة في نجاح المؤسسة، وما مفهوم والقيادة الاستراتيجية؟ فأجاب مشكورًا:

- المؤسسات الحديثة تسعى إلى تطبيق النظم والمفاهيم الحديثة من أجل الارتقاء بالأداء المؤسسي ولتحقيق قصب السبق، سواء على المستوى المحلي أم العالمي، كما تسعى تلك المؤسسات إلى إنفاق الوقت والمال في سبيل تحقيق ما رسمته من نظم ومفاهيم حديثة، ويمكن القول: بأن تحقيق النجاح المأمول سيظل متوقفا على قدرة قيادة المؤسسة على إحداث تلك التغييرات؛ فالقيادة هي العنصر الحاكم في مدى فعالية التغيير المأمول وكفاءته.

أما ما يخص القيادة الاستراتيجية، فهي التي لديها القدرة على التوقع والتصور وإحداث المرونة المطلوبة سعيا إلى تحقيق التطور المنشود، إلى جانب تمكين الموارد البشرية لإحداث التغيير الاستراتيجي كونه ضرورة من أجل خلق مستقبل حيوي للمؤسسة.

وهي القادرة على صياغة المستقبل الذي تتطلع إليه المؤسسات القادرة على تحقيق ما تبغي الوصول إليه.

القيادة الاستراتيجية هي القادرة أيضا على المواءمة بين الفرص التي تدعم مستقبل المؤسسة ومواجهة المتغيرات التي تؤثر على مستقبلها.

- نريد توضيح الأسباب والدوافع التي جعلت وزارة الأوقاف الكويتية تتبنى هذا الفكر الاستراتيجي في إدارتها برغم صعوبة وكلفة تطبيق هذا التوجه؟.

- بداية أدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت دورًا هاما وبارزًا في التاريخ المعاصر، وتعاظم هذا الدور خلال السنوات الماضية؛ مما جعلها أحد الرواد في قيادة العمل الإسلامي على مستوى العالم، ولا شك أن هذه المكانة وهذه الريادة لم تأت من فراغ، وإنما أتت من خلال توجيه موارد الوزارة وأدائها نحو غايات استراتيجية طموحة ومحددة، والعمل على تقييم الإنجاز المتحقق بصورة منتظمة، كما أن تبني قادة الوزارة منهجًا علميًا للإدارة يعتمد على التوجهات الاستراتيجية تخطيطًا، وقياسًا، وتنفيذًا، ومتابعةً، ورقابةً، ساعد في تحقيق هذه الريادة مساعدة كبيرة.

ويمكن إجمال هذه الأسباب والدوافع في نقاط أهمها:

- إيمان قادة الوزارة بضرورة أن ينطلق الأداء وفق خطة استراتيجية تشمل كافة مجالات العمل، يحدد من خلالها ما يصبو إليه قادة الوزارة تحقيقه في ظل ما تملكه من موارد وقيادات قادرة على تحقق النتائج.

- أن المجتمع الإسلامي يمر بمنعطفات تنموية تتطلب تفعيل موارده وقطاعاته ومؤسساته ورفع كفاءته وقدراته في مختلف المجالات،وتتمثل تلك المنعطفات في التحديات العالمية والمحلية التي أبرزت دور الكفاءات المعرفية التي تعتمد عليها منظومة التقدم وتحقيق الريادة والعالمية.

- إبراز الدور التنموي للوزارة بوصفها واجهة حضارية للعمل الإسلامي داخل دولة الكويت وخارجها؛ حيث يقع على الوزارة بِعَدِّها المؤسسة الإسلامية الرائدة مسؤولية هامة لبث الفكر الوسطي المعتدل بما يسهم في تنمية الكفاءات المحورية اللازمة لمواجهة تحديات التنمية ومتطلباتها.

- ما الذي ميز خطة وزارة الأوقاف عن خطط باقي مؤسسات الدولة؟

- حرص قادة الوزارة انطلاقا من دورهم القيادي على صياغة الخطة الاستراتيجية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ بحيث تهدف إلى بناء نظام للإدارة الاستراتيجية يمثل امتدادا لخطتها الاستراتيجية السابقة 2006 - 2007/ 2010 - 2011؛ بحيث تبدأ عملية التخطيط في تلك الخطة (الأمة الوسط) بصياغة رؤية VISION تمثل ما تريد الوزارة أن تكون عليه في المستقبل من قبل قادتها والعاملين فيها وأصحاب المصالح فيها؛ بحيث تمثل تلك الرؤية التوجهات المستقبلية للوزارة خلال السنوات الخمس 2011 - 2012 / 2015 - 2016، وكذلك صياغة رسالة تمثل فلسفات الوزارة نحو المجتمع ومسؤولياتها.

     وإيمانا من الدور الاستراتيجي لقادة الوزارة بضرورة الشراكة في صياغة الخطة الاستراتيجية، فقد حرص القادة على مشاركة كافة عناصر الموارد البشرية وأصحاب المصالح في صياغة الخطة الاستراتيجية بكافة مراحلها، والتي تمثلت في مجموعة من المراحل، فضلا عن اللقاءات المفتوحة مع قادة العمل بالقطاعات ومديريها وفرقها، وكذلك أصحاب المصالح والشركاء.

ويمكن أن نجمل أهم القواعد والمداخل التي اعتمدها ورعاها قادة الوزارة في صياغة الخطة الاستراتيجية للوزارة فيما يلي:

1 - الانطلاق في صياغة الخطة الاستراتيجية للوزارة وفقا للخطة التنموية لدولة الكويت، ووفقا لرؤية أمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح - حفظه الله - جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا.

2 - صياغة الخطة الاستراتيجية وفقا لمراجعة الأداء الاستراتيجي للوزارة اعتمادا على نتائج النجاح الرئيسة ومؤشراته التي تحققت في الخطة الاستراتيجية السابقة.

3 - عقد مجموعة من ورش العمل الكبرى لدعم صياغة الخطة الاستراتيجية بحضور كافة قادة العمل بالوزارة وفرقه.

4 - تنفيذ مجموعة من اللقاءات المفتوحة مع مجموعة من أصحاب المصالح من مختلف الميادين العاملة بدولة الكويت من أجل التعرف على آرائهم وتوقعاتهم واقتراحاتهم لتضمينها ضمن الخطة الاستراتيجية للوزارة.

5 - عقد مجموعة من اللقاءات والاجتماعات مع القطاعات وفرق العمل بالوزارة بمشاركة قطاع التخطيط والتطوير وفريق الخطة الاستراتيجية.

- ما الأسباب التي ساعدت في إنجاح تنفيذ الخطة الاستراتيجية للوزارة؟.

- هناك أسباب عدة أسهمت في نجاح هذه الجهود، ونذكرها في هذه النقاط:

1 - توفير الدعم من قبل قادة الوزارة: وذلك من خلال حرص القادة على المشاركة في كافة الفعاليات المرتبطة بإعداد وصياغة الخطة الاستراتيجية وصياغتها، فضلا عن متابعة تنفيذ الخطط وتوفير عوامل النجاح في الأجلين القصير والطويل.

2 - توفير الدعم المالي اللازم: حيث بلغ حجم المنفق على نشر ثقافة الخطة الاستراتيجية خلال الأعوام 2006/2010 (1360000) مليون وثلاثمائة وستون ألف دينار كويتي خلال تلك السنوات، وبمشاركة بلغت 14362 مشارك خلال الفترة نفسها، فضلا عن تأصيل عملية ربط التخطيط الاستراتيجي بالموازنات المالية، الأمر الذي تزيد معه نسبة معدلات النجاح في الأداء الاستراتيجي بالوزارة.

3 - دعم الشراكة مع أصحاب المصالح: وذلك من خلال الدعم من قبل الشركاء الرئيسيون للوزارة الداعمين لتنمية الأداء والموارد البشرية بالوزارة وتطويرها في مجال نشر ثقافة الخطة الاستراتيجية.

4- إعداد دليل التخطيط الاستراتيجي وتصميمه: ليكون بمثابة مرشد وإطار عمل يساعد وزارة الأوقاف على ترسيخ العمليات والإجراءات الأساسية في الإدارات حتى يستنى لها القيام بعملياتها بفاعلية وتحقيق رؤيتها الاستراتيجية.

5- تكوين المجالس التنفيذية بالوزارة: حيث تختص تلك المجالس بمراجعة الأداء الإستراتيجي وتطويره على مستوى الوزارة/ القطاعات/ الإدارات، وذلك وفق آلية معتمدة.

6- إعداد آلية لتحفيز الأداء الاستراتيجي على مستوى الإدارات (نجاحات): حيث تعد عملية تحفيز الأداء الاستراتيجي من قبيل التوجه الإيجابي بل والمطلوب لنشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي، ومن ثم تحقيق الغايات الاستراتيجية للوزارة، الأمر الذي سينعكس على تطور الأداء بالصورة المطلوب تحقيقها.

7- اجتماعات حلقات الجودة: من خلال التواصل الدائم والمستمر مع كافة الأطراف المعنية من خلال عقد اجتماعات حلقات الجودة مع مجالس القطاعات والإدارات وفرق العمل بالوزارة عن طريق إدارة التخطيط.

8- اتباع سياسة الباب المفتوح: وذلك من خلال الحرص على الاستماع إلى كافة متطلبات الوحدات التنظيمية المختلفة بالوزارة واحتياجاتها من قبل فريق التخطيط الاستراتيجي.

وقد قامت الوزارة بمجموعة من الأنشطة لنشر ثقافة الأداء الاستراتيجي منها:

1- البرامج والندوات التدريبية: فقد حققت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المركز الأول في تدريب مواردها البشرية على مستوى الدولة في دراسة قام بها ديوان الخدمة المدنية.

2- إعداد وثيقة الخطة الإستراتيجية وتصميمها: لتكون بمثابة المرشد وإطار العمل الذي يساعد قادة الوزارة والعاملين فيها على ترسيخ الفكر الاستراتيجي بوصفه منهج عمل حتى يتسنى لهم العمل على تحقيق رؤيتها ورسالتها وغاياتها الاستراتيجية .

3- بعض الوسائل الأخرى المستحدثة لنشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي بالوزارة: حيث تم استحداث العديد من قنوات التواصل ووسائله الملائمة، وفقا للوسائل التالية:

- الندوات وورش العمل.

- البوابة الإلكترونية الإسلامية للوزارة.

- المؤتمرات والندوات المنتديات التي ينظمها قطاع التخطيط.

- البريد الإلكتروني (E-mails).

- رسائل الـ SMS.

- أدوات التواصل الاجتماعي الإلكتروني (Facebook & Tweeter).

- المواد المستخدمة في العروض التقديمية (الشرائح- الملصقات- النشرات- البنرات- الرسائل الإخبارية).

- المجلات والدوريات.

- بعض الوسائل المبتكرة المستجدة.

- هل تستطيع القول: إن  وزارة الأوقاف أصبحت علامة بارزة للأداء الاستراتيجي في دولة الكويت؟

- الوزارة التي تنتهج التخطيط الاستراتيجي هي التي يكون لها مكان بارز في هذا العالم المليئ بالمتغيرات المتلاحقة.

     ولقد استطاعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت أن ترسم مستقبلها وفق خطة استراتيجية واضحة الأركان، شارك في صياغتها كافة القيادات والعناصر البشرية، ونظرا للنجاح الذي حققته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، فقد أصبحت قبلة للأداء الاستراتيجي المقارن داخل دولة الكويت وخارجها؛ حيث زارها العديد من الوفود من الوزارات والهيئات داخل دولة الكويت وخارجها للاطلاع على تجاربها في مجال التخطيط وقياس الأداء الاستراتيجي من أجل الاستفادة من ممارساتها التطبيقية المتميزة في هذا الشأن؛ مما كان له الأثر المباشر في تطوير الأداء المؤسسي بتلك الجهات.

- ما الثمرات التي تحققت من خلال تبني هذا التوجه؟

- لا شك أن هناك ثمرات عديدة لا يمكن حصرها في هذه السطور، ولكن على صعيد نقل الخبرات ميدانيا وعمليا، فقد امتد إلى المؤسسات التي تشرف عليها الوزارة، من خلال الاستعانة بالخبرات المتراكمة لدى الوزارة لتطوير الأداء المؤسسي بتلك الجهات، ومن هذه الجهات:

1- الهيئة العامة للعناية بطباعة القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما ونشرهما، وهي هيئة تم إنشاؤها خلال العامين الماضيين وتستهدف:

- العناية بعلوم القرآن الكريم.

- العناية بالسنة النبوية.

- العناية بالبحوث والدراسات الإسلامية.

- الوفاء باحتياجات المسلمين داخل دولة الكويت وخارجها من الإصدارات الإسلامية.

     حيث تولى قيادتها مجموعة من الخبرات العالية ذات الكفاءة التي كانت تعمل بالوزارة؛ حيث انطلقوا في أدائهم من خلال وضع خارطة طريق لصياغة الخطة الاستراتيجية للهيئة لتطبيق أفضل الممارسات المتميزة وصولا إلى العالمية في الأداء، وذلك إيمانا من القادة والعاملين بالهيئة بالدور الذي يمكن أن يمارسه القادة والعاملون في المجتمع والمؤسسات الكويتية على مختلف تصنيفاتهم ولاسيما العاملين في مجال نشر القرآن الكريم والسنة النبوية.

2- بيت الزكاة بدولة الكويت

     ويعد هيئة راسخة تتولى جمع الزكاة وتوزعيها على مستحقيها داخل دولة الكويت وخارجها؛ حيث يتسم بيت الزكاة الكويتي باسم معروف على مستوى العالمين العربي والإسلامي، ويمثل بيت الثقة لدافعي الزكاة والتبرعات والمساعدات؛ حيث تولى قيادته منذ نهاية العام الماضي أحد قادة وزارة الأوقاف والشؤن الإسلامية، الذي يسعى جاهدا إلى نقل الممارسات المتميزة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بهذه الهيئة؛ حيث سعى إلى وضع خارطة المستقبل التي بمقتضاها يسعى إلى صياغة الخطة الاستراتيجية لبيت الزكاة خلال السنوات الخمس القادمة وفق منهج علمي تطبيقي معتمد يراعي أفضل الممارسات العالمية في الأداء.

     وبذلك يتضح جليا الدور القيادي الاستراتيجي لقادة وزارة الأقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت نحو الارتقاء بالأداء المؤسسي داخل دولة الكويت وخارجها، من خلال المؤتمرات وورش العمل والفعاليات ذات العلاقة بالتخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي للعمل على تشجيع الموسسات الإسلامية والعربية، على كافة تنوعاتها وأنشطتها ومجالات عملها على تطبيق منهج التخطيط الاستراتيجي، وذلك اضطلاعا بدورها الرائد في هذا المجال وتحقيقا لرؤيتها الاستراتيجية: الريادة عالميا في العمل الإسلامي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك