رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 24 نوفمبر، 2015 0 تعليق

المنيع: إلصاق تهمة الإرهاب بالسلفية كــذب محــض وإفــتراء لا أصـــل لـــه

 أكد الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في تصريح خاص لـ«الفرقان»: أن إلصاق تهمة الإرهاب بالسلفية واعتبارها السبب الرئيس وراء تلك الحوادث، وأن القائمين بتلك العمليات ينتمون لهذا المنهج المبارك، كذب محض، وافتراء لا أصل له، ولقد حدث خلط كبير، وسوء فهم لمصطلح السلفية؛ لذا يجب علينا بداية أن نحرر معنى السلفية، فالسلفية مع الأسف الشديد الآن عدها بعض الناس مصطلحًا جديدًا يُضم إلى هذه المسميات والتحزبات  والطوائف التي ما أنزل الله بها من سلطان ونحو ذلك، وهذا يعد خطأ كبيرًا، فالسلفية هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعا إليه، وكان عليه أصحابه وكان عليه التابعون من بعده.

     وأضاف الشيخ: السلفيون هم من قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، وقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»، هذه هي السلفية ويجب على كل مسلم أن يكون سلفيًا.

     فليست السلفية منسوبة إلى الشيخ فلان أو إلى العلامة فلان، أو إلى المحقق فلان، وإنما هؤلاء -جزاهم الله خيرًا- ما هم إلا مصلحون ومجددون، ولم يأتوا بشيء جديد، لا شيخ الإسلام ابن تيمية ولا تلميذه ابن القيم، ولا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، ولا الشيخ ابن باز، ولا الشيخ ابن عثيمين -رحمهم الله جميعًا- كل واحد من هؤلاء ومن رجال الإصلاح لم يجيئوا بنحلٍ جديدة، وإنما نادواْ بالرجوع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم  وكان عليه أصحابه، وهذه هي السلفية؛ فينبغي لنا أن نحرر وأن نصحح المفهوم.

ويجب ألا ننسب إلى السلفية هذه الحوادث وهذه البدع التي جاءت وفرقت المسلمين مع الأسف الشديد، وأصبح المسلمون شيعًا وأحزابًا وطوائف كل طائفة تكاد تلعن الأخرى.

     بناءً على هذا فإننا نقول: إن هذه الطوائف التي تدَّعي الإسلام، وتدَّعي الانتماء إلى السلفية، الإسلام والسلفية منها براء؛ فالإسلام دين رحمة ودين مودة ودين تعاطف ودين عقل ودين إكرام حتى لغير المسلم قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8)، الله -سبحانه وتعالى- أكرم البشرية، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء:70).  

فالإسلام بريء من كل عدوان أو تعسف، أو وحشية، أو اعتداء على الآخرين ولاسيما إذا كانوا ذوي عهد، ولم يبادروا المسلمين بسوء، ولم يبادروا بإخراجهم من بيوتهم أو أخذ أموالهم أو غير ذلك، فيجب احترامهم وتقديرهم في حدود التقدير البشري.

     وبناءً على هذا فنحن نبرأ إلى الله -سبحانه وتعالى- من هذه التصرفات التي وسمت الإسلام وأعطته وجهًا كريهًا، ووجهًا مشوهًا وهو منه برىء، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يهديهم أو أن يكفينا شرهم، وأن يظهر للإسلام هيبته واحترامه ووقاره، وأسباب عطفه ورحمته ورعايته لبني البشر على وجه العموم والمسلمين على وجه الخصوص.

     وعن كيفية حفظ الشباب من الانجراف مع هذه التيارات قال الشيخ: لا شك أن هناك مجموعة من الوسائل أهمها عناية آبائهم وأوليائهم بهم، أما الأمر الثاني فهو عناية الدولة بهم، وأن يكون لديها من أسباب ووسائل احتضان هؤلاء الشباب، ما يغنيهم عن اللجوء إلى مثل هذه الفرق المنحرفة، كذلك لابد من إيجاد الأنشطة والفعاليات التي يتم تفريغ طاقة الشباب فيها واستغلالها الاستغلال الأمثل كالنوادي الرياضية وغيرها؛ مما يصلحهم في أخلاقهم وفي تعاملهم لعلنا بعد ذلك أن نستطيع الوصول إلى نتيجة مرضية.

 

 السيرة الذاتية للشيخ عبد الله بن سليمان المنيع

     الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، ولد في شقراء عاصمة منطقة الوشم وذلك في 15 / 7 /1349 هـ. نسبــــه وحياته: عبد الله بن سليمان بن محمد المنيع من قبيلة قحطانية تتفرع عنها قبيلة بني زيد، ويتفرع من قبيلة بني زيد فخذ الحراقيص والمنيع بطن من بطون الحراقيص.

تعليمه: درس دراسته الأولية في مدرسة شقراء الابتدائية سنة1365هـ، ثم حصل على الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود سنة 1377 هـ، ودرجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود عام 1389 هـ.

شيوخه: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، محمد الأمين الشنقيطي، عبد الرزاق عفيفي، عبد الله بن حميد، عبد العزيز بن باز، عبد العزيز بن رشيد.

مؤلفاته: له العديد من المؤلفات منها: الورق النقدي حقيقته وتاريخه وحكمه، حوار مع المالكي في رد ضلالاته ومنكراته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك